تركي الفيصل: سوف نعتمد على إسرائيل بمواجهة إيران

تركي الفيصل: التحقيق الدولي بقتل خاشقجي مرفوض وسنعتمد على إسرائيل بمواجهة إيران

21 نوفمبر 2018
الفيصل: السعودية سترفض تحقيقاً دولياً بمقتل خاشقجي (أليكس وونغ/Getty)
+ الخط -
في محاولة جديدة لتلميع صورة السعودية، أمام الأوساط الأميركية، بعد الغضب الدولي الذي سببه اغتيال الصحافي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده في إسطنبول، أقام الأمير السعودي تركي الفيصل، حفل كوكتيل في نيويورك، رفض خلاله أي تحقيق دولي في القضية، وأكد أن بلاده ستعتمد في مواجهتها مع إيران على إسرائيل.

وكشف موقع "ديلي بيست" الأميركي، في تقرير، الثلاثاء، أنّ الفيصل نجل الملك الراحل فيصل، والسفير السابق لدى الولايات المتحدة، أقام في 9 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، حفل كوكتيل ضم حوالى 50 شخصاً معظمهم كتاب وصحافيون وسياسيون، وجهوا إليه عدداً كبيراً من الأسئلة، حول جريمة إسطنبول.

وتحدّث الفيصل لمدة 15 دقيقة، قبل طرح الأسئلة عليه، بحسب ما ذكر أشخاص حضروا الحفل لـ"ديلي بيست".

وقال أحد الحاضرين للموقع، إنّه "كان من الواضح جداً أننا كنا جميعاً هناك لسبب ما. ولم يكن الحفل لمجرد تقديم كأس من النبيذ، وإجراء دردشات".

وأشار "ديلي بيست"، إلى أنّ حفل كوكتيل كان على ما يبدو "آخر محاولات الفيصل لتلميع صورة السعودية"، في أعقاب مقتل خاشقجي في 2 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كاشفاً أنّ "الرياض حاولت من وراء الكواليس، على مدى الشهر الماضي، مواجهة تداعيات مقتل خاشقجي والإدانة الدولية اللاحقة، عبر شخصيات معروفة مثل الأمير فيصل، من أجل تدارك الأمور".


انزعاج كثر من الحاضرين

وذكر الموقع أنّ الفيصل الرئيس السابق للاستخبارات السعودية، والذي يعيش في فرجينيا ودرّس في جامعة "جورج تاون"، شرع، خلال الأسابيع القليلة الماضية، في حملة للتواصل مع السياسيين ورجال الأعمال وقادة الفكر، لاستعادة العلاقات التي تعتمد عليها المملكة للحفاظ على صوتها مسموعاً في واشنطن.

وأخبر الفيصل الحاضرين، أنّه على الرغم من القتل الوحشي لخاشقجي من قبل عملاء سعوديين، "ليس هناك ما يدعو للقلق"، مضيفاً أنّ "الرياض في النهاية تعمل على إجراء تحقيق شامل في العملية في إسطنبول وستعاقب المسؤولين عنها وفقاً للنتائج"، بحسب ما ذكر للموقع ثلاثةُ أشخاص حضروا الحفل.

ولاحقاً ، قال الفيصل إنّ السعودية سترفض إجراء تحقيق دولي في مقتل خاشقجي، متذرعاً في ذلك بأنّ الولايات المتحدة رفضت التحقيق بأعمالها في سجن أبو غريب بالعراق، مكرراً بذلك مضمون تصريحاته أمام المجلس الوطني للعلاقات الأميركية العربية.

وقال مشاركون في الحفل، للموقع، إنّ الفيصل "لم يحاول تغيير رأي الحاضرين بشأن ما حدث لخاشقجي، بل حاول بدلاً من ذلك، إقناعهم بأنّه على الرغم من كل ما حدث، بإمكان الولايات المتحدة العمل كالمعتاد مع المملكة العربية السعودية".

ونقل "ديلي بيست" عن مصادر، أنّ وجهة نظر الفيصل، بأنّ أي شيء لن يتغير في العلاقات الأميركية السعودية، على الرغم من الجريمة، "أزعجت كثراً من الحاضرين".


الاعتماد على إسرائيل


وأخبر الفيصل الحاضرين بأنّ الولايات المتحدة والسعودية "لا يمكن أن يبتعدا عن شراكتهما الاستراتيجية"، مشيراً إلى أنّ "هناك الكثير من القضايا على المحك، بما في ذلك مواجهة عدوان إيران في الشرق الأوسط، وفي سبيل ذلك، فإنّ السعودية سوف تعتمد على إسرائيل أيضاً"، كما قال، بحسب الموقع.

وسأل أحد الحاضرين، بحسب الموقع، عما إذا كانت السعودية ستواصل حربها في اليمن، أو ما إذا كانت قد تلقت ضغوطاً من الولايات المتحدة لتغيير مسارها، فأجاب الفيصل: "لا تغييرات في الخطط، على الرغم من أنّ المملكة، بطبيعة الحال، منفتحة على التواصل مع إدارة الرئيس دونالد ترامب".

يُذكر أنّ جامعة "هارفارد" الأميركية العريقة، ألغت دعوة للأمير تركي الفيصل، على خلفية اغتيال خاشقجي، بحسب ما كشف موقع "ديلي بيست" الأميركي نفسه، في تقرير، في 3 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي.

وكانت كلية دراسة الشؤون الخارجية بجامعة "جورج تاون"، حيث كان الرئيس السابق للمخابرات السعودية يدرس لمدة عشر سنوات، قد سمحت له بإنهاء فصله الدراسي الشتوي، بينما أبدى انزعاجه من خطوة جامعة "هارفارد".