الدوحة تحدد سقف التفاوض: الأمن الخليجي فقط

وزير الخارجية القطري: لن نتفاوض إلا على الأمن الخليجي وحماس ليست تهمة

10 يونيو 2017
الدوحة تجدد رفض التفاوض على شؤونها السيادية (معتصم عبدو)
+ الخط -
جدّد وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في حوار مع قناة "روسيا اليوم"، من موسكو التي زارها، اليوم السبت، مواقف الدوحة إزاء عدم الاستسلام أمام الحملة التي تتعرّض لها، من محور أبوظبي ــ الرياض ــ القاهرة ــ المنامة، مشدّداً على أنّ قطر لن تقبل الوصاية، ولن تتفاوض على ما هو مرتبط بسيادتها، وأنها مستعدة للتفاوض فقط حول ما يتعلّق بالأمن الجماعي لمجلس التعاون الخليجي، رافضاً الإعلان عن اليأس من الوساطة الكويتية.

ورداً على سؤال، حول القاعدة العسكرية التركية التي اتفقت أنقرة والدوحة عليها عام 2014، ويجري تفعيل الاتفاق اليوم، قال وزير الخارجية إنّ "قطر مساحة متاحة للتعامل عسكرياً مع أي دولة تريدها وفق سيادتها"، مشيراً إلى وجود تعاون عسكري بين قطر وتركيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، ومع كثير من الدول الأخرى "وهذا قرار سيادي".

وفي حين نفى صحة التقارير التي بثّتها الآلة الإعلامية للمحور الرباعي، حول استنجاد قطر بجنود من باكستان، اعتبر الوزير القطري أنّ العلاقات الأميركية ــ القطرية هي "الأجدر" بأن ترد على الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأقرب إلى الرواية الإماراتية ــ السعودية، والمخالف لموقف إدارته، وتحديداً وزارتي الخارجية والدفاع.

وقال بن عبد الرحمن آل ثاني: "لقد حاربنا الإرهاب مع واشنطن، ونستغرب أن تبني واشنطن موقفها بناءً على ما يصلها من أطراف أخرى".

وجدّد الوزير القطري نفيه أن يكون قد التقى بقاسم سليماني في بغداد، معرباً عن استغرابه "كيف أصبحت العلاقة مع حركة حماس تهمة".

وأكد وزير الخارجية القطري أنّ حركة "حماس" الفلسطينية حركة مقاومة، مشددا على دعم بلاده للشعب الفلسطيني. وأوضح أن الحركة مدرجة على قوائم "الإرهاب" في الولايات المتحدة، لكنّها بالنسبة للدول العربية "حركة مقاومة"، مذكّراً بأنّ الحركة غير مدرجة على "قوائم إرهاب" مجلس التعاون الخليجي.

وقال وزير الخارجية القطري "نحن ندعم الشعب الفلسطيني، ونستغرب كيف أصبحت حماس تهمة من قبل دول عربية"، مذكراً بأنّ قطر مكلّفة بتنسيق المصالحة الفلسطينية.

ورداً على سؤال، حول احتمال أن تتأثر قناة "الجزيرة" بالحملة التي تقودها أبوظبي ــ الرياض ضدّ قطر، وعن إمكانية تنازل الدوحة حول عنوان "الجزيرة"، جزم الوزير القطري بأنّ "القنوات التي تمسّ السيادة القطرية والسياسة الخارجية خارج إطار الأمن الجماعي لمجلس التعاون، لا نقبل وصاية من أحد علينا فيها، ولن نتفاوض حولها، ولن نقبل حتى بمناقشة الموضوع، ولن نتفاوض إلا على ما يتعلق بالأمن الجماعي لمجلس التعاون الخليجي".



من جهة أخرى، نفى رئيس الدبلوماسية القطرية نية بلاده تشكيل محور جديد في المنطقة تركي ــ إيراني ــ قطري، على اعتبار أنّ "المنطقة لا تتحمل أزمات جديدة ودول مجلس التعاون كانت مركز الاستقرار في المنطقة، ودولة قطر لن تكون مركزاً لعدم الاستقرار".

ووصف الوزير القطري قرارات قطع العلاقات مع بلاده بأنّها "قرارات عقاب جماعي للضغط على الدوحة في أمور لا نعرفها حتى الآن"، محذّراً من أنّ "الإجراءات ضد دولة قطر تخلخل استقرار منطقة الخليج".

وشدّد على أنّ "ما بُني من سياستنا سيبقى كما هو. نريد علاقات إيجابية مع إيران لكن وفق مبادئنا، ولدينا خلافات مع إيران ويجب أن نحلها".

وذكّر بن عبد الرحمن آل ثاني، في هذا السياق، بأنّ قطر هي الدولة الخامسة خليجياً في الميزان التجاري مع إيران، "بينما الدول التي تشنّ حملة علينا هي التي تتصدّر العلاقات التجارية"، لافتاً إلى أنّ دولة الإمارات تحتل المركز الثاني عالمياً بعد الصين، في الشراكة التجارية مع إيران.

وأوضح الوزير القطري أنّ الدوحة "لن تعلن يأسها من وساطة أمير الكويت التي تقدّرها وتثمّنها لأنهّا لا تزال مستمرة"، مضيفاً: "لم تأتنا طلبات واضحة من الطرف الآخر، إذ ليس هناك وضوح في الرؤية حول المطالب".

وجدّد الوزير ما أعلنه، قبل يومين، عن أنّ "دولة قطر يمكنها أن تصمد غذائياً وفي كل الاحتياجات إلى الأبد"، معتبراً أنّ "ما يتم الحديث عنه من أزمة غذائية حرب إعلامية"، معترفاً بأنّه كان هناك رد فعل طبيعي عند الناس لساعات فقط يوم الإثنين، مطمئناً إلى أنّ قطر "أعدّت لمثل هذه الأزمات إعداداً استراتيجياً".