غارات على الحديدة وصعدة... ومواجهات في الساحل الغربي

غارات على الحديدة وصعدة... ومواجهات في الساحل الغربي

30 يونيو 2018
تواصل الغارات والمواجهات في اليمن (محمد حمود/ Getty)
+ الخط -
جددت مقاتلات التحالف العربي غاراتها الجوية في محافظة الحديدة، غربي اليمن، اليوم السبت، فيما شهد الجزء الشمالي من الساحل الغربي لليمن مواجهات، قالت جماعة أنصار الله (الحوثيين) إن مسلحيها أفشلوا خلالها محاولة إنزال للتحالف وقوات الشرعية، وتعرضت مناطق حدودية في محافظة صعدة اليمنية لقصف مدفعي مكثف.

وأفادت مصادر تابعة للحوثيين بأن التحالف نفذ السبت ثلاث غارات جوية، ضد أهداف في إحدى المزارع بمديرية بيت الفقيه، جنوب الحديدة، من أن دون أن توضح تفاصيل حول آثار الضربات.

وجاء تجدد الغارات بالتزامن مع عودة نسبية للمواجهات بين قوات الشرعية ومسلحي الجماعة في مناطق قريبة من الشريط الساحلي جنوب الحديدة، وأبرزها مديرية التحيتا، التي سيطرت فيها قوات الشرعية، ونفذ الحوثيون هجمات لاستردادها.

إلى ذلك، شهدت محافظة حجة، شمال الحديدة، مواجهات عنيفة، إذ أعلنت قوات الشرعية أنها سيطرت على "ميناء حبل الواقع" بالقرب من مديرية عبس، وقال الحوثيون إنهم أفشلوا محاولة إنزال بحرية في المنطقة.

وذكر أركان حرب المنطقة العسكرية الخامسة لقوات الشرعية، عمر جوهر، في تصريح صحافي، أن "قوات الشرعية أطلقت أمس عملية عسكرية شاركت فيها كل من القوات البرية والبحرية التابعة للمنطقة، انطلقت في محورين؛ المحور الأول كان على الشريط الساحلي وشاركت فيها قوات التشكيل البحري وتمت السيطرة من خلاله على ميناء حبل".

من جانبهم، قال الحوثيون إنهم أفشلوا محاولة إنزال بحري لقوات الشرعية والتحالف، وقعت مساء الجمعة، في جبهة ميدي التابعة إدارياً لمحافظة حجة، مشيرين إلى أن المحاولة كانت مدعومة بغطاء جوي، وأنهم أجبروها على التراجع، وتحدثوا عن تدمير العديد من الآليات، خلال مواجهات استمرت أكثر من 15 ساعة، ونفذت خلالها مقاتلات التحالف 18 غارة جوية.

وتقع ميدي، وإلى جوارها عبس، في محافظة حجة الحدودية مع السعودية، وتحتل الجزء الشمالي الغربي من الساحل، وباتت قوات الشرعية تسيطر على أجزاء كبيرة من ميدي، بما في ذلك المدينة، بعد مواجهات عنيفة مع الحوثيين، منذ ما يزيد على عامين.

وفي محافظة صعدة، نفذت مقاتلات التحالف، اليوم السبت، غارتين جويتين، في منطقتي السواد وآل مجزب في مديرية سحار، بالتزامن مع استمرار المواجهات والقصف المتبادل في المناطق الحدودية للمحافظة مع السعودية.


وذكرت مصادر تابعة للحوثيين أن ثمة قصفاً مدفعياً وصاروخياً تنفذه القوات السعودية بصورة متجددة ضد أهداف في مديريتي رازح ومنبه الحدوديتين.

الانسحاب الكامل

قالت الحكومة اليمنية، اليوم، إن انسحاب مسلحي جماعة أنصار الله (الحوثيين) من مدينة الحديدة الاستراتيجية غربي البلاد هو المدخل إلى عملية سياسية، وشرط نجاح وقف إطلاق النار، في ظل الجهود التي يبذلها المبعوث الدولي إلى اليمن، مارتن غريفيث، بهدف وقف التصعيد في الحديدة وتنظيم مشاورات بين الأطراف اليمنية.

وأوضحت الحكومة، في بيان صحافي نقلته وكالة الأنباء الحكومية، أن "القوات اليمنية على أهبة الاستعداد لتحرير الحديدة وبقية الأراضي اليمنية"، وقالت إنها مستمرة بدعم جهود المبعوث الأممي "والتي تهدف إلى دفع مليشيا الحوثي للانسحاب دون شروط، والدفع بعملية المفاوضات للأمام".

وأضافت الحكومة أن "أي مساعٍ لوقف إطلاق النار لن يُكتب لها النجاح وستتعرض للفشل في ظل تعنت مليشيا الحوثي في تنفيذ انسحاب كامل من محافظة الحديدة وباقي المحافظات اليمنية"، واتهمت الحوثيين بـ"عدم الالتزام بأي اتفاق لوقف إطلاق النار خلال المفاوضات السابقة".

وجاء في البيان أن "عملية الحديدة تهدف إلى كسر جمود وتعطيل جهود الأمم المتحدة"، وأضاف أن "الانسحاب الكامل وغير المشروط" لما وصفها بـ"المليشيا الحوثية" من "الحديدة ومينائها وميناء الصليف، هو الأساس للبدء بخطوات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة".

ويأتي الموقف الحكومي اليمني، في ظل الجهود التي يقودها غريفيث، ومن المقرر أن يطلع مجلس الأمن الدولي، خلال الأسبوع الجاري، على خطته الرامية إلى تهدئة التصعيد في الحديدة واستئناف المشاورات.

وسبق أن طالبت الحكومة اليمنية بانسحاب الحوثيين من الحديدة (المدينة والمحافظة)، عقب عرض المبعوث الأممي موافقة من الحوثيين على السماح للأمم المتحدة بلعب دور بالإشراف على الميناء الذي تدخل منه أغلب المساعدات والإمدادات بالوقود إلى البلاد.