مليشيات "سورية الديمقراطية" تعلن معركة دير الزور

مليشيات "سورية الديمقراطية" تعلن معركة تحرير دير الزور من "داعش"

09 سبتمبر 2017
الدمار يتواصل في الأراضي السورية (دليل سليمان/ فرانس برس)
+ الخط -
وسط اشتداد المواجهات العسكرية بين تنظيم "داعش" الإرهابي وقوات النظام السوري والمليشيات التي تقاتل معها في ريف دير الزور الغربي، حيث تحاول الأخيرة فك الحصار عن مواقعها في المدينة والمطار العسكري، أعلنت مليشيات "قوات سورية الديمقراطية"، بدورها، عن البدء بمعركة تحرير دير الزور من "داعش".

وأعلنت "قوات سورية الديمقراطية"، في بيان، اليوم السبت، عن بدء حملتها العسكرية لطرد "داعش" من شرق محافظة دير الزور. وتلا رئيس مجلس دير الزور العسكري المنضوي في "قوات سورية الديمقراطية" أحمد أبو خولة، خلال مؤتمر صحافي في قرية أبو فاس في شرق البلاد، بياناً جاء فيه "نزفّ بشرى البدء بحملة (عاصفة الجزيرة)، والتي تستهدف تحرير ما تبقى من أراضي الجزيرة السورية وشرق الفرات من رجس الإرهابيين وتطهير ما تبقى من ريف دير الزور الشرقي".

وتحدث البيان عن انهيارات كبيرة في صفوف تنظيم "داعش"، لافتاً إلى أن التنظيم يسعى إلى "رفع معنويات قواته في الرقة"، بتنفيذه ضربات مباغتة في مناطق متفرقة جنوب الحسكة، مشيراً إلى أن التحالف الدولي سوف يشارك في العملية براً وجوّاً.

وقالت مصادر محلية إن "قوات سورية الديمقراطية" بدأت عمليتها من الجهة الشمالية لدير الزور، عبر بلدة السبعة وأربعين، جنوب محافظة الحسكة شمال شرقي البلاد، حيث تدير العملية من مساكن الجبسة في ناحية الشدادي. وتوقعت المصادر أن يكون هدف العملية السيطرة على المنطقة الممتدة من ريف الشدادي الجنوبي الواقع في جنوب الحسكة، وصولًا إلى الضفاف الشرقية لنهر الفرات.

ويسيطر تنظيم "داعش" على معظم مناطق دير الزور، باستثناء أحياء في المدينة ونقاط في محيطها إضافة للمطار العسكري، حيث بدأت قوات النظام السوري المدعومة من روسيا قبل أيام عملية عسكرية واسعة لفك حصار تنظيم "داعش" لقواتها في المنطقة.

وتحاول عبور مياه نهر الفرات إلى ريف دير الزور الشمالي، انطلاقاً من مواقعها التي قالت إنها كسرت الحصار عنها في مدينة دير الزور في الخامس من الشهر الجاري.

وتوقعت مصادر إعلامية أن تسيطر "قوات سورية الديمقراطية" بمساندة التحالف الدولي على الجزء الشمالي من مدينة دير الزور فقط، وذلك ضمن اتفاق روسي - أميركي يترك المجال لقوات النظام من أجل السيطرة على بقية المحافظة.

وكانت فصائل من الجيش الحر منتشرة في البادية السورية تسعى للمشاركة في معركة دير الزور، إلا أن "قوات سورية الديمقراطية" اشترطت عليها أن تعمل تحت قيادتها، الأمر الذي رفضته تلك الفصائل مطالبة بأن توفر لها نقطة انطلاق من منطقة الشدادي وأن تعمل بشكل مستقل.

وسيطرت "قوات سورية الديمقراطية"، أمس الجمعة، على محطة جويف في ريف دير الزور الشمالي، وذلك عقب اشتباكات مع تنظيم "داعش" خلفت قتلى وجرحى في صفوف الطرفين.

ومن جهة الغرب، قالت مصادر النظام إن قواته سيطرت على بلدة الشولا بريف دير الزور الغربي بعد القضاء على تنظيم "داعش" فيها واقتربت من جبل الثردة.

وقالت مصادر محلية إن قوات النظام تمكّنت من تحقيق تقدم تحت غطاء جوي روسي في منطقة المقابر، ضمن عملية عسكرية مباغتة لفك الحصار عن مطار دير الزور العسكري.

وأعلنت سيطرتها على مرتفعات في أطراف منطقة المقابر، فارضة سيطرتها النارية على ما تبقى من المنطقة الواقعة بين أماكن سيطرتها والمتصلة بمطار دير الزور العسكري والمؤلفة من حيي الطحطوح وهرابش، وأجزاء واسعة من حي الرصافة في القسم الجنوبي الشرقي من المدينة، والجزء المتصل مع اللواء 137 والمؤلف من جمعية الزهور وحيي الجورة والقصور وأجزاء من أحياء الرشدية والحويقة والجبيلة والموظفين، بالقسم الجنوبي الغربي من المدينة. وتوقعت المصادر أن تسيطر قوات النظام خلال اليوم السبت على المنطقة المتبقية بين المطار العسكري والأحياء المتصلة مع اللواء 137.

وكان تنظيم "داعش" قد تمكّن مطلع العام الجاري من السيطرة على هذه المنطقة وفرض حصار ثانٍ بعد الحصار الأول الذي كان مفروضاً على مدينة دير الزور منذ مطلع عام 2015.

وفي محافظة الرقة المجاورة، قُتل ثمانية أشخاص، خمسة منهم من عائلة واحدة جراء استهداف طائرات التحالف الدولي ومدفعية "قوات سورية الديمقراطية" أحياء مدينة الرقة.

وكان 24 شخصاً قد لقوا حتفهم جراء قصف طيران التحالف مدرسة أبي ذر الغفاري بالرقة في حي الدرعية، والتي كانت قد لجأت إليها عائلات عدة، في حين استهدفت "قوات سورية الديمقراطية" الملعب البلدي في مدينة الرقة بالقذائف الصاروخية، ما أدى لحدوث دمار فيه.

وفي ريف حمص الشرقي، سيطرت قوات النظام مدعومة بمليشيات أجنبية فجر اليوم، على قرى أبو قعطور، وأبو لية، وجب حبل، والهبر الشرقية، وأم صهريج جنوب منطقة جب الجراح، وذلك عقب معارك مع تنظيم "داعش"، تزامناً مع قصف مدفعي وصاروخي متبادل، في حين شنّت الطائرات الروسية غارات عدة على مواقع التنظيم في المنطقة.

وفي جنوب البلاد، شنّت فصائل المعارضة هجوماً على مواقع قوات النظام في بلدة حضر بالقطاع الشمالي من ريف القنيطرة، والتي تسيطر عليها قوات النظام والمسلحون الموالون لها والقريبة من الحدود مع الجولان السوري المحتل. وتمكنت الفصائل من السيطرة على تلة في المنطقة ومواقع أخرى في محيط وأطراف البلدة، قبل أن تشن قوات النظام هجوماً معاكساً، وتتمكن من استعادة السيطرة على الموقع بالترافق مع قصف مدفعي متبادل، ما أدى إلى مقتل 6 من قوات النظام وإصابة آخرين. كذلك قتل عدد من قوات المعارضة، في حين ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على بلدة بيت جن ومحيطها.

وفي محيط دمشق، قصفت قوات النظام أطراف بلدة جسرين في غوطة دمشق الشرقية، فيما تجددت الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها ومقاتلي فيلق الرحمن في محيط المتحلق الجنوبي من جهة بلدة عين ترما، وسط قصف متبادل بين الطرفين.

وفي جنوب البلاد، يتواصل القتال بين فصائل المعارضة و"جيش خالد بن الوليد" المبايع لتنظيم "داعش" في بلدات جبيلة والبكار والعبدلي في منطقة حوض اليرموك، بريف درعا الغربي، حيث تمكن "جيش خالد" من السيطرة على أجزاء من بلدة العبدلي بينما قتل نحو 10 من مقاتلي المعارضة وجرى فصل رؤوس بعضهم عن أجسادهم، فيما أحرقت بعض الجثث الأخرى.

وفي شمال البلاد، تعرضت مناطق في ريف حلب الشمالي وريف عفرين إلى قصف من قبل القوات التركية وبعض فصائل المعارضة، خاصة بلدتي مرعناز وعين دقنة، وقرية البيلونية من دون ورود أنباء عن وقوع خسائر بشرية.

المساهمون