المجهول في "تورقوز آباد"

المجهول في "تورقوز آباد"

01 أكتوبر 2018
تساءل كثر عما يوجد في الحقيقة خلف الباب الأزرق(Getty)
+ الخط -
أثارت كلمة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في الأمم المتحدة، واتهاماته الجديدة لإيران، استهزاء الساسة والشارع في الداخل على حد سواء؛ فالمكان المسمى بـ"تورقوز آباد"، الذي قال نتنياهو إن فيه مخزناً ذرياً مارست فيه طهران نشاطاتها وتخفيه عن المجتمع الدولي، لم يكن "مجهولاً" بالنسبة إلى الإيرانيين وحسب، فمعظمهم لم يكونوا يعرفون أنها منطقة جغرافية حقيقية، رغم أنهم اعتادوا استخدام اسمها دون أن يدروا بوجودها، ويكررونه كمصطلح يطلق في الأمثال والطرائف، للدلالة على المكان البعيد وغير المناسب للمعيشة، وحتى أنه يشير أحياناً إلى المجهول والمكان الوهمي.

تقع "تورقوز آباد"، التي تسمّى أيضاً في المصطلح الدارج "دوقوز آباد"، إلى جوار العاصمة طهران من جهة الجنوب. وهي قرية صغيرة ذات أوضاع معيشية سيئة، وتقول بعض الروايات إن عمرها يزيد عن 150 سنة، وكانت مشهورة بزراعة العدس أو القطن بحسب البعض الآخر، وأطلق عليها هذا الاسم نسبة إلى ابنة أحد أشهر تجارها قديماً. لكن المكان الذي يدل على "المجهول" أو "الوهم" لم يعد كذلك، وتصدّر الصفحات الأولى بعد أن عرّف نتنياهو الكل عليه. وفي هذه النقطة بالذات مبرر لتعليق مساعد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الذي ظهر في فيديو من نيويورك إلى جانب وزير الخارجية محمد جواد ظريف، والذي لم يكن قادراً على الكلام لشدة الضحك. ورأى عراقجي أن "البعض يقومون بخداع نتنياهو، وهذه المرة وصلوا معه إلى دوقوز آباد"، المكان الذي راج الحديث عنه كمصطلح له دلالاته.

وبعيداً عن ذلك، تساءل كثر عما يوجد في الحقيقة خلف الباب الأزرق الذي عرض نتنياهو صورته؛ فذكرت وسائل إعلام إيرانية أنه مكان لغسيل السجاد، بينما ردّ صحافيون إيرانيون على ذلك، في مواقع التواصل الاجتماعي، بتحليل الصور التي التقطتها أقمار صناعية للبقعة ذاتها. وأشار بعضهم إلى أنه ليس كما ذكرت بعض الوكالات بل إنه مكان لجمع الخردة والحديد. صحيح أن البعض شكك في احتمال حصول نشاط ما داخله في الماضي، لكن الرواية الرسمية نفت ذلك بالمطلق، باعتبار أن نتنياهو يكرر "الافتراءات" بحق إيران، وهي رواية استند فيها كثر فيها إلى حكاية "تورقوز آباد" أولاً، ولفيديوهات من أمام الموقع ذاته، صورها سكان المنطقة أو من قرروا التوجه إليها بعد أن اكتشفوا أنها على الخارطة.

المساهمون