النظام السوري يزيل حواجز التفتيش في حماة

النظام السوري يزيل حواجز التفتيش في حماة

29 يونيو 2017
إزالة الحواجز تظهر ارتياح النظام (فرانس برس)
+ الخط -



بدأ النظام السوري، يوم أمس الأربعاء، بإزالة عدد من حواجزه الثابتة والمنتشرة في أرجاء مدينة حماة، كخطوة تعقب زيارة رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى حماة لتأدية صلاة عيد الفطر في مسجد النوري الواقع قرب قلعة حماة الأثرية، في خطوة تظهر ارتياح النظام تجاه مدينة حماة الخاضعة لسيطرته وسيطرة مليشياته.

وعلم "العربي الجديد" من مصادره داخل أجهزة النظام الأمنية، عن نيّة النظام في إخلاء شوارع وأحياء مدينة حماة بالكامل من أي حاجز من حواجز النظام، فيما ستبقى مراكز عناصر النظام على وضعها الحالي، والتي تتواجد في كل حي من أحياء المدينة، لكن دون حاجز تفتيش يتبع لها.

كما أن حواجز التفتيش ستبقى على وضعها في مداخل ومخارج المدينة لمنع تسلل المعارضة المسلحة لداخل المدينة.

وقال الناشط الميداني في حماة مؤيد الأشقر، لـ"العربي الجديد"، إن النظام بالفعل أزال يوم أمس، ثلاثة حواجز تفتيش في ساحة العاصي، وسط المدينة، كانت تتبع لفرعي أمن الدولة والأمن العسكري، لتخلو بذلك ساحة العاصي من حواجز النظام وخطوط مرور السيارات العسكرية، فيما بقي المركز الثقافي ومركز البريد كمراكز رئيسية لتواجد عناصر فرعي أمن الدولة والعسكري على وضعهم، واللذين يحويان على عشرات العناصر بداخله، كما عمل على إزالة الحواجز التي كانت على طريق حماة حمص، والتي كانت تتواجد أمام أبواب فرع الأمن العسكري.

وأضاف الأشقر أن محافظ حماة محمد الحزوري "أزال برفقة موظفين من مديرية البلدية حواجز حيي الصابونية وجنوب الملعب والطريق الواصل بين ساحة العاصي والحييّن، كما تمت إزالة الحواجز التي كانت تقطع الطريق الواصل بين دوار وادي الشريعة ودوار فرع أمن الدولة، ذاك الطريق المار من أمام مركز الدفاع الوطني والفرقة الرابعة الكائن في حي الصابونية والمعروف بفرع أمن الدولة القديم، وقد تم فتح الطريق بالكامل من أمامه".

ونقل المصدر عن الحزوري تأكيده للأهالي في مقابلته لهم عن إخلاء كامل المدينة من هذه المظاهر العسكرية في مطلع تموز/ يوليو المقبل، مشدداً على "منع تواجد المظاهر العسكرية التي كان الأهالي يعانون منها سابقاً، كمنع عناصر النظام من حمل السلاح في شوارع المدينة وأمام الأهالي، ومنع سير السيارات الأمنية في شوارع المدينة والتعرض للأهالي، كذلك وقف منح البطاقات الأمنية لأيّ كان، والعمل على سحبها من كافة حامليها بعد قرار النظام الذي صدر منذ أسابيع".

من جانبه، أشار الناشط الإعلامي سهيل العامر إلى أن إزالة الحواجز من مدينة حماة، تظهر إلى حدّ ما "ارتياح النظام تجاه المدينة بعد إحكام سيطرته عليها لأكثر من خمسة أعوام، وبعد أن اعتقل أكثر من 60% من شبابها وهجّر الآخرين إما لمناطق المعارضة أو إلى تركيا وغيرها، ولكن ورغم ذلك لم يدع تلك النقاط العسكرية والحواجز المزالة بدون عناصر تقف بدلاً من الحواجز الإسمنتية من أجل التفتيش، ففي حاجز عين اللوزة الذي قام النظام بإزالته صباحاً بقي عناصر فرع أمن الدولة متواجدين لتفتيش السيارات والتدقيق في هويات الرجال والشبّان". 

كما عمل النظام، حسب العامر، على تكثيف دورياته المتنقلة في جميع الأحياء والمناطق، مع تفتيش للسيارات والمارّة، لتكون تلك الدوريات بمثابة بديلِ لحواجز النظام الثابتة التي تمت إزالتها، فالنظام "نعم أزال حواجزه من أرجاء المدينة، ولكن عناصره موجودون وسطوته الأمنية ما زالت تمارس على الأهالي بل وبشكل أكبر".

وتأتي هذه الخطوة في مدينة حماة تزامناً مع إزالة الحواجز في كل من دمشق واللاذقية وطرطوس وحمص، بهدف إظهار أن النظام تمكن من إنهاء الثورة السورية وإعادة مظاهر الحياة لمناطق سيطرته كما كانت عليه قبل بداية الثورة.

كما حصل "العربي الجديد" على معلومات تفيد بنيّة النظام إزالة حواجز التفتيش المتواجدة على الطرق المؤدية إلى المناطق السياحية، كطرطوس واللاذقية ومشتى الحلو وصلنفة وصافيتا، لتشجيع الأهالي على ارتياد تلك المناطق، بعد أن سجلت السياحة في سورية أدنى مردود لها خلال الأعوام السابقة، الأمر الذي أثار غضب المستثمرين في المناطق السياحية جراء خسائرهم المالية التي قدرت بملايين الليرات السورية.

في سياق موازِ، قالت أم عابد، ربّة منزل من حماة، إن مشاعر الأهالي في حماة "اختلطت بين فرحهم بإزالة حواجز التفتيش في حماة والخلاص من الذل والإهانة التي كان الأهالي يواجهونها بشكل يومي، وبين حزنهم على قتلاهم ومعتقليهم الذين ما زالوا في سجون النظام، وإن دماء من قتل فداء لهذه الثورة ذهبت هباء، وبات مجرد ذكرى".

وبحسب أم عابد، فإن هذه الخطوة تعمل على تهدئة الأمور في مدينة حماة، وتشكل ارتياحا كبيراً للمطلوبين للخدمتين الإلزامية والاحتياطية، بعد أن كانوا يمشون عدّة كيلومترات يومياً لضمان عدم مرورهم على أي حاجز من حواجز النظام، ولكن الخوف الآن من الدوريات المتنقلة التي سرعان ما نشرها النظام في كل مفارق الأحياء وشوارع المدينة.

الجدير بالذكر أن حماة تحوي بداخلها ما يزيد على مئتي حاجز ثابت، وأكثر من ثلاثين مركزاً عسكرياً منتشراً في أحياء المدينة تضم عشرات عناصر أفرع الأمن، علاوةً على الأفرع الأمنية الخمسة.

 

دلالات

المساهمون