"جيش اليرموك": لن نفاوض على الاستسلام أو الانسحاب

"جيش اليرموك": لن نفاوض النظام على الاستسلام أو الانسحاب

01 يونيو 2018
يدفع النظام بمزيد من قواته إلى الجنوب(محمد أبازيد/فرانس برس)
+ الخط -
أعلن بشار الزعبي، قائد "جيش اليرموك"، أحد أهم فصائل المعارضة في الجنوب السوري، أن فصائل المعارضة لن تسمح لقوات النظام بالتقدم في محافظة درعا، ولن تفاوض أحداً على الاستسلام أو الانسحاب.

وأضاف الزعبي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن اتفاق "خفض التصعيد" في الجنوب السوري لا يزال ساري المفعول، محملاً المسؤولية لكل من يخرقه، ومشدداً على أن فصائل المعارضة لن تتفاوض سوى على "حلٍّ سياسي نهائي، أو البندقية هي الخيار".

وحول الاتصالات والمشاورات الجارية بين الأطراف الإقليمية والدولية بشأن الوضع في الجنوب السوري، وما تسرب عن صفقةٍ تعيد النظام إلى الحدود ومعبر نصيب، مع نزع سلاح الفصائل الثقيل وانتشار شرطة عسكرية روسية في الجنوب، أكد الزعبي أنه "لم يتم فتح هذا الموضوع معنا، وهذا الكلام مرفوض جملة وتفصيلاً".

وبشأن ما إذا كانت لدى المعارضة ضمانات من أي جهة إقليمية أو دولية بأن الحل في الجنوب لن يكون على حسابها، قال الزعبي "لا يوجد حتى الآن أي شيء مباشر، لكن اتفاق خفض التصعيد في الجنوب لا يزال ساري المفعول حتى هذه اللحظة".

وعلى الأرض في الجنوب السوري، تواصل روسيا والنظام، وفق العديد من المعطيات، العمل على مسارين في الجنوب: الأول استكمال انسحاب المليشيات المدعومة من إيران، والثاني الدفع بمزيد من قوات النظام استعداداً لعملية عسكرية محتملة، أو من أجل ممارسة الضغط على الفصائل والأهالي في المنطقة، عبر التهديد بشنّ العملية في الجنوب السوري، أو الانصياع للترتيبات التي تعدها روسيا للمنطقة بالتنسيق مع بعض الأطراف، وفي مقدمتها إسرائيل، وفق صيغة تمّ تسريبها تقضي بانسحاب المليشيات الإيرانية من الجنوب، مقابل السماح للنظام السوري بالوصول الى الحدود، والسيطرة على معبر نصيب.

وبحسب هذه المعطيات، فان التفاهمات الأخيرة  بين إسرائيل وروسيا تقضي بسحب قوات "حزب الله" اللبناني والمليشيات الإيرانية من منطقة "مثلث الموت" الممتدة عند تقاطع أرياف دمشق ودرعا والقنيطرة، على أن تحل مكانها قوات من النظام السوري.

وقالت مصادر في المعارضة السورية إن القوات الإيرانية أو المدعومة من طهران بدأت بالفعل الانسحاب، ولم يبق منها سوى جزء بسيط، ومن المتوقع أن تستكمل انسحابها خلال الأيام المقبلة.

وتزامن ذلك مع لقاء جمع وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، ونظيره الروسي سيرغي شويغو، في موسكو، أمس الخميس، لم تعلن نتائجه رسمياً، لكن صحفاً إسرائيلية قالت إن ليبرمان حمل مطلباً إسرائيلياً جوهرياً، هو "عودة الأسد للسيطرة على الحدود مع إسرائيل".

كما تزامن انسحاب القوات الإيرانية مع وصول العقيد غياث دلة، رئيس ما يسمى بـ"قوات الغيث" التابعة للفرقة الرابعة إلى محافظة القنيطرة، حيث استلمت قواته معظم جبهات القنيطرة و"مثلث الموت".


وتقول مصادر محلية في محافظة درعا إن قوات النظام اتخذت من قرية الهبارية الواقعة في المنطقة الواصلة بين درعا والقنيطرة وريف دمشق، مركزاً رئيسياً لتجمع عناصرها، كما وصل ضباط روس إلى المنطقة للإشراف على سير العمليات العسكرية في المنطقة، إضافة إلى تجهيز مساكن واستقدام مخبز متنقل.

وأضافت المصادر أنّ قوات النظام نقلت معظم عناصرها من "اللواء 121" قرب بلدة كناكر، إلى الفرقة الأولى في الكسوة، بعد قدوم عناصر وضباط روس ليستقروا في اللواء، وليشرفوا بشكل مباشر على سير المواجهات المرتقبة مع فصائل المعارضة.

من جهته، أعلن "تحالف بركان الحارّة" التابع للمعارضة السورية، فجر اليوم الجمعة، بلدة تل الحارة منطقة عسكرية يمنع التصوير والاقتراب منها.

وأوضح "التحالف" العسكري في بيان له، أنه "مستعد لصدّ أي تقدم من منطقة مثلث الموت"، محذراً من سماهم "عرابي المصالحات" من أي وجود لهم ضمن المنطقة أو ترويج أي شائعات عن مصالحات بمنطقة "مثلث الموت"، ومؤكداً أن التحالف "سيقوم بتنظيف منطقة مثلث الموت من ضفادع النظام المجرم".

كما أعلنت "فرقة شباب السنة" التابعة للمعارضة السورية، اليوم الجمعة، عن تخريج دورة عسكرية جديدة لمقاتليها، وذلك في إطار تجهيزاتها لصدّ هجوم مرتقب للنظام السوري والمليشيات الأجنبية الموالية.

وأشارت الفرقة إلى أنها خرجت الدورة بجميع الاختصاصات، لافتة إلى أنه تمّ "تعزيز الكمائن ونقاط الرباط والمواجهة مع قوات النظام واستكمال الجاهزية لصدّ أي عدوان مرتقب من قوات النظام ومليشياته الطائفية".

وكانت طائرات من دون طيار، تابعة لغرفة عمليات "البنيان المرصوص" التابعة للمعارضة السورية، قد ألقت منشورات ورقية على المناطق الخاضعة لسيطرة قوات النظام السوري في محافظة درعا.

ودعت الغرفة عبر مناشيرها الأهالي إلى "الثورة على النظام السوري بسبب قتله وتشريده الملايين من السوريين".

وجاء ذلك رداً، كما يبدو، على إقدام مروحيات النظام على إلقاء مناشير على بعض البلدات التي تدعو مقاتلي المعارضة للاستسلام وتطالب الأهالي بمساعدة قوات النظام في إخراج المسلحين من بلداتهم وقراهم.