الجيش الإسرائيلي يحذّر من قرار ترامب تقليص المساعدات لـ"أونروا"

الجيش الإسرائيلي يحذّر من التداعيات الأمنية لقرار ترامب تقليص المساعدات لـ"أونروا"

06 يناير 2018
الجيش الإسرائيلي حذّر من تفاقم الوضع الاقتصادي في غزة(Getty)
+ الخط -
يسود خلاف واضح بين الحكومة والمستويات السياسية والعسكرية الإسرائيلية، من موقف قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، تقليص الدعم لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة "أونروا"، ردا على رفض السلطة الفلسطينية قراره الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وتصميمها على عدم العودة إلى المفاوضات برعاية أميركية.

وفي الوقت الذي أبدى فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الخارجية، بنيامين نتنياهو، حماسه الشديد لقرار ترامب، عارضت أوساط في الجيش ووزارة الخارجية في تل أبيب القرار، محذّرة من تداعياته الخطيرة.

وقد ساند وزير التعليم الإسرائيلي، نفتالي بنات، قرار ترامب، معتبرا أن "أونروا" منظمة "داعمة للإرهاب". ونقل موقع "عروتس شيفع"، الناطق بلسان التيار الديني الصهيوني، أمس، عن بنات قوله، إن مجرد وجود "أونروا" يسهم في تكريس الواقع "البائس" الذي يعيشه الفلسطينيون.

وفي المقابل، فقد تحفّظ الجيش الإسرائيلي على الخطوة التي أقدم عليها ترامب، محذرا من أنها ستفضي إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية في قطاع غزة، بشكل يؤدي إلى تسريع وتيرة انفجار مواجهة جديدة بين غزة وإسرائيل.

وقال ضابط إسرائيلي كبير يعمل في "الإدارة المدنية"، المسؤولة عن إدارة العلاقات المدنية مع الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، إن نصف الفلسطينيين في قطاع غزة، على الأقل، يحتاجون للمساعدات الإنسانية التي تقدمها "أونروا"، بشكل كامل أو جزئي، "مما يعني أنه في حال توقف الدعم المالي لأونروا، فإن الفلسطينيين الجائعين سيوجهون غضبهم لإسرائيل"، على حد تعبيره.

ونقلت، أمس، النسخة العبرية لموقع "المونتور" عن الضابط قوله، إن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تعي أنه بدون الخدمات التي تقدمها "أونروا"، فإن قطاع غزة سيتحول إلى منطقة تسود فيها كارثة إنسانية.

وقد ساندت وزارة الخارجية الإسرائيلية، التي يديرها نتنياهو، موقف الجيش، محذرة من المخاطر الأمنية الناجمة عن تدهور الأوضاع الاقتصادية في القطاع، نتيجة لقرار ترامب.

وذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية، الليلة قبل الماضية، أن الخارجية الإسرائيلية دعت إلى اتخاذ كل الإجراءات اللازمة من أجل تفادي تفاقم مظاهر الضائقة الاقتصادية في القطاع.

من جانبه، أشار الصحافي شلومو إلدار إلى أنه على الرغم من أن إسرائيل عادة ما توجه اتهامات لـ"أونروا" بالتعاون مع حماس، إلا أنها في المقابل لم تهدد قط بمنع المنظمة الدولية من أداء مهامها، وتواصل السماح بنقل المعدات اللازمة لأنشطتها، لإدراكها الدور الذي تقوم به في منع انفجار الأوضاع الأمنية في القطاع.

وفي تقرير نشرته، أمس، النسخة العبرية لموقع "المونتور"، حذّر إلدار من أن وقف أنشطة "أونروا" من خلال وقف المساعدات الدولية لها يعني ولادة أزمة أمنية لإسرائيل.

وأعاد إلدار إلى الأذهان حقيقة أن "أحد سيناريوهات الرعب" التي وردت في المناقشات التي جرت داخل الأوساط القيادية للجيش الإسرائيلي، تمثّل في الخوف من أن تفضي الأزمة الاقتصادية في القطاع إلى توجّه الآلاف من الفلسطينيين إلى المعابر الحدودية، مع كل ما ينطوي عليه هذا التطور من تداعيات.

وأوضح إلدار أن تزامن قرار ترامب بشأن تجميد المساعدات لأونروا مع اهتزاز الأوضاع الأمنية في القطاع من جراء عمليات إطلاق القذائف التي تنفذها مجموعات صغيرة انطلاقا من القطاع وردود إسرائيل عليها، يمثّل تطورا بالغ الخطورة، ويساعد على تدهور الأوضاع بشكل كبير.

ويذكر أن الولايات المتحدة أعلنت، أول من أمس، تقليص مساهمتها في ميزانية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، بنحو 125 مليون دولار. ونقلت وكالات دولية عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الإدارة الأميركية أبلغت الأمم المتحدة قرارها تجميد 125 مليون دولار كان يفترض دفعها مطلع الشهر الجاري.

 ونوه المسؤولون الأميركيون إلى أن القرار جاء ردا على موقف السلطة الفلسطينية الرافض لاستئناف المفاوضات. ويشار إلى أن ترامب قد هدد، قبيل الإعلان عن اتخاذ القرار، بمعاقبة السلطة الفلسطينية، حيث كتب في حسابه على تويتر: "نحن ندفع للفلسطينيين مئات ملايين الدولارات سنويا من دون أن نحصل منهم على أي تقدير أو احترام، هم لا يريدون حتى التفاوض على اتفاقية سلام طال تأخرها مع إسرائيل".

 

 

 

المساهمون