اليمن: ضباط وجنود موالون لصالح محتجزون في الضالع

اليمن: ضباط وجنود موالون لصالح محتجزون في الضالع

12 فبراير 2018
الموقوفون داخل أحد سجون إدارة أمن محافظة الضالع (فيسبوك)
+ الخط -
نشر مسؤول بإدارة أمن محافظة الضالع اليمنية صورة على صفحته الشخصية بموقع "فيسبوك"، قال إنها لضباط موالين لطارق محمد عبدالله صالح، نجل شقيق الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح، جرى احتجازهم عندما كانوا في الطريق إلى  مدينة عدن، جنوبي البلاد.

وقال مدير دائرة التوجيه المعنوي والعلاقات العامة بشرطة محافظة الضالع، أكرم القداحي، إن الصورة لـ"بعض ضباط وجنود طارق صالح، والآن هم داخل أحد سجون إدارة أمن محافظة الضالع"، في إشارة إلى أنهم لا يزالون محتجزين لدى إدارة الأمن.

وفي خضم تلك الأزمة، أطلق طارق صالح تصريحات، هي الأولى من نوعها، أشاد فيها بخطاب محافظ عدن السابق، عيدروس الزبيدي، والذي يترأس ما يُسمى بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي"، الداعي لانفصال جنوب اليمن، ودعا للتفاهم بين الأطراف لمواجهة جماعة "أنصار الله" (الحوثيين).

ونقل موقع "وكالة خبر"، التابع لحزب صالح، تصريحاً منسوباً لمصدر مقرب من طارق صالح، يثمن فيه، ما وصفه بـ"الخطاب السياسي المتقدم" الذي قدمه الزبيدي، لـ"دعم جهود التحالف العربي وكل من يتحالفون معه من أجل تحرير العاصمة صنعاء وكل المحافظات الشمالية من عدوانية الحوثي وغطرسته وغدره"، حسب تعبيره.

وتابع: "إننا نتفهم المخاوف الأمنية والسياسية لكل الأطراف التي حررت أرضها من صلف الحوثي، والتي عانت من الصراعات المريرة، سواء الصراعات المسلحة أو صراعات التحريض الإعلامي التي عاشها الجنوب خصوصاً، وكل المناطق عموماً في الماضي البعيد والقريب"، في إشارة، على ما يبدو، إلى احتجاز موالين له في محافظة الضالع.

ودعا نجل شقيق صالح، إلى أن "تتوصل كل الأطراف والقيادات في الجبهات، بمختلف مسمياتها وانتماءاتها المناطقية والسياسية، إلى تفاهمات أمنية تخدم هدفنا المشترك المتمثل في مواجهة صلف الحوثي"، على حد قوله.


ويوجد طارق صالح في عدن، بدعم من التحالف، وتحديداً الإمارات، ويرى مراقبون أن التصريح الذي صدر بمثابة ترجمة لمحاولة أبوظبي التقريب بين حلفائها الجنوبيين وطارق صالح، الذي أثار وجوده في عدن، رفضاً في أوساط الشرعية وأخرى جنوبية.

ويعد التصريح المنسوب لطارق صالح الأول من نوعه، الذي يشير فيه إلى الحوثيين بشكل صريح، وجاء بعد احتجاز عشرات الضباط والجنود الموالين له في محافظة الضالع.

وكانت شرطة الضالع قد ضبطت العشرات، أول من أمس، وتحديداً 66 جندياً وضابطاً موالين لنجل شقيق صالح، المتواجدين في عدن، حيث كان المحتجزون في الطريق لعدن، إلا أن الشرطة ضبطتهم ورفضت ضغوطاً من قبل الإمارات، ومما يُعرف بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" بإطلاق سراحهم.

وأفادت مصادر سياسية قريبة من الشرعية، لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق، بأنه "يرجح أن يكون لطارق صالح دور عسكري في المرحلة المقبلة، لكنه لن يؤثر على موازين القوى العسكرية الحالية وتحالفاتها مع التحالف"، مؤكدة أن "كل ذلك يعتمد على ما تبقى لديه من قدرة على التواصل مع شخصيات قبلية وعسكرية في مناطق سيطرة الحوثيين".

وطارق صالح (في الأربعينيات من العمر) هو الشخصية الثانية التي برزت في عائلة صالح، بعد النجل الأكبر لصالح (أحمد) الذي كان قائداً للحرس الجمهوري، لكن وبسبب وجود الأخير خارج البلاد، والعقوبات التي فرضت عليه بقرار مجلس الأمن، ووجود قيود على سفره، أصبح طارق الرجل الأهم في القوات الموالية لصالح.

ومع تسلم الرئيس، عبدربه منصور هادي، السلطة أطاح طارق صالح من منصب قائد لقوات الحرس الخاص (الحرس الرئاسي)، وعينه قائداً للواء العسكري في حضرموت، إلا أنه لم يتسلم قيادته. وعُين لاحقاً ملحقاً عسكرياً لسفارة اليمن في ألمانيا، لإبعاده من اليمن.

ومنذ عام 2014، عاد طارق صالح كأبرز قائد إلى جانب عمه، وخلال الحرب مع الشرعية والتحالف، وفي الأشهر الأخيرة، وبالتزامن مع تصاعد الخلافات بين صالح والحوثيين، أسس معسكراً تدريبياً جنوب صنعاء، عُرف بـ"معسكر الشهيد الملصي".

وعلى الرغم من إعلانه أن "المدربين هم لتعزيز جبهات المواجهات مع التحالف"، إلا أن المعسكر أثار ريبة الحوثيين ودفعهم لتعزيز نفوذهم في صنعاء والاستعداد للمعركة، التي وصلت إلى الانفجار، مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي، وحسمها الحوثيون بقتل عمه.

دلالات