لن يقتلوا حق العودة

لن يقتلوا حق العودة

30 مارس 2018
من المواجهات على حدود غزة أمس(عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
لم يُخفِ الاحتلال الإسرائيلي على مدار الأسبوع عزمه على إطلاق النار والرصاص الحي على المشاركين في مسيرة العودة ومن يحاول منهم اجتياز الحدود مع قطاع غزة، وبدا واضحاً أن تهديداته الدموية تصاعدت وتيرتها كلما اقتربنا من موعد مسيرة العودة، أمس الجمعة، إلى حد التباهي المسبق إسرائيلياً بصدور الأوامر بإطلاق الرصاص الحي لمنع وصول الفلسطينيين من قطاع غزة إلى السياج الحدودي.

وبدا أن قائد الجيش الإسرائيلي، الجنرال أيزنكوط، يبحث مسبقاً عن تبرئة نفسه أمام إسرائيل من أي تهم مستقبلية بالإخفاق والفشل أو التهاون، خصوصاً بعد أن تمكّن مواطنون فلسطينيون وبكل سهولة من اجتياز الحدود مع غزة في أوج حالة الاستعداد القصوى لجيش الاحتلال.
ليس واضحاً كيف ستتطور الأمور والأحداث في القطاع إثر سقوط الشهداء أمس على السياج الحدودي، وهل تتجه الأوضاع إلى تصعيد يبلغ حد المواجهة العسكرية وربما عدوان جديد في قطاع غزة مع ارتدادات ذلك في الضفة الغربية المحتلة. واضح أن الاحتلال، الذي تجنّد أمس بكل قوته ورفع حالة الاستنفار، سيُبقي على حالة التأهب، وسيشن حرباً إعلامية مكثفة لتحميل الفلسطينيين مسؤولية سقوط الشهداء، فهذا نهج لم يحد عنه الاحتلال منذ أيام غولدا مئير.

في المقابل، يبدو الموقف الفلسطيني الرسمي ضعيفاً وغير واضح لجهة التأكيد بشكل لا لبس فيه على حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة كشرط أساسي لا تراجع عنه في أي تسوية مستقبلية، تقوم على إنهاء الاحتلال وتحرير الشعب الفلسطيني من نير الاحتلال الإسرائيلي. ولم يعد بمقدور قيادة الشعب الفلسطيني، إذا كانت تريد وقف النزيف الفلسطيني وإراقة الدماء، في يوم الأرض، أن تواصل ألاعيب المفاوضات من أجل المصالحة وتراشق الاتهامات بين شقي المعادلة القائمة، حركتي "فتح" و"حماس".

لقد توصلت قيادات الشعب الفلسطيني، سواء في القطاع، أم في رام الله، في أكثر من مرة إلى تفاهمات مع الاحتلال بشأن وقف إطلاق النار أو حل إشكاليات هنا وهناك، وبالتالي ليس هناك ما يمنع حصول تفاهمات ومصالحة حقيقية إذا توفرت الإرادة الحقيقية لذلك، وعندها فقط يتأكد حق العودة كهدف حقيقي له ما يرفده وليس كمجرد شعار.

المساهمون