نصر الله: طوينا الصفحة العسكرية لجبهة النصرة في لبنان

نصر الله: طوينا الصفحة العسكرية لجبهة النصرة في لبنان

26 يوليو 2017
نصرالله أعلن مشارفة المعركة على نهايتها (راتب الصفدي/الأناضول)
+ الخط -
أعلن الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني، حسن نصرالله، "طي الصفحة العسكرية لجبهة النصرة (جبهة فتح الشام) في لبنان بعد مشارفة معركة جرود بلدة عرسال على انتهائها، مع استمرار المواجهة الأمنية معهم لمنع أي محاولة تسلل إلى الداخل اللبناني".

وتطرق نصرالله، في خطاب وجهه، مساء اليوم الأربعاء، للحديث عن المعركة التي انطلقت ليل الخميس - الجمعة، قائلًا إن "ما تبقى من قادة ومقاتلي جبهة النصرة محاصرون في عدد قليل من الكيلومترات قرب وادي حميد، ولديهم 3 جهات تحاصرهم: حزب الله الذي يعرض التسوية، والجيش اللبناني الذي يمنعهم من الدخول، وداعش الذي يرفض أن يستقبلهم أو يعينهم إلا بعد إذلالهم، مشترطًا مبايعتهم للبغدادي".

وأشار إلى أن "توقيت المعركة كان عسكريًا فقط، ولم يكن مرتبطًا بأي استحقاق سياسي محلي أو إقليمي أو دولي، وقد حسمت الساعات الـ48 الأولى منها توجهها بعد سقوط أبرز المواقع شاهقة الارتفاع من عناصر النصرة، وبأقل خسائر بشرية لدينا".

وأشار نصرالله إلى مفاوضات جدية انطلقت، أمس الثلاثاء، "بعد تجاوز قيادة جبهة النصرة في إدلب وفي جرود عرسال مرحلة العنجهية والطلبات غير الواقعية، وهي مفاوضات يجريها طرف رسمي لبناني مباشرة معنا، ومن خلال قنواته الخاصة التي تمتلك اتصالات بما تبقى من قادة للنصرة في جرود عرسال".

وأشار إلى أن "الدولتين اللبنانية والسورية ونحن معنيون بالموافقة على بعض التفاصيل المُتعلقة بالتفاوض". كما وصف نصرالله موقف "سرايا أهل الشام" بالانسحاب من المعركة، في يومها الثاني، والتمركز قرب مخيمات اللاجئين في وادي حميد، بتسهيل من الحزب لحمايتها، بـ"المسؤول والعقلاني"، مؤكداً التزام عناصره بـ"عدم التعرض لمخيمات اللاجئين في وادي حميد وفي منطقة الملاهي بأي أذى، وتنسيق انتقال عناصر سرايا أهل الشام إلى الداخل السوري مع السلطات السورية".

وعن استعادة السيطرة على جرود بلدة فليطة السورية، أكد نصرالله طلب قيادة الحزب من السلطات السورية المساعدة في استعادة المنطقة "التي كانت خارج الأولويات القتالية للدولة السورية".

وفي معرض حديثه عن بلدة عرسال، أكد الأمين العام لـ"حزب الله" أن "المقاتلين حاولوا تجنب حتى الأخطاء العسكرية التي يمكن أن تقع وتؤدي لإصابة سكان المخيمات بأي أذى، وهم وإن اختلفنا معهم في السياسة؛ فإن التعرض لهم ممنوع بكل الموازين الإنسانية والدينية والشرعية".

وأكد نصرالله استعداد حزبه لتسليم المناطق الجردية اللبنانية بكاملها إلى الجيش اللبناني "فور انتهاء المعركة وعند طلبه، لأننا لا نبحث عن سلطة أو نفوذ، وأردنا طرد المسلحين لما يشكلونه من خطر فقط".

ونفى نصرالله أن يكون أهل بلدة عرسال مُستهدفين، وأكد أنهم سيعودون إلى بساتينهم ومقالع الحجر في الجرود قريبًا. ووصف الأمين العام للحزب دور الجيش خلال المعركة بالحاسم "بعد إغلاق خط التماس مع المسلحين في كل البلدات الحدودية بالكامل، وهو ما قدم الحماية لأهل هذه البلدات وللاجئين في المخيمات".

ومع إعلان نصرالله عن "مشارفة المعركة على نهايتها دون استعجال منا"، فقد ترك ملف المناطق التي ينتشر فيها عناصر "داعش" في جرود بلدتي القاع ورأس بعلبك لما بعد انتهاء معركة جرود عرسال بشكل كامل.