ريفا حمص الشمالي وحماة الجنوبي في قبضة النظام

ريفا حمص الشمالي وحماة الجنوبي في قبضة النظام السوري

16 مايو 2018
فتح الطريق الرئيسي بين حمص ودمشق (فرانس برس)
+ الخط -

أعلن النظام السوري السيطرة الكاملة على ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي، بعد خروج آخر دفعة من أهالي المنطقة المهجرين من مدنيين وعسكريين إلى محافظة إدلب، بموجب اتفاق فرضته روسيا والنظام على هذه المناطق المحاصرة منذ سنوات.  

ودخل محافظ النظام في حمص ومجموعات تابعة للنظام السوري والمليشيات المساندة له، اليوم الأربعاء، إلى مدينة الرستن شمال مدينة حمص، برفقة عناصر من الشرطة العسكرية الروسية، ورفعت علم النظام في المدينة عند دوار صالة الخضار وعلى سطح مديرية المنطقة.

كما نشرت شبكات موالية صوراً تظهر رفع علم النظام السوري في مدينة الرستن وتلبيسة والغنطو.

وقال ناشطون إن محافظ النظام في حمص، طلال البرازي، دخل المدينة برفقة عناصر الشرطة التابعين للنظام، والشرطة العسكرية الروسية، مصطحباً سيارة محملة بأسطوانات الغاز، إضافة إلى صهريج مازوت وصهريج بنزين وشاحنة خضار، إلى غاية التصوير الدعائي أمام وسائل الإعلام، بحسب الناشطين.

وسبق أن دخلت قوات النظام إلى قرى عدة أثناء تنفيذ اتفاق التهجير القسري، مثل عز الدين وديرفول، والمكرمية والقنطرات، وسليم، وغيرها من قرى شمال حمص وجنوب حماة.

ويأتي هذا عقب انتهاء اتفاق التهجير بالكامل، وإجلاء المعارضين للنظام السوري نحو الشمال السوري، بأعداد تقدر بما يزيد عن 30 ألفاً بين مدنيين وعسكريين، ضمن سبع قوافل، قُسّم بعضها على عدة دفعات.

وجاء الاتفاق بعد ضغوط روسية وتهديدات من جانب النظام السوري بشن عملية عسكرية واسعة في المنطقة.

ونشرت القيادة العامة لقوات النظام بياناً، اليوم الأربعاء، قالت فيه إنها أكملت السيطرة على 1200 كيلومتر مربع من ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي، مضيفة أن عدد القرى والبلدات التي عادت إلى سيطرتها بلغ 65 بلدة وقرية، مشيرةً إلى أن المنطقة الوسطى تأتي أهميتها من كونها عقدة المرور التي تمثل شرايين التواصل بين المحافظات المجاورة وبقية المحافظات السورية.

وأعلنت قوات النظام السوري فتح الطريق الرئيسي بين حمص ودمشق بشكلٍ كامل، وذلك بعد إغلاقٍ استمر لسنوات، بسبب المعارك التي كانت تندلع في المنطقة وعلى أطراف الغوطة الشرقية بين قوات النظام والمعارضة السورية، ولا سيما مدينة حرستا التي تشرف بشكلٍ مباشر على الطريق وترصده.

وذكرت وكالة أنباء النظام السوري (سانا) أنه "تم افتتاح الطريق الرئيسي الذي يربط محافظة دمشق بمحافظة حمص المغلق منذ عام 2013 أمام النقل المدني، وذلك بعد ترميمه"، مشيرة إلى أن "أعمال الإصلاح على الطريق بدأت في النصف الأول من شهر أبريل/ نيسان الماضي"، مباشرة بعد سيطرة النظام على الغوطة الشرقية، موضحةً أن "جميع الأضرار أزيلت، كجزء من أعمال الترميم، ووضع الإسفلت على الطريق في كلا الاتجاهين لمسافة تبلغ 34 كيلومتراً".

وكان النظام السوري سيطر على الغوطة الشرقية بريف دمشق بعد تدميرها بشكلٍ شبه كامل، وتهجير نحو 80 ألف مدني من سكّانها إلى الشمال السوري.

وخرج ريف حمص الشمالي عن سيطرة النظام السوري في السنوات الأولى للثورة السورية، وعاش حصاراً صعباً قطع طريق إمداده مع المناطق الأخرى، وضم فصائل عسكرية عدة، أبرزها "جيش التوحيد"، "حركة تحرير وطن"، "فيلق حمص"، "أحرار الشام" و"هيئة تحرير الشام".

ويقضي الاتفاق الذي وقعت عليه المعارضة مع الجانب الروسي بمنع دخول قوات الأمن والنظام طيلة فترة وجود الشرطة العسكرية الروسية، وحددتها "هيئة التفاوض" بستة أشهر فما فوق.

وتقع محافظة حمص في وسط سورية، وتربط جغرافيًا بين العاصمة دمشق والساحل، وتعد كبرى المحافظات السورية من حيث المساحة، وفي المرتبة الثالثة من حيث عدد السكان بعد دمشق وحلب، ولها حدود مع لبنان من الغرب، والعراق والأردن من الشرق.