احتياطات أمنية في تونس تحسباً لهجمات إرهابية بالعيد

احتياطات أمنية في تونس تحسباً لهجمات إرهابية بعيد الأضحى

31 اغسطس 2017
الداخلية: أغلب العناصر الأمنية جاهزة ومتيقظة(Getty)
+ الخط -

اتخذت الداخلية التونسية، اليوم الخميس، سلسلة من الإجراءات الأمنية في الساحات والشوارع الرئيسية والأماكن العامة قبل عيد الأضحى، في محاولة لتفادي أية أعمال إرهابية.

وأكدت أنه "تمّ اتخاذ مجموعة من الإجراءات الأمنية وتدعيم الدور الوقائي وتكثيف التواجد لضمان الأمن في عطلة عيد الأضحى، بمختلف المفترقات الهامة وبالساحات ومحطات النقل العمومي".

وأشارت، في بيان لها، إلى أنه سيتم تأمين الفضاءات التجارية والأسواق، خصوصاً تلك التي تشهد حركة ناشطة، وتأمين المنتزهات والحدائق العمومية والفضاءات الترفيهية.

كما لفت بيان الداخلية إلى أنه "سيتم إجراء زيارات تفقد للوقوف على درجة اليقظة وحسن الأداء في تنفيذ المهام الموكلة لمختلف الوحدات الأمنية وإشعارهم بعدم التقصير في القيام بالواجب".

وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية ياسر مصباح، أنّ "الإرهابيين يتوقعون حصول تراخ أمني في عيد الأضحى، ولكن أغلب العناصر الأمنية جاهزة ومتيقظة".

وأضاف مصباح، في تصريحات إعلامية، أنّ وزارة الداخلية رفعت درجة التأهب داخل المدن وخارجها وفي المناطق الحدودية والمعابر الحدودية والجبلية، مبينا أن الوضع الأمني مستقر، وأنه لا بد من المزيد من التيقظ وأخذ الاحتياطات اللازمة.

 وكانت قوات الأمن قد نجحت أمس في إحباط العديد من المخططات، والقبض على عناصر متطرفة وصفت بالخطيرة، حيث تمكّنت الوحدة الوطنيّة للبحث في جرائم الإرهاب والجرائم المنظّمة من الكشف عن خليّة تنشط بجهة الكاف، وإيقاف 8 عناصر منها كانت تخطّط لاستهداف منشأة عسكريّة ووحدة أمنيّة، فضلا عن استهداف عنصرين نظاميين، بحسب بيان للداخلية التونسية مساء أمس.

ونجح مواطنون من منطقة أولاد سالم من معتمدية فوسانة المحاذية لجبل بيرنو بالقصرين، أمس، في القبض على "إرهابي" تونسي، وسلم الأهالي العنصر إلى قوات الحرس الوطني، في الوقت الذي تتواصل فيه عمليات التمشيط للبحث عن عناصر أخرى.

من جهته، أكد الخبير الأمني، والمختص في الجماعات الإسلامية، مازن الشريف، في تصريح لـ"العربي الجديد" أنّ "الذهنية الإرهابية التكفيرية تستغل المناسبات الدينية، لشن هجمات تعتقد أنها فعل مقدس".

وبيّن أنّ "القبض على خلية الكاف وعلى العناصر الأخرى والعمل الاستباقي المكثف لقوات الأمن، جنّب تونس الكثير من المآسي، لافتاً إلى أنّ تونس اكتسبت الخبرة بعد الضربات التي تلقتها في مناسبات دينية سابقا، وأصبحت على دراية بالطريقة التي تعتمدها هذه العناصر.

واعتبر الشريف أن "هذه الجماعات فقدت أيضا الحاضنة الشعبية، والدعم اللوجستي الذي كانت تتلقاه، خاصة وأن حاجز الخوف من الإرهابيين سقط، وهو ما كشفت عنه عملية أهالي فوسانة بالقصرين" والذين نجحوا في القبض على إرهابي خطير.

بدوره، أكدّ رئيس المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل، والعميد المتقاعد من الجيش الوطني، مختار بن نصر، لـ"العربي الجديد" أنّ "الاحتياطات الأمنية موجودة على مدار العام، ولكنها تتكثف في مثل هذه المناسبات، لأن الجماعات الإرهابية تحاول تصعيد عملياتها واستعادة دورها."

وبين بن نصر أن " اليقظة تبقى مطلوبة في هذه الفترة، فتونس في حالة طوارئ ولا مجال لأية ثغرات، معتبرا أن "العناصر الإرهابية والخلايا النائمة تحاول التحرك على الساحة رغم السيطرة الأمنية والقضاء على أغلب قياديي الجماعات الإرهابية، ما جعلها اليوم بلا قيادات وفاقدة لأي دعم".

كذلك قال الخبير الأمني والعقيد السابق بالحرس الوطني، علي زرمدين، لـ"العربي الجديد"، "إن تقاليد المؤسسة الأمنية تقوم على تركيز الدوريات وتدعيم النسيج الأمني، وتأطير الأعوان والقيام بدوريات تشمل النقاط السوداء، هذا إلى جانب تعزيز الجانب الاستعلاماتي لتفادي أي ضربات قد تضرب الاستقرار".

وأضاف أنّ "تعزيز الرقابة يتم عبر مختلف نقاط الجمهورية التونسية، ويتم تمركز الدوريات بالطرقات والقيام بمسح استعلاماتي واسع وأخذ الاحتياطات اللازمة".