توعد أميركي بعد إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً عابراً للقارات

صاروخ كوريا الشمالية الجديد عابر للقارات... وواشنطن تدعو لتحرّك عالمي

05 يوليو 2017
التجربة "أكثر نجاحاً من المتوقع" (كازوهيرو نوغي/فرانس برس)
+ الخط -



توالت ردود الأفعال المنددة بالتجربة الصاروخية الجديدة لكوريا الشمالية وخصوصاً بعد إعلان بيونغ يانغ أن الصاروخ الذي أطلقته كان عابر للقارات، إذ اعتبرت واشنطن على لسان وزير خارجيتها ريكس تيلرسون، أنّ الاختبار الذي أجرته بيونغ يانغ عشية يوم الاستقلال الأميركي مثّل "تصعيداً جديداً للتهديد" ضد الولايات المتحدة وحلفائها، وتعهد باتخاذ إجراءات أشد.

وحذر تيلرسون، في بيان، من أنّ أي دولة تستضيف العمال الكوريين الشماليين أو تقدم دعماً اقتصادياً أو عسكرياً لبيونغ يانغ أو تتقاعس عن تنفيذ عقوبات الأمم المتحدة، فإنها بذلك "تساعد وتعين نظاماً خطيراً".

وقال إنّ "على جميع الدول أن تظهر علانية لكوريا الشمالية أنّ هناك عواقب لسعيها إلى حيازة أسلحة نووية".

وقالت كوريا الشمالية، اليوم الأربعاء، إنّها أجرت اختباراً على صاروخ باليستي عابر للقارات، طورته في الآونة الأخيرة، ليكون قادراً على حمل رأس نووي كبير.

واعتبر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، أنّ الاختبار الناجح أكمل قدرة البلاد في مجال الأسلحة الاستراتيجية التي تشمل قنابل ذرية وهيدروجينية وصواريخ باليستية عابرة للقارات، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء المركزية الكورية، وهي الوكالة الرسمية لكوريا الشمالية.

ونقلت الوكالة عنه قوله، إنّ "بيونغ يانغ لن تتفاوض مع الولايات المتحدة للتخلّي عن أسلحتها، ما لم تكف واشنطن عن سياستها العدائية تجاه الشمال".

وأضافت الوكالة أنّ "(كيم) أبلغ المسؤولين والعلماء والفنيين والابتسامة تكسو وجهه، أنّ الولايات المتحدة ستكون مستاءة... في ظل تلقيها حزمة من الهدايا في يوم استقلالها".

وذكرت وكالة الأنباء الكورية، أنّ الاختبار نجح في التحقق من معاودة دخول الرأس الحربي المجال الجوي للأرض.

وتمضي كوريا الشمالية في برنامجها النووي، رغم الضغوط الدبلوماسية الدولية، بعد إعلانها عن اختبارها صاروخاً باليستياً عابراً للقارات، وقادراً على حمل رأس نووي، ما حدا بالولايات المتحدة إلى الدعوة لتحرّك عالمي من أجل تحميل بيونغ يانغ المسؤولية عن سعيها لحيازة أسلحة نووية.

وفي سلسلة التحركات الأميركية بُعيد إطلاق الصاروخ، أعلن الجيش الأميركي، أنّ القوات الأميركية والكورية الجنوبية أطلقت صواريخ في المياه قبالة كوريا الجنوبية، في استعراض للقوة، بعدما أجرت كوريا الشمالية اختباراً على صاروخ باليستي عابر للقارات.

القوات الأميركية والكورية الجنوبية أطلقت صواريخ في المياه (getty) 



وأضاف الجيش الأميركي، في بيان، أنّ "القدرة على توجيه ضربات دقيقة في العمق تمكن التحالف (الكوري الجنوبي) الأميركي من التعامل مع كل الأهداف الحيوية في مختلف الأحوال الجوية"، مضيفاً أنه سيجري استخدام منظومة الصواريخ التكتيكية الأميركية والصاروخ الكوري الجنوبي "هيونمو 2".

وحذّر مكتب رئيس كوريا الجنوبية مون جيه-إن، الذي أمر بالمناورة، من أنّه "لم يعد كافياً الرد على استفزازات كوريا الشمالية بالإدلاء ببيانات".

اجتماع طارئ لمجلس الأمن

إلى ذلك، طلبت واشنطن، يوم الثلاثاء، عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي حول تجربة كوريا الشمالية النووية، كما أفادت البعثة الأميركية لدى المنظمة الدولية.

وقالت البعثة إنها تتوقع عقد الاجتماع الطارئ عصر اليوم الأربعاء، وقدمت الولايات المتحدة هذا الطلب عبر سفيرتها في الأمم المتحدة نيكي هايلي التي اتصلت هاتفياً بنظيرها الصيني ليو جيي الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الأمن لشهر يوليو/ تموز وأبلغته بفحوى طلب الإدارة الأميركية.

ويأتي اختبار الصاروخ من قبل بيونغ يانغ، قبل أيام من اجتماع زعماء دول مجموعة العشرين، لبحث خطوات لكبح جماح برامج الأسلحة التي تطورها كوريا الشمالية، في تحد لعقوبات مجلس الأمن.

ويحث الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الصين، وهي الشريك التجاري الرئيسي لكوريا الشمالية وحليفها الكبير الوحيد، على الضغط على بيونغ يانغ للتخلي عن برنامجها النووي.

ويقول دبلوماسيون إنّ الصين لم تطبق بشكل كامل العقوبات الدولية على جارتها، وتقاوم فرض إجراءات أكثر صرامة عليها؛ مثل الحظر النفطي، وحظر شركة الطيران الوطنية الكورية الشمالية، وحظر استضافة عمال كوريين شماليين، وإجراءات ضد البنوك الصينية، وغيرها من الشركات التي تتعامل مع الشمال.

وقدرت وثيقة للأمم المتحدة في 2015، أنّ أكثر من 50 ألف عامل كوري شمالي يعملون في الخارج ويحولون عملات صعبة إلى النظام، وأنّ الغالبية العظمى منهم في الصين وروسيا.

وأشار ترامب مؤخراً إلى نفاد صبره حيال الخطوات الصينية "المتواضعة" للضغط على كوريا الشمالية. وقالت إدارته إنّ كل الخيارات مطروحة على الطاولة، ومنها الخيار العسكري لكنّها أوضحت أنّه سيكون ملاذاً أخيراً، وأنّ العقوبات والضغوط الدبلوماسية هما المسار المفضل.

ويلتقي ترامب بالرئيس الصيني شي جين بينغ، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال قمة مجموعة العشرين.

ووحدت روسيا والصين جهودهما الدبلوماسية، أمس الثلاثاء، ودعتا كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة إلى توقيع خطة صينية لنزع فتيل التوتر بشأن برنامج بيونغ يانغ الصاروخي.