"العربي الجديد" يكشف تفاصيل الهجوم الإرهابي في سيناء

"العربي الجديد" يكشف تفاصيل الهجوم الإرهابي في سيناء

07 يوليو 2017
فتح هجوم البرث باب التوقعات بهجمات جديدة (عبدالرحيم خطيب/الأناضول)
+ الخط -

فجأةً، عاد تنظيم "ولاية سيناء" المسلح، لضرب قوات الأمن المصرية، بعد أن ركنت الأخيرة إلى الهدوء الذي ساد مناطق شمال سيناء ووسطها منذ عدة أسابيع، ربما اعتماداً على أنّ التنظيم في حالة لا تعينه على الهجوم.

في جنوب رفح، حيث منطقة البرث التي تتمركز فيها المجموعات العسكرية التابعة لقبيلة الترابين المساندة للجيش، وفي أطرافها يتمدد التنظيم ليصل إلى قرى جنوب رفح والشيخ زويد، بسيطرة ميدانية مستمرة منذ عدة أشهر، وقع، اليوم الجمعة، الهجوم الإرهابي الأعنف منذ فترة طويلة، أسفر عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن 35 عسكرياً من قوات الجيش المصري.

وفي تفاصيل الهجوم الإرهابي، قالت مصادر قبلية لـ"العربي الجديد"، إنّ التنظيم افتتح هجومه بتفجير سيارة مفخخة، ثم تبعه هجوم مسلح لوحدات من الانتحاريين إلى داخل الارتكاز الأمني، مما أدى لهذا العدد الكبير من القتلى والجرحى.

وأشارت المصادر، إلى أنّ الجيش المصري يعتبر منطقة البرث، منذ أحداث إبريل/ نيسان التي وقعت بين التنظيم وقبيلة الترابين، منطقة عسكرية آمنة، وأنّ التنظيم لن يعاود الهجوم فيها، إلا أنّ الهجوم، اليوم الجمعة، بدّد هذه التوقعات، وجاءت الضربة حيث لا يحتسب.

واختار التنظيم، الذي أعلن، قبل نحو عامين، مبايعته لتنظيم "داعش"، المنطقة الجغرافية لهجومه الأول بعد الهدوء النسبي مؤخراً، لتكون في مناطق شهدت مواجهات بينه وبين المجموعات التابعة لقبيلة الترابين، فيما يبدو أنّها ربما رسالةً للجيش والمجموعات بأنّ المعركة لم تنتهِ، وأنّ بإمكانه الضرب في معقل تواجدهم.

ويُشار إلى أنّ آخر هجوم لتنظيم "ولاية سيناء"، كان باستهداف كمين المطافي بمدينة العريش التي تمثل عاصمة محافظة شمال سيناء، في يناير/ كانون الثاني الماضي، والذي أدى لمقتل وإصابة العشرات من قوات الأمن المصرية، والتي ردت بقتل 9 شبان مختطفين، كانوا لديها قبل الهجوم بأسابيع، على أنّهم منفذو الهجوم.

واختيار الهدف اليوم، يبدو أنّه لم يكن عشوائياً، إذ استهدف هجوم البرث، نقاطاً أمنية تمثّل ارتكازاً رئيسياً لكتيبة 103 صاعقة، والتي تُعدّ من أفضل الوحدات العسكرية في الجيش المصري، ومن الواضح أنّ الهجوم أدى للقضاء على غالبية من كانوا في المنطقة، وإيقاعهم بين قتيل وجريح.

كما تمكّنت المجموعات المهاجمة للارتكاز، من قتل قائد الكتيبة عقيد أركان حرب أحمد منسي، ليُضاف إلى قائمة القادة العسكريين الذين تمكن من قتلهم، منذ صيف 2013.

ورغم أنّ التوقعات كان تشير إلى أنّ التنظيم سيعاود نشاطه خلال موسم شهر رمضان، على غرار ما حصل في رمضان 2015، بالهجوم الواسع الذي شنّه التنظيم في مناطق رفح والشيخ زويد والعريش في آن واحد، إلا أنّ هذه الفترة، كانت على ما يبدو فترة إعداد للانطلاق في صيف ساخن على قوات الأمن.


أما في التوقيت، فيأتي هجوم اليوم الجمعة، في ظل التفاهمات المتنامية بين المخابرات المصرية وحركة "حماس" في قطاع غزة، بما يضمن تحقيق تسهيلات للقطاع، مقابل عدة شروط أبرزها الحفاظ على أمن الحدود بين مصر وغزة، والتي يحاول أنصار التنظيم في القطاع، التسلل عبرها إلى سيناء.

وكانت مصادر مصرية وفلسطينية بارزة، قد كشفت، لـ"العربي الجديد"، أنّ المطالب المصرية من حركة "حماس"، تتعلّق بتشديد الإجراءات الأمنية على الشريط الحدودي بين سيناء وقطاع غزة. وقالت المصادر التي اطلعت على نتائج المشاورات بين مسؤولين في جهاز الاستخبارات المصري، ووفد "حماس" الذي ترأسه رئيس المكتب السياسي للحركة في غزة يحيى السنوار، وزار القاهرة مطلع يونيو/ حزيران الماضي، إنّ المسؤولين المصريين، وجّهوا تساؤلاً واضحاً لقيادات الحركة بشأن وصول أسلحة ثقيلة ونوعية لعناصر تنظيم "ولاية سيناء" المسلح، المبايع لتنظيم "داعش"، وهي الأسلحة التي كبّدت القوات المصرية خسائر فادحة لم يُعلَن عنها إعلامياً.

كما أنّ خلايا التنظيم كانت قد استبقت هذا الهجوم، باستهداف آلية للشرطة المصرية جنوب مدينة العريش، مما أدى لمقتل عقيد في الأمن المركزي، ووقوع عدد من المجندين بين قتيل وجريح، مما يشير إلى بدء موجة جديدة من الهجمات، في أنحاء سيناء كافة.


ويفتح هجوم البرث، الباب أمام توقعات بهجمات جديدة، ستطاول قوات الجيش والشرطة، خلال الأيام المقبلة، بعد أن حقق نجاحاً عسكرياً بقتل قائد كتيبة والقضاء على بقية القوات وإيقاعهم بين قتيل وجريح، مما يفتح شهية التنظيم لإعادة الكرّة في مواقع أخرى.

وكالعادة خرج بيان الجيش المصري، بعد أن ذاع نبأ الحدث في وسائل الإعلام، وأتى البيان على لسان المتحدث باسم القوات المسلحة المصرية، بعد ساعات طويلة من وقوع الهجوم، رغم أن روايته تتحدث عن إنجاز نوعي بإحباط هجوم وقتْل 40 مسلحاً.

يذكر أنّ مناطق شمال ووسط سيناء، تشهد أوضاعاً أمنية متدهورة منذ 4 سنوات، خسر خلالها الجيش المصري مئات الجنود، وسقط آلاف المدنيين بين قتيل وجريح ومعتقل، فيما تقطن في سيناء عدة قبائل كبيرة العدد، أهمها الترابين والرميلات والسواركة وغيرها.

ولم يتمكّن الجيش المصري، من السيطرة على الأوضاع بشمال سيناء، في ظل تطور تكتيكات وعمليات التنظيم المسلح النوعية، والتي تسفر عن عدد كبير من القتلى والمصابين من الجيش والشرطة، مع توسع عملياته إلى مدينة العريش.


المساهمون