موسكو تترقب تصعيداً مع واشنطن بعد تقدم الديمقراطيين بالكونغرس

موسكو تترقب تصعيداً مع واشنطن بعد تقدم الديمقراطيين بالكونغرس

08 نوفمبر 2018
ترامب قد يضحي بالعلاقة مع روسيا(Getty)
+ الخط -
هيمنت نتائج انتخابات التجديد النصفي بالكونغرس الأميركي على عناوين الصحافة الروسية الصادرة اليوم، الخميس، وسط تساؤلاتها حول ما إذا كان تقدم الديمقراطيين بمجلس النواب سيفتح مجالاً لتشديد العقوبات الاقتصادية بحق موسكو وتكثيف التحقيقات في تدخلها المزعوم في انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016 وموجة جديدة من سباق التسلح بين أكبر قوتين نوويتين في العالم.

وفي مقال بعنوان "الكونغرس-تناوب"، توقعت صحيفة "كوميرسانت" أن تسفر سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب والجمهوريين على مجلس الشيوخ، عن احتدام المواجهة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية وموجة جديدة من التحقيقات في "التآمر" بين روسيا والرئيس دونالد ترامب، ما سيضطره للعدول عن خطط تطبيع العلاقات مع موسكو التي لم تعد من أولوياته قبل الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها عام 2020. 


وأجمع خبراء استطلعت الصحيفة آراءهم على أن سيطرة الحزب الديمقراطي على مجلس النواب لأول مرة منذ عام 2010، ستؤثر سلباً على العلاقات الروسية الأميركية المتأزمة أصلاً.

وقال الأستاذ بالجامعة الأميركية في واشنطن، أنطون فيدياشين، لـ"كوميرسانت": "العقوبات المفروضة على روسيا حتى الآن، صادقت عليها الأغلبية الجمهورية في الكونغرس. بعد هذه الانتخابات، لن يتغير التوجه إلا سلباً، مع الأخذ بالاعتبار أن الديمقراطيين الأكثر معاداة لروسيا سيطروا على مجلس النواب".

وأضاف فيدياشين: "بشكل عام، بعد خسارته الأغلبية في مجلس النواب، سيصعب على ترامب تمرير القوانين لمواصلة إصلاحاته عبر الكونغرس. ستضطر الإدارة الجمهورية في هذا الوضع للبحث عن نقاط التلاقي مع المعارضة. سيبقى نقد روسيا وفرض عقوبات بحقها، من النقاط القليلة كهذه".

بدوره، توقع الباحث بمعهد الولايات المتحدة وكندا التابع لأكاديمية العلوم الروسية، فلاديمير باتيوك، هو الآخر زيادة ضغط العقوبات على روسيا، قائلاً: "هناك إجماع بين القوتين السياسيتين الرائدتين في الولايات المتحدة، على أن روسيا هي عدو. يكمن الفرق فقط في أن الجمهوريين يعتبرون أن الصين هي العدو الرئيسي لأميركا، بينما يرى الديمقراطيون الذين سيطروا على مجلس النواب أن روسيا هي العدو الأكبر. لذلك، فإن ضغط العقوبات على روسيا سيزداد حتماً".

من جهتها، رأت صحيفة "غازيتا.رو" الإلكترونية أن نتائج انتخابات الكونغرس كانت متوقعة في ظل تعبير الناخبين عن رفضهم لسياسات الرئيس الحالي، وهو أمر غالبا ما يتكرر بكل الانتخابات النصفية، معتبرة أن ترامب يمكنه أن يفخر بإبقاء سيطرته على مجلس الشيوخ وما يترتب عليه من استبعاد احتمال حجب الثقة عنه.

وفي مقال بعنوان "النصر للجميع ما عدا روسيا: بمَ انتهت الانتخابات في الولايات المتحدة؟"، توقعت الصحيفة ألا تتحسن العلاقات بين موسكو وواشنطن في ظل التشكيلة الجديدة للكونغرس و"الإجماع بين الحزبين" بشأن روسيا، مرجحة أن يضحي ترامب بالعلاقات مع روسيا من أجل تحقيق أهدافه مع الكونغرس الجديد. 


وقال المسؤول بالمجلس الروسي للشؤون الدولية، إيفان تيموفييف، لـ"غازيتا.رو": "بصرف النظر عن الفائز في هذه الانتخابات، فإن هناك إجماع الحزبين تجاه روسيا، ومن وجهة نظر ديناميكيته، فإن الوضع سيتدهور. سيكون هناك تصعيد في جميع الأحوال".

وعلى الصعيد الرسمي، شكك المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، في إمكانية تحسن العلاقات بين موسكو وواشنطن بعد انتخابات التجديد النصفي. وقال بيسكوف في تصريحات صحافية، أمس الأربعاء: "يمكن أن نقر بقدر كبير من الثقة بأنه لا بوادر في الأفق لتطبيع العلاقات الروسية الأميركية. ولكن ذلك لا يعني أننا لا نسعى للحوار ولا نريده".

يذكر أن العلاقات الروسية الأميركية تشهد حالياً موجة جديدة من التوتر وسط ترقب تطبيق حزمة جديدة من العقوبات في قضية تسميم العميل المزدوج الروسي سيرغي سكريبال، في  بريطانيا في مارس/آذار الماضي، وإعلان ترامب عن انسحاب بلاده من معاهدة تقليص الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، وسط استياء موسكو من ذلك.

المساهمون