حراك لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة وغموض يكتنف توجهات "سائرون"

حراك لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة... وغموض يكتنف توجهات "سائرون"

21 مايو 2018
مطالب بحكومة تشارك فيها جميع الكتل البرلمانية(أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -
على الرغم من تعدد اللقاءات التي أجراها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، والذي يتبع له تحالف "سائرون" متصدر نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية، إلا أنّ وجهة التحالف المقبلة، بشأن تشكيل الحكومة الجديدة، لم تتحدّد لغاية الآن.

وبعد الفيتو الذي وضعه الصدر على التحالف مع "ائتلاف دولة القانون" بزعامة رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، وتحالف "الفتح"، التابع لمليشيا "الحشد الشعبي"، الذي يترأسه النائب هادي العامري، بحسب بيان سابق، فاجأ زعيم التيار الصدري الجميع، بلقائه بالعامري في بغداد، الليلة الماضية.

وقال بيان لمكتب الصدر إنّ اللقاء مع العامري ناقش نتائج الانتخابات البرلمانية، وتطورات العملية السياسية في العراق، مشيراً إلى أنّ الصدر دعا إلى "الإسراع بتشكيل حكومة أبوية قادرة على تقديم الخدمات للشعب، وتعبّر عن تطلعاته المشروعة"، مشدّداً على "ضرورة أن يكون قرار تشكيل الحكومة وطنياً، بمشاركة جميع الكتل الفائزة".


وأعلنت مفوضية الانتخابات العراقية، يوم السبت، النتائج النهائية للانتخابات البرلمانية التي جرت في 12 مايو/أيار الحالي، وتصدّرها تحالف "سائرون" التابع للتيار الصدري والشيوعيين وقوى مدنية، والذي بدأ حراكاً لتشكيل "الكتلة الكبرى" في البرلمان الجديد، التي يضعها الدستور شرطاً قبل الشروع في اختيار رئيس الوزراء المقبل.

وقد أكد عضو في تحالف "سائرون"، لـ"العربي الجديد"، اليوم الإثنين، أنّ "لقاءات الصدر بزعامات سياسية لا تعني بالضرورة التحالف معها"، موضحاً أنّ "زعيم التيار الصدري، يريد أن يسمع من الجميع قبل تحديد وجهته النهائية".

ولفت إلى أنّ "التحالف بين "سائرون" و"الفتح" لن يكون أمراً سهلاً"، مشيراً إلى وجود "اختلاف كبير في وجهات النظر، بين "سائرون" وعدد من الفصائل المسلحة المنضوية ضمن "الفتح"".

واستبعد أن يقبل الصدريون وحلفاؤهم الشيوعيون، بمحاولات البعض إحياء التحالفات على أساس طائفي، مشدداً على أنّ "الحكومة المقبلة ستكون مسبوقة بتحالفات مع الأكراد والسنة، ولن يكون الأمر مقتصراً على الشيعة"، بحسب قوله.

وأكد أنّ أقرب التحالفات إلى "سائرون"، لغاية الآن، هو ائتلاف "النصر" بزعامة رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي، ثم استدرك: "إلا أنّ اتفاقاً نهائياً مع (النصر) لم يتم بعد، وجميع الاحتمالات مفتوحة لأنّها خاضعة للمواقف والتوجهات التي تتغير بين لحظة وأخرى".


يُشار إلى أنّ "تيار الحكمة"، الذي يتزعمه رئيس "التحالف الوطني" الحاكم عمار الحكيم، كان قد روّج، أمس الأحد، لقرب انبثاق تحالف "شيعي" جديد. وقال المتحدث باسم التيار محمد المياحي، إنّ "الساعات المقبلة ستشهد تحالفاً بين (سائرون) و(النصر) و(الحكمة) و(الفتح)".

ويحاول تحالف "الفتح، قطع الطريق على "سائرون"، من خلال الاتصال بكتل مهمة لتشكيل تحالف واسع.

وقال عضو البرلمان العراقي عن "الفتح" عامر حسين، إنّ تحالفه أجرى اتصالات مع تحالفات "الحكمة" و"النصر" و"دولة القانون" و"الحزب الديمقراطي الكردستاني"، الذي يتزعمه الرئيس السابق لإقليم كردستان مسعود البارزاني، خلال الـ24 ساعة الماضية، لتشكيل الكتلة الكبرى في البرلمان.

وأكد، في تصريح صحافي، أنّ تحالف "الفتح" يجري اتصالاته مع القوى السياسية الأخرى لتشكيل "الكتلة الكبرى" في البرلمان، لافتاً إلى أنّ "الحوارات مستمرة تمهيداً للإعلان عن هذه الكتلة، خلال الأيام المقبلة".


يُذكر أنّه وفقاً للنتائج النهائية التي أعلنتها مفوضية الانتخابات العراقية، حصل تحالف "سائرون" على 54 مقعداً، يليه تحالف "الفتح" التابع لمليشيا "الحشد الشعبي" بـ47 مقعداً، ثم تحالف "النصر" الذي يتزعمه العبادي، بـ42 مقعداً.

وسجّل ائتلاف "دولة القانون" الذي يترأسه المالكي، تراجعاً كبيراً بحصوله على 25 مقعداً فقط، بعد أن كان قد حصل على 92 مقعداً في انتخابات 2014.

المساهمون