صحيفة إسرائيلية: واشنطن تشترط توطين اللاجئين لاستمرار دعم "أونروا"

صحيفة إسرائيلية: واشنطن تشترط توطين اللاجئين لاستمرار دعم "أونروا"

17 يناير 2018
تحذيرات من خطورة وقف "أونروا" مساعداتها (حاوم بادر/فرانس برس)
+ الخط -
في الوقت الذي واصل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، التعبير عن دعمه قرار الإدارة الأميركية تقليص إسهامها في موازنة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، كشفت صحيفة مقربة من ديوانه النقاب عن أن الإدارة الأميركية تشترط لمواصلة تقديم الدعم للوكالة التزامها بالإسهام في "توطين" اللاجئين، وتعهدها بـ"وقف التحريض" في مؤسساتها التعليمية. 

ونقل موقع صحيفة "ميكور ريشون" اليمينية، اليوم الأربعاء، عن مصدر مقرب من البيت الأبيض قوله إن "مستشاري الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أوصوه بربط مواصلة تقديم المساعدة للمنظمة الدولية بمبادرتها إلى إدخال إصلاحات، تتمثل في استعدادها لتوطين اللاجئين ووقف التحريض"، مشيرة إلى أن "هذه التوصيات قدمت في أعقاب دراسة أجرتها لجنة استشارية لصالح البيت الأبيض". 

وادعى المصدر، أن التوصية التي قدمت لترامب جاءت بعد أسابيع من "البحث حول الظروف الواجب توفرها لضمان مواصلة واشنطن الالتزام بتقديم الدعم لـ"أونروا"".

وأكد الموقع أن الولايات المتحدة بلورت موقفها من "أونروا" بالتنسيق مع إسرائيل، مشيراً إلى أن "اتصالات تجري على قدم وساق بين واشنطن وتل أبيب بشأن الموقف من المنظمة الدولية". 

وأعادت الصحيفة إلى الأذهان حقيقة أن نتنياهو عرض، في الصيف الماضي، أن يتم إغلاق "أونروا" وأن يتم نقل المسؤولية عن اللاجئين الفلسطينيين إلى وكالة الأمم المتحدة للاجئين، والتي تعكف على توطين اللاجئين في العالم، مشيرة إلى أن رئيس حكومة الاحتلال سبق أن شدد على أن الوكالة تسهم في تأبيد مشكلة اللاجئين الفلسطينيين، وتلعب دوراً في توفير الظروف التي تسوغ مطالبة الفلسطينيين بحق العودة، "بهدف تصفية دولة إسرائيل"، على حد تعبيره. 

وأوضحت الصحيفة، أن إسرائيل تواصل الادعاء، أن "أونروا" تسهم في تقديم دعم لـ"المنظمات الإرهابية" في قطاع غزة، مبرزة أن طلب نتنياهو إغلاق "أونروا" ووجه بمعارضة داخل إسرائيل والولايات المتحدة، على اعتبار أن تنفيذ هذا الطلب يتطلب أن يتم التصويت عليه من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة. 

وذكر المصدر ذاته، أن كلاً من الولايات المتحدة وإسرائيل "تدركان أنه لا يمكن تمرير مثل هذا القرار في الأمم المتحدة"، موضحاً أن "هناك خلافاً داخل الإدارة الأميركية بشأن وقف المساعدات لـ"أونروا""، وأنه في الوقت التي تطالب ممثلة واشنطن في الأمم المتحدة، نيكي هايلي، بوقف كل الدعم الأميركي، فإن "وزارة الخارجية ودوائر أخرى في واشنطن تعارض هذا التوجه". 

وأوضح الموقع أنه "تبين للإدارة الأميركية، أن هناك مواقف متباينة داخل إسرائيل نفسها بشأن نمط التعاطي مع "أونروا""، مشيراً إلى أن أوساطاً رسمية إسرائيلية تختلف مع نتنياهو، وتحذر من "إمكانية انفجار الأوضاع الأمنية نتاج توقف الوكالة عن أداء عملها، واندلاع حالة من الفوضى". 

وشدد على أن هذه الأوساط حذرت من مغبة "تعرض استقرار الأردن للخطر جراء توقف عمل "أونروا"، على اعتبار أن المملكة تؤوي مئات الآلاف من اللاجئين". 

وأوضح موقع صحيفة "ميكور ريشون" أن قرار ترامب تقليص المساعدات المالية لـ"أونروا" مرتبط بشكل أساسي برفض السلطة الفلسطينية قراره الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقراره الشروع في إجراءات نقل السفارة من تل أبيب للمدينة المقدسة، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي كتب على حسابه على "تويتر": "نحن ندفع لهم (للفلسطينيين) مئات الملايين من الدولارات دون أن نحصل منهم على الاحترام، لماذا يتوجب علينا مواصلة تقديم الكثير من المال".

وأشار موقع الصحيفة إلى أن هايلي جاهرت بأن ترامب يدرس وقف تقديم المساعدات المالية لـ"أونروا" بشكل كامل رداً على قرار الفلسطينيين عدم العودة للمفاوضات مع إسرائيل.