العراق: العبادي يتقرب للكرد ويحصل على دعمهم لولاية جديدة

العراق: العبادي يتقرب من الكرد ويحصل على دعمهم لولاية جديدة

17 ابريل 2018
استئناف الحوار بين بغداد وأربيل عقب الانتخابات (Getty)
+ الخط -
استطاع رئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي، أن يستغل التقارب الأخير مع الجانب الكردي بشأن الأزمة مع بغداد، للحصول على دعمهم للفوز بولاية جديدة، بينما تؤكد مصادر أنّ الحوارات ستستأنف بين الجانبين بعد الانتخابات.

وقال مسؤول سياسي مطلع، لـ"العربي الجديد"، إنّ "العبادي، الذي ضيّق الخناق على الكرد خلال الفترة التي أعقبت استفتاء كردستان، خفف أخيرا من ذلك، وفتح الباب لحوارات ولقاءات مشتركة لتقريب وجهات النظر، كما توجد اتصالات ولقاءات غير معلنة"، مبينا أنّه "استطاع الحصول على وعود من قبل الكرد لدعمه في ولاية جديدة". 

وأوضح المصدر أنّ "العبادي وعد من جانبه الكرد بحل المشاكل والأزمات العالقة بين الجانبين عقب الانتخابات"، مبينا أنّه "لا يمكن لرئيس الحكومة أن يتقرب اليوم للكرد بشكل معلن ويحل الأزمات العالقة، إذ أنّ أي تحرك معلن سيكلفه الكثير، خصوصا أنّ خصومه السياسيين سيستغلون ذلك في تأليب الشارع في المحافظات الجنوبية، ما يتسبب في خسارته للكثير من الأصوات في الانتخابات". 

وأشار إلى أنّ "الحزب الديمقراطي الكردستاني (حزب البارزاني) هو اليوم من أكثر الأحزاب الكردية دعما للعبادي، إذ أنّ الأخير وبعد أن حل أزمة الموازنة ورواتب كردستان، أنقذ حكومة نيجرفان البارزاني من الانهيار"، مبينا أنّ "كل ذلك جاء من ضمن الاتفاقات السياسية بين الجانبين".

وأكد مسؤولون كرد أنّ "الخلافات بين بغداد وأربيل لا تتعلق بالعبادي شخصيا، بل هي أزمات قديمة".

وقال القيادي في حزب البارزاني، محمود الجاف، لـ"العربي الجديد"، إنّ "أزماتنا مع بغداد تفاقمت بشكل كبير في فترة حكم نوري المالكي للحكومة في الدورتين الانتخابيتين السابقتين"، مبينا أنّ "مواقف العبادي، وإن كانت متشددة بعد الاستفتاء، لكنّه أكثر تفهما من سلفه".

وأعرب الجاف عن أمله بأن "يتم حل الخلافات بين الجانبين بعد الانتهاء من موضوع الانتخابات".




ويطمح العبادي إلى الحصول على دعم الجانبين الكردي والسني خلال الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في 12 من مايو/أيار المقبل، لولاية جديدة.

في غضون ذلك، أعلن رئيس حكومة إقليم كردستان، نيجرفان البارزاني، في مؤتمر صحافي عقده اليوم، دعمه لـ"جهود بغداد في تأمين وحماية محافظة كركوك والمناطق المتنازع عليها"، مؤكدا: "ما يهمنا اليوم هو أمن وسلامة المواطنين في إقليم كردستان خلال فترة الحملة الدعائية للانتخابات، وأن تسير الحملات الدعائية الانتخابية بشكل آمن". 

وأشار إلى أنّه "من حق أي حزب عراقي أن يكون له مرشحون في إقليم كردستان، كذلك يحق أيضا للأحزاب الكردية أن يكون لها مرشحون في المحافظات العراقية الأخرى". 

ولفت إلى أنّه "من الطبيعي أن تستمر المباحثات بين بغداد وأربيل على كافة الأصعدة"، مؤكدا أنّه "لا توجد حاليا أي زيارة لأي وفد من حكومة كردستان إلى بغداد".

يشار إلى أنّ المباحثات بين بغداد وأربيل لحل الأزمات شبه متوقفة في الوقت الحالي، ويأمل الجانبان استئنافها بعد الانتخابات.