قمة بوتين - ميركل تشدد على "المصلحة الاستراتيجية" للتواصل

قمة بوتين - ميركل تشدد على ضرورة التواصل وتبحث الاتفاق النووي وسورية

18 مايو 2018
أكدت ميركل المصلحة بعلاقات جيدة مع موسكو (ميخائيل سفلتوف/Getty)
+ الخط -
تصدر الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي مع إيران، والملفان السوري والأوكراني، جدول أعمال القمة التي عقدت اليوم الجمعة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في منتجع سوتشي. وتشكل القمة اللقاء الأول المنفرد بينهما منذ عام.

وأكد الطرفان، الألماني والروسي، إثر اللقاء، ضرورة التواصل رغم اختلاف وجهات النظر حول ملفات عدة، لا سيما في ظلّ العلاقات الأوروبية – الروسية التي توترت أخيراً بشدة، بعد محاولة اغتيال العميل الروسي المزدوج سيرغي سكريبال في لندن. وكان لافتاً، تمني بوتين خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع المستشارة، "صحة جيدة" لسكريبال، الذي غادر مستشفى بريطانياً كان يخضع فيه للعلاج.

وقال بوتين، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع ميركل، إنه بحث مع المستشارة الألمانية انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، من دون تقديم مزيد من التفاصيل.

وفي الشأن السوري، طالب الرئيس الروسي الدول الأوروبية بمساعدة سورية على إعادة البناء "إذا كانت تريد عودة اللاجئين إليها"، داعياً هذه الدول إلى "إبعاد السياسة" عن عملية إعادة إعمار سورية.

إلى ذلك، أعلن بوتين أن بلاده تعتزم مواصلة شحنات الغاز الطبيعي عبر أوكرانيا، على الرغم من التخطيط لمد أنبوب ثانٍ إلى ألمانيا.

وقال بوتين في هذا الصدد: "سنواصل شحنات الغاز (عبر أوكرانيا)، طالما كانت مبررة اقتصادياً".

وفي ما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين، قال بوتين، إنه "بالرغم من الظروف الخارجية السياسية المعقدة ووجود اختلافات في المواقف بشأن ملفات دولية عدة، إلا أن روسيا وألمانيا تعتبران أنه من المهم والمفيد الاستمرار بالاتصالات الدورية بين الجانبين"، بحسب ما نقلت عنه موقع "روسيا اليوم".

من جهتها، أكدت ميركل وجود "مصلحة استراتيجية" لألمانيا في "دعم العلاقات الودية مع روسيا"، مشددة على دعوتها الدائمة "حتى في الفترات الأكثر صعوبة، إلى مواصلة عمل مجلس روسيا - الناتو والاستمرار بالاتصالات من قبل الاتحاد الأوروبي".

وفي الشأن السوري، أشارت المستشارة الألمانية إلى ضرورة وضع خطة مشتركة للعمل على التسوية السياسية في سورية عبر منصة الأمم المتحدة.

وقالت ميركل خلال المؤتمر الصحافي: "تحدثنا عن سورية، وتبادلنا الآراء حول هذه القضية بصورة مكثفة، وأعتقد في هذا السياق أن العملية الجارية برعاية الأمم المتحدة تمثل فرصة يجب أن نعمل على الاستفادة منها".

وأضافت ميركل أن "الخطوات التالية التي يجب اتخاذها من شأنها أن تؤدي إلى وضع خطة عمل مشتركة ستتم مناقشتها عبر الفرق المعنية، وندعم كل جهود عمل المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا".


وخلال المؤتمر الصحافي، دعت ميركل بوتين إلى استخدام نفوذه على رئيس النظام السوري بشار الأسد، لوقف خطط مصادرة أملاك اللاجئين السوريين. 

وقالت في هذا الخصوص: "من وجهة نظر الحكومة الاتحادية (الألمانية)، يجب أن تستغل روسيا نفوذها لمنع مصادرة أملاك اللاجئين السوريين"، لافتة إلى أن هذه المصادرة "ستكون عائقاً كبيراً أمام عودة هؤلاء اللاجئين إلى بلادهم في المستقبل". 

وحول الوضع السوري بشكل عام، اعتبرت ميركل أنه "أصبح أكثر سوءاً بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران".

وفي ما يتعلق بالاتفاق النووي الذي تسعى أوروبا إلى الحفاظ عليه، أكدت ميركل أن "ألمانيا وبريطانيا وفرنسا والشركاء من الدول الأخرى في الاتحاد الأوروبي تدعم هذا الاتفاق"، معتبرة أن "هذا الاتفاق ليس مثالياً، لكن وجوده أفضل من غيابه على الإطلاق".

(العربي الجديد، الأناضول)

 

 

 

المساهمون