العبادي في كردستان للمرة الأولى منذ استفتاء الانفصال

العبادي في كردستان: حوارات مع الكرد على هامش الحملة الانتخابية

بغداد

أكثم سيف الدين

avata
أكثم سيف الدين
26 ابريل 2018
+ الخط -

في زيارة هي الأولى من نوعها منذ اندلاع الأزمة بين بغداد وأربيل، على خلفية الاستفتاء الشعبي الذي نظمته كردستان للانفصال عن العراق العام الماضي، أنهى رئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي، اليوم الخميس، زيارة استمرت ساعات إلى مدينة السليمانية في إقليم كردستان، قبل أن ينتقل إلى مدينة أربيل، حيث من المقرر أن يعقد مؤتمراً انتخابياً هناك.

ولا تخلو هذه الزيارات التي تهدف بالأساس إلى الترويج الانتخابي، من لقاءات على الهامش مع مسؤولين كرد، وسط توقعات بأن تكون بدايات لتفكيك الأزمة بين الجانبين.

وقال مسؤول سياسي مطلع لـ"العربي الجديد"، إنّ "زيارة العبادي إلى السليمانية، التي جرت في وقت متأخر من ليل الأربعاء، لمتابعة حملته الانتخابية، وهي الأولى من نوعها إلى إقليم كردستان، منذ أن نشبت الأزمة مع بغداد على أثر الاستفتاء الكردي"، لافتاً إلى أنّ "الزيارة تهدف إلى تحقيق عدّة أمور، منها متابعة الحملة الدعائية، وهذا الهدف المعلن للزيارة، لكنها بالوقت ذاته تهدف إلى التقارب مع الجانب الكردي".



وقال المسؤول إن "العبادي وصل إلى أربيل ومن ثم سيتوجه إلى دهوك، في إطار هذه الجولة الانتخابية، والتي يتابع فيها تفاصيل سير حملة تحالفه الانتخابي، الذي يعول كثيراً على حصد أصوات في إقليم كردستان، خصوصا أنّ قائمة العبادي تضم مرشحين أكرادا"، مضيفاً أن "العبادي سيجول على مخيمات النازحين في محافظات الإقليم وسيعرض عليهم برنامجه الانتخابي للحصول على أصواتهم، خصوصاً أنّ هناك أعداداً كبيرة من النازحين العرب في كردستان".

وبيّن أنّ "العبادي سيستغل هذه الزيارات لتحقيق تقارب مع الكرد، وسيجري لقاءات مع المسؤولين هناك خاصة في أربيل، وسيبحث معهم الأزمة وسبل حلها مستقبلاً".

وخلال زيارته إلى السليمانية، أكّد العبادي أنّه "يحيي صمود أهالي السليمانية أيام النظام الدكتاتوري"، مشدداً على أنّ "الكرد هم مواطنون من الدرجة الأولى، وأنّ هذا التنوع في المجتمع العراقي هو أساس صلب لتقدم العراقيين الذين هزموا داعش، حين تلاحم العرب والكرد والجيش والبشمركة".

وأضاف: "نعمل اليوم على إيجاد خط سياسي ديمقراطي جديد، وهو أن لا ننحاز إلى طرف أو مكون على حساب الآخرين"، مبيناً أنّ "هذا الخط هو المشروع الوطني البعيد عن عرف الهويات الثانوية والإيمان بمساندة الجميع في استقرار وبناء العراق".

وتعهد العبادي، بـ"العمل على تعزيز التعايش السلمي بين المكونات العراقية، في بلاد تراعى فيها حقوق الجميع، وتوفر فيه فرص العمل لكل المواطنين"، مشدداً على أنّ "العراق لا ينهض من دون وحدة العرب والكرد وبقية المكونات الأساسية للعراق، على أساس دولة العدالة وإنهاء أي محاولة تريد للعراق العودة إلى الدكتاتورية".


ويعد مسؤولون كرد زيارة العبادي خطوة مهمة في إطار تخفيف الأزمة بين بغداد وأربيل وتفكيكها، مؤكدين أنّ العبادي سيلتقي عددا من قيادات الأحزاب الكردية خلال الزيارة.

وقال قيادي في حزب البارزاني لـ"العربي الجديد"، إنّ "زيارة العبادي إلى أربيل سيكون لها من الأهمية الشيء الكثير فيما يتعلق بأزمة بغداد وأربيل"، مبيناً أنّ "رئيس حكومة الإقليم وقادة الأحزاب الكردية سيلتقون العبادي على هامش الزيارة، وسيبحثون معه تطورات وحلول الأزمة"، مبيناً أنّ "العبادي لا يمهد لحل الأزمة فقط، بل يسعى بالوقت ذاته إلى الحصول على دعم كردستان في تجديد ولاية له".

وأضاف، أنّ "هناك تقارباً كردياً مع العبادي بشأن دعمه لولاية جديدة، وأنّ القيادات الكردية ومنها رئيس حكومة كردستان، تسعى لأن تكون الانتخابات وتحالفاتها مفتاحاً لحل الأزمات المشتركة مع بغداد"، مؤكداً أنّ "أي حل وأي حوار لا يمكن إجراؤه بين الطرفين خلال الفترة التي تسبق إجراء الانتخابات".

ويؤكد مراقبون أنّ الانتخابات فرصة لحل الأزمات بين بغداد وأربيل، خصوصاً أنّ العبادي يعول على الكرد والسنة في التحالف معهم، بعد انقسام التحالف الوطني.

وقال الخبير السياسي، هاشم الفلاحي لـ"العربي الجديد"، إنّ "الانتخابات والتحالفات السياسية هي فرصة الكرد في حل أزماتهم مع بغداد، وقد استطاعوا بالفعل أن يستغلوها، من خلال التمهيد لتحالف مستقبلي مع العبادي، ودعمه لولاية جديدة مقابل حل الأزمات".

وأكد، أنّه "من المعروف في العراق، أنّ أي أزمة لا يمكن حلها من دون تحقيق المصالح، واليوم مصلحة العبادي لا تتحقق من دون الحصول على الدعم، ومنه دعم الكرد، لذا فإنّ هذه المصالح ستكون بداية لحل الأزمة".

وكان مسؤول سياسي قد كشف قبل أيام لـ"العربي الجديد"، وجود اتصالات ولقاءات غير معلنة بين العبادي وقادة كردستان، مبينا أنّ الأول استطاع الحصول على وعود من قبل الكرد بدعمه في ولاية جديدة.

ذات صلة

الصورة
أبو تقوى السعيدي (إكس)

سياسة

أسفر استهداف طائرة مسيّرة مقراً لفصائل "الحشد الشعبي" يتبع لـ"حركة النجباء"، عن مقتل المسؤول العسكري للحركة مشتاق طالب علي السعيدي المكنى "أبو تقوى".
الصورة
قاعة الأعراس في الحمدانية في نينوى في العراق 1 (فريد عبد الواحد/ أسوشييتد برس)

مجتمع

أعاد حريق قاعة الأعراس في محافظة نينوى العراقية الذي خلَّف مئات القتلى والمصابين، ليلة أمس الثلاثاء، مشهد الحرائق المتكرّرة التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة والتي خلّفت مئات القتلى والجرحى.
الصورة
صندوق من فاكهة الرمان (Getty)

مجتمع

أفاد تحقيق صحافي عراقي بأنّ بغداد تلقّت شحنة رمّان من بيروت تبيّن أنّها محشوّة مخدّرات، علماً أنّ هذه الشحنة جزء من سداد قيمة مستحقّات النفط العراقي المخصّص لبيروت.
الصورة

سياسة

يخشى بعض المرشحين للانتخابات المحلية في العاصمة بغداد، من أن يكون تسلسل أحدهم بالرقم 56، الذي يُطلق على المحتالين والنصابين في الشارع العراقي، وقد جاء نسبة إلى مادة قانونية في القانون العراقي، تخص جرائم النصب والاحتيال