استقالة رئيس كتلة نداء تونس تخلط الأوراق

استقالة رئيس كتلة نداء تونس تخلط الأوراق

14 يونيو 2017
تراكمت الأزمات داخل كتلة نداء تونس (أمين الأندلسي/ الأناضول)
+ الخط -



قرر رئيس كتلة نداء تونس في البرلمان، سفيان طوبال، الذي يعد الرجل الثاني في الحزب، التخلي عن رئاسة الكتلة النيابية قبل نهاية الدورة البرلمانية الحالية، بحسب ما أكده، اليوم الأربعاء، في تصريح لـ"العربي الجديد".


وبيّن طوبال أن مصلحة البلاد والحزب فوق جميع الاعتبارات، وقد تحمّل المسؤولية رغم جسامتها في وقت صعب، موضحا أن الكتلة والحزب تجاوزا حينها أغلب الصعوبات. وشدد على أن البقاء على رأس الكتلة ليس مجرد منصب شرفي بقدر ما هو تكليف ومسؤولية للمساهمة في قيادة البلاد نحو الأفضل، معتبرا ما يحدث سحابة صيف عابرة ولن تؤثر على تماسك الكتلة والحزب وعلى لحمة مناضليه والمؤمنين بمشروعه المجتمعي.

ويعتبر القيادي الشاب طوبال الذي يشغل أيضاً منصب أمين عام وطني مكلف بالهياكل، الرجل الثاني في حزب حركة نداء تونس بعد حافظ قائد السبسي، نجل رئيس الجمهورية، حيث تصدر المشهد السياسي كأبرز الفاعلين وأصحاب القرار منذ انقسام الحزب ومغادرة غالبية قياداته التأسيسية التي رافقت الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، غداة تأسيس النواة الأولى للحزب.

ويرى مراقبون أن أسباب الأزمة التي يعيشها حزب نداء تونس تعود إلى مشاكل قيادته الحالية المتسببة في تواتر الهزات والنكسات، وأدى ذلك إلى تعالي الأصوات المنددة بقرارات السبسي الابن والمنادية بابتعاد طوبال عن الصف الأول والتخلي عن منصبه لما بقي من الدورة البرلمانية التي تنتهي في شهر يوليو/تموز المقبل.

وتراكمت الأزمات داخل كتلة نداء تونس، بدءا بالانشقاقات التي دامت لأشهر وأفقدت الكتلة البرلمانية للحزب رصيدا هاما من مناضليه ونوابه الذين توجهت غالبيتهم نحو حزب مشروع تونس وكتلته الحرة التي تضم حاليا 23 عضوا. كما أن الصراع الدائر داخل هياكل الحزب، الذي أدى إلى انفجار في هياكله الوطنية ومكاتبه الجهوية بعد انتفاضة المنسقين في عدد من المحافظات، زاد الطين بلة.

إضافة إلى قرار التقارب مع حزب حركة النهضة وتوقيع طوبال يوم 6 يونيو/حزيران على بيان مشترك يفضي إلى تكوين هيئة تنسيقية عليا دائمة، ما أجج نيران الخلاف أكثر داخل البيت الندائي.

وتعد حملة رئيس الحكومة يوسف الشاهد على الفساد، والتي انطلقت بإيقاف رجل الأعمال شفيق جراية، الذي تربطه علاقة وثيقة برئيس كتلة نداء تونس وعدد من أعضائها، بمثابة القشة التي قصمت تماسك الكتلة الندائية التي باتت تتخبط في الاتهامات بالفساد.

ويبدو أن تداعيات حرب الشاهد على الفساد لن تتوقف عند استقالة طوبال بالنظر إلى نزيف الاستقالات غير المسبوق الذي تعرفه كتلة نداء تونس، حيث لوح خمسة نواب آخرين بنواياهم في الانسلاخ القريب والالتحاق بركب كتلة مشروع تونس أو البقاء في صفوف المستقلين.

وشهدت كتلة نداء تونس تراجعا عدديا ملفتا، حيث يبلغ عدد أعضائها رسميا 57 نائباً دون اعتبار المهددين بالمغادرة، في حين كانت تضم 86 مع انطلاق أعمال مجلس نواب الشعب سنة 2014.

ويرجح أن يخلف محمد فاضل عمران، طوبال، على رأس كتلة نداء تونس في هذه المرحلة.

وبين أستاذ القانون الدستوري قيس سعيد، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن أزمة كتلة نداء تونس أثرت بشكل واضح على استقرار البرلمان والحكومة، كما كانت لها تداعيات سلبية على المشهد السياسي ومختلف دواليب الدولة، مشيرا إلى أن عدم استقرار كتلة الحزب الحاكم ومختلف هياكله سيكون له تأثير على أداء هذا الحزب ومشاركته في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.