السيسي يعرب عن تخوفه من "الإجراء الاحتجاجي الواسع"

السيسي يعرب عن تخوفه من "الإجراء الاحتجاجي الواسع"

16 مايو 2018
السيسي تحدث خلال فعاليات مؤتمر الشباب الخامس (سبينسر بلات/Getty)
+ الخط -

أعرب الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، عن تخوفه مما سمّاه "الإجراء الاحتجاجي الواسع" مؤخراً، بدعوى تأثيره السلبي على "استقرار الدولة"، وقطاع السياحة، وذلك في إشارة إلى الاحتجاجات التي صاحبت قرار زيادة أسعار تذاكر مترو الأنفاق بنسبة تصل إلى 350%، ودفعه بمصفحات الأمن المركزي لتطويق محطات المترو، ونشر فرق قتالية لردع المحتجين داخل المحطات الرئيسية.

وقال السيسي مخاطباً المصريين، خلال فعاليات مؤتمر الشباب الخامس، اليوم الأربعاء: "أنتم وليتموني المسؤولية في الحفاظ على مصر، وأنا خايف عليها.. وخايف من إن الإجراء الاحتجاجي الواسع اللي بيقوموا بيه يأثر على البلد، لأنهم في الآخر بيرجعوا يناموا في البيت.. وما يعرفوش نتائجه على الدولة واستقرارها، والسياحة ومختلف القطاعات.. ودي الصورة المكتملة التي يجب رؤيتها".

وأضاف الرئيس المصري: "دور المعارضة هو عرض رؤى وحلول مختلفة للمشكلات لتحقيق هدف بناء الوطن، وهناك ثلاثة ملايين عامل في قطاع السياحة يجب أن يعملوا، ويجب أن يكون هناك شكل من أشكال الاستقرار النسبي.. وتلك المعادلة الصعبة يجب أن تنفذ من قبل المسؤول التنفيذي.. ومافيش حد عايز يتعامل مع أهله وناسه بإساءة، وإلا يبقى عنده مشكلة.. ويبقى شخصية صعبة أوي، ويبقى عايز يأذي الناس"، في إشارة منه إلى قمع معارضيه.

وتابع: "أتصور انكم عارفيني كويس، وأنا بحب كل الناس حتى الأعادي، ولا أسمح بأي أذى يمس المواطن.. لكن يوجد خيط رفيع بين النوايا الحسنة والخبيثة، والنتائج الهدامة.. والمواطنين خرجوا في 25 يناير/كانون الثاني 2011 رغبة في التغيير نحو مستقبل أفضل.. والدولة راعت عدم الوصول إلى نتائج هدامة لتحقيق أهداف هؤلاء المواطنين". 


السيسي لشبابه: لو قلتم لي ارحل أقول سلام عليكم

إلى ذلك، قال الرئيس المصري إن "السياسي في بلاده بضاعته كلها المعارضة، ولكنه يرغب أن تكون بضاعته هي الفهم الحقيقي.. لأن الكلمة أمانة، والناس تسمع منه على أنه يملك الحل.. وبقول للمعارضة أي حد عنده حل للتحديات اللي موجودة في مصر ييجي جنبي.. وأنا أقوله اللي تخلصه أسقف لك عليه.. وأخلي المصريين يسقفوا لك".

وأضاف السيسي: "احنا مع بعض في مركب واحدة.. وعشان تعدي مش بالرئيس والحكومة بس، ولكن بينا كلنا، وبفهمنا للأوضاع.. وبقول للعاملين في الاقتصاد غير الرسمي إن الدولة تريد بياناتكم من أجل تطبيق الضرائب.. ادخلوا في الاقتصاد الرسمي، وأنا بقول لكم معاكم 5 سنين إعفاء، وماتدفعوش حاجة".

وتابع: "بدخولكم في المنظومة، والاقتصاد الرسمي للدولة، هاتقدروا تخشوا للبنوك، وتحصلوا منها على تسهيلات، وتكبر صناعتك.. الاقتصاد غير الرسمي يصرف على أسر كثيرة لا تعرفها الدولة، وبياناتهم غير موجودة لدى الحكومة.. واوعوا تكونوا فاكرين الإصلاح هو الصلاة والصوم فقط، ولكن اللي بتكلم فيه ده إصلاح!".

وقال السيسي إن "الجهاز الإداري للدولة يمثل تحدياً كبيراً، خاصة أنه لا يعمل بالشكل الذي نتمناه، حيث تم تعيين مليون موظف في العام 2011، وجميعهم بلا عمل بالجهاز الإداري المشبع بالموظفين.. كان فيه 5.5 ملايين موظف، وزودنا عليهم مليون بالمظاهرات، من بينهم ألف واحد اتعين في مترو الأنفاق.. وده حصل في كل وزارات مصر".

وأضاف: "قلت لوزير الطيران احنا ليه مش عارفين ننافس؟، قال لي عندنا 27 ألف موظف زيادة دخلوا الوزارة بتخصصات لا لزوم لها، وبعيدة عن المطلوب"، مستطرداً "أنا ما أقدرش أمشي الناس دي، والسبعة ملايين اللي في الجهاز الإداري اللى محتاجين منهم مليون بالكتير.. بس ماينفعش نمشيهم، ومش هانعمل كده.. هذا العبء فاتورة هاندفعها كلنا مع بعضنا".

وخاطب السيسي المصريين بقوله: "أنا عايزكم في ضهر مصر، وأنا في ضهري ربنا.. لأنه هو اللي مطلع عليا، وهو اللي هيحاسبني.. هانقف قدامه، ونتحاسب، والله لأقف أمامه، وأقوله أنا مسامح!"، منتقداً مطالبات البعض بتأجيل تطوير التعليم، بالقول "ساعة ما نيجي نعمل تعليم كويس، يقولك أيوة كويس، بس لو سمحت مش أولادي.. خليه على الأولاد اللي بعدهم".

وزاد السيسي: "النهارده بطلع 100 ألف خريج كلية تجارة، و100 ألف خريج كلية حقوق.. طيب هو سوق العمل عاوز دول؟، النهارده الأسر بتقول أنا علمت ابني، وشغلهولي كده.. طيب أشغلهولك في إيه، إذا كان كل سنة مئات الألوف بيتخرجوا، ولا حاجة لهم بسوق العمل.. وبقى في ثقافة إن بنتنا مش هاتتجوز غير خريج جامعة، ومش مقبول يكون خريج مدرسة فنية".

وشدد على أن التحدي الذي يواجه بلاده أكبر من أي حكومة، وأي رئيس، قائلاً "نحن ليس لدينا ترف في تضييع الوقت، أو عدم اتخاذ القرارات الصعبة"، مدعياً أن "الخط الأول لمترو الأنفاق (حلوان – المرج) يحتاج إلى صيانة تقدر بثلاثين مليار جنيه"، وأن "تشغيل الخط لا يحقق مصروفاته من مرتبات وصيانة"، في وقت لا تستطيع الدولة تسديد قرض إنشائه حتى الآن.

وقال إن قرار رفع تذكرة المترو ليس بجديد، ولكن طالب به الوزراء السابقون، هاني ضاحي، وسعد الجيوشي، وجلال السعيد، غير أن "الخبطة جت في الوزير الحالي، هشام عرفات"، حسب تعبيره.

وعلق السيسي على تصريحات متلفزة لوزير النقل، طالب فيها بأن يسامحه الشعب، بالقول: "يسامحوك إيه يا دكتور، هو فيه خيار تاني.. البلاد مابتقومش غير بالقرارات الصعبة، وإحنا مش جايين نقعد معاكم يومين ونمشي.. لا والله، لو ما أخدناش القرارات دي ماحدش تاني هايأخدها.. ماحدش يخش التحدي، والناس تطلع تزعقله، وتقوله ارحل.. لكن لو أنتم قولتولي ارحل هاقولكم سلام عليكم".

كذلك، قال إن "جهود الحكومة والأجهزة التنفيذية نجحت في رفع إنتاج شبكة الكهرباء بنسبة 100% خلال عامين ونصف العام، إلا أن ده جه بالسلف (الديون).. والإجراءات التي تمت في القطاع ليست من أجل توفير الكهرباء في المنازل فقط، وإنما من أجل الصناعة أيضاً.. فلو لم يتم تطوير الشبكة، لن تأتي استثمارات للدولة".

واعتبر السيسي أن النمو السكاني من التحديات الكبيرة التي تقابل الدولة المصرية على مدى زمن كبير جداً، قائلاً: "لم تنجح الدولة في أن تقنع الناس بضبط النمو السكاني، ولن يستطيع الناس أن يشعروا بتأثير النمو الإيجابي، إلا إذا كان المعدل مناسباً.. النمو السكاني يحتاج كل القوة لدينا، سواء الإعلام أو الأحزاب والقوى السياسية".