واشنطن تجدّد دعمها للتظاهرات في إيران

واشنطن تجدّد دعمها للتظاهرات في إيران

01 يناير 2018
السلطات اعتقلت نحو 200 من المحتجين (الأناضول)
+ الخط -
جدّدت الولايات المتحدة دعمها لـ"حق الشعب الإيراني في التعبير عن نفسه"، وسط مواصلة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مواقفه المهاجمة لطهران.

وشدّد بيان صادر عن المكتب الإعلامي في البيت الأبيض، اليوم الإثنين، على "حقّ الشعب الإيراني بأن يُسمع صوته"، معرباً عن دعمه "حق الشعب الإيراني في التعبير عن نفسه بطرق سلمية".

ودعا البيان، وفق ما أوردت "الأناضول"، "جميع الأطراف إلى حماية حق التعبير عن النفس بطرق سلمية، وتجنّب كل تصرّف من شأنه وضع قيود على هذا الحق".

وواصل متظاهرون معارضون، منذ الخميس الماضي، احتجاجات رفعت فيها شعارات تندّد بسياسات الرئيس الإيراني حسن روحاني الاقتصادية، وتعترض على غلاء الأسعار، ورفع أسعار المحروقات، فضلاً عن شعارات سياسية تندّد بتدخلات طهران الإقليمية، لا سيما في سورية.

وقالت وسائل إعلام إيرانية، إنّ 60 شخصاً اعتقلوا خلال احتجاجات، أمس الأحد، بعدة مدن في البلاد، وتم تداول صور وفيديوهات من مظاهرات ليلية، لكن لم يتسنّ التأكد من مصدرها.

واعترفت السلطات الإيرانية بمقتل متظاهرين اثنين خلال صدامات وقعت، السبت، في مدينة دورود غربي البلاد. وكتب الحرس الثوري الإيراني، على تطبيق "تيليغرام"، أمس الأحد، أنّ "أشخاصاً يحملون أسلحة صيد وأخرى حربية انتشروا بين المتظاهرين وأطلقوا النار عشوائياً".

كما أكّدت السلطات الإيرانية، أمس الأحد، أنّه تم اعتقال 200 متظاهر خلال الاحتجاجات التي شهدتها العاصمة طهران، السبت.

وقال محسن همداني المساعد الأمني لمحافظ طهران، أمس الأحد، إنّ السلطات الأمنية اعتقلت نحو 200 شخص من المحتجين، ممن شاركوا في مظاهرات السبت في العاصمة. وأضاف، أنّ الاعتقال جاء بعد قيام المحتجين بـ"أعمال شغب وتخريب وإحراق بعض الممتلكات العامة"، وأكد إحالة بعض المعتقلين إلى المحاكمة والإفراج عن آخرين.

وفرضت السلطات الإيرانية، قيوداً جديدة على تطبيقي "تيليغرام" و"إنستاغرام" اللذين يُعدّان بين التطبيقات القليلة المتاحة للوصول إليها في البلاد، حيث تفرض مسبقاً قيوداً على مواقع التواصل الاجتماعي كـ"فيسبوك" و"تويتر" وغيرها.

ويأتي ذلك بعدما أغلق تطبيق "تيليغرام" الذي يتابعه نحو 25 مليون إيراني، قناة "أمدنيوز" المعارضة، بطلب من وزير الاتصالات محمد جواد آذري جهرمي، بحجة "التحريض على العنف".

بدوره، هاجم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إيران مجدّداً، واصفاً إيّاها بـ"الدولة الأولى الراعية للإرهاب في العالم".

وفي تغريدة على حسابه بموقع "تويتر"، قال ترامب، إنّ "إيران الدولة الأولى الراعية للإرهاب في العالم بسجل كبير في انتهاكات حقوق الإنسان على مدار الساعة، قررت الآن إغلاق الإنترنت حتى لا يتمكن المتظاهرون السلميون من التواصل. هذا أمر سيئ".

وتأتي هذه التصريحات، بُعيد قول الرئيس الإيراني حسن روحاني، ردّاً على تعليقات ترامب على الاحتجاجات الأخيرة في إيران، إنّ "منْ وصفوا الإيرانيين بالإرهابيين لا مجال لتعاطفهم مع شعبنا".

وفي تغريدة ثانية، تمنّى ترامب عاماً جديداً سعيداً للجميع، قائلاً: "بينما تزيد بلادنا قوة وذكاءً، أريد أن أتمنى سنة سعيدة ومليئة بالصحة لكل أصدقائنا وأنصارنا، وأعدائنا، والذين يكرهوننا، وحتى وسائل الإعلام الكاذبة وغير الصادقة أبداً. 2018 سيكون عاماً عظيماً لأميركا".

وكان ترامب قد قال، السبت، معلّقاً على الاحتجاجات التي تشهدها إيران، إنّ "الأنظمة القمعية لا يمكن أن تستمرّ إلى الأبد، وسيأتي اليوم عندما يواجه الشعب الإيراني خياراته".

وأمس الأحد، ألقى روحاني خطاباً، في أول تعليق على الاحتجاجات المندّدة بسياسات حكومته، وقال إنّ "من حق الإيرانيين الانتقاد والاحتجاج والمطالبة بحقوقهم، لكن يجب ألا يؤدي ذلك إلى العنف"، مضيفاً أنّ "حلّ المشكلات يتطلّب وقتاً".

ورأى روحاني أنّ "المواطنين لا يحتجون على الوضع الاقتصادي وحسب، ولكنّهم كذلك يطالبون بالشفافية".

كما انتقد روحاني تصريحات ترامب، عن الاحتجاجات، وخاطبه قائلاً إنّ "من وصفوا الإيرانيين بالإرهابيين لا مجال لتعاطفهم مع شعبنا".

وكانت وزارة الخارجية الأميركية، قد أصدرت بياناً، مساء الجمعة، قالت فيه إنّها تتابع "الاحتجاجات السلمية العديدة من جانب المواطنين الإيرانيين في أنحاء البلاد".

وقالت الوزارة، إنّ "قادة إيران حولوا دولة ثرية ذات تاريخ وثقافة غنية إلى دولة مارقة مستنفدة اقتصاديا، صادراتها الرئيسية هي العنف وسفك الدماء والفوضى".

وأضافت: "كما قال الرئيس ترامب، إن أكثر ضحايا المعاناة من قادة إيران هم الشعب"، متابعة "نحث جميع الدول أن تعلن دعمها للشعب الإيراني ومطالبه ذات الصلة بالحقوق الأساسية ووضع حد للفساد".

وتُعدّ التظاهرات في إيران، الأضخم، منذ تظاهرات عام 2009 التي استمرت ثمانية أشهر، عندما أثارت إعادة انتخاب الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد جدلاً واسعاً. وقال أنصار "الحركة الخضراء" حينها إنّ الانتخابات جرى تزويرها، بينما فرضت السلطات الإقامة الجبرية على عدد من رموزها، ومنهم مير حسين موسوي، ومهدي كروبي.

(العربي الجديد، الأناضول)