باريس تقرّ بوجود 4 آلاف جندي فرنسي في سورية

باريس تقرّ للمرة الأولى بوجود قوات فرنسية من 4 آلاف عنصر بسورية

26 مايو 2017
4 آلاف عدد القوات الفرنسية بسورية(Getty)
+ الخط -
في سابقة هي الأولى من نوعها، أقرت وزيرة الدفاع والجيوش الفرنسية سيلفي غولار، اليوم الجمعة، بوجود قوات فرنسية خاصة على الأراضي السورية، قائلةً "لدينا قوات خاصة في سورية تقوم بمهمات محددة".
وأوضحت الوزيرة الفرنسية، في تصريح لإذاعة "أوروبا 1"، أن باريس تريد تعزيز مشاركتها في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في سورية، الذي تبنى العديد من الاعتداءات الدموية في فرنسا خلال الأعوام الأخيرة، خاصة اعتداء 13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 الذي أسفر عن مقتل 130 شخصاً.

ولفتت غولار إلى أن فرنسا لن تبعث بأعداد كبيرة من الجنود إلى مناطق القتال مثلما هو الحال في مالي ولكنها "ستكثف من مشاركتها العسكرية"، وذلك في إشارة إلى احتمال الزج بالمزيد من القوات الخاصة في الخطوط الأمامية في محافظة الرقة.

وتابعت الوزيرة "إذا أخذنا في الاعتبار التصريحات الأخيرة التي صدرت عن وزارة الدفاع الأميركية فإن تقدماً عسكرياً ملموساً وقع في الأسابيع الأخيرة، وأن الرقة باتت محاصرة ومعركة استعادتها ستكون في القريب العاجل".

وتقوم "قوات سورية الديمقراطية"، التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية وفصائل من المعارضة السورية المسلحة بمحاصرة مدينة الرقة، بعد أن سيطرت على مدينة الطبقة في ريف الرقة الغربي.
وفي هذا الإطار، أكّدت الوزيرة الفرنسية أن "الرقة تشكل هدفاً رئيسياً ولكنه ليس الوحيد"، رافضةً الإدلاء بمزيد من التفاصيل نظراً "للحساسية الاستراتيجية لهذا الموضوع".

وهذه أول مرة يقر فيها وزير في الحكومة الفرنسية بوجود قوات فرنسية خاصة تقوم بمهام عسكرية داخل الأراضي السورية، علماً بأن فرنسا تشارك بمئات من عناصر القوات الخاصة في مساندة القوات العراقية والمقاتلين الأكراد "البشمركة"، في الحرب ضد مقاتلي تنظيم "داعش" في الموصل.

ويتعلق الأمر بقوات مشكلة من عناصر مدربة وعالية التسليح للقتال ضمن وحدات قليلة العدد تقوم بعمليات خاصة مثل تحرير الرهائن أو استهداف شخصيات عسكرية محددة تكون مدرجة في قائمة أعداء فرنسا أو تجميع معلومات استخباراتية.

وعادة ما تبعث باريس بهذه القوات للقيام بهذه المهام في مناطق القتال وجبهات الحرب وأحياناً تتحدد مهمتها في مرافقة جيوش صديقة لإسنادها في المعارك مثلما هو الحال في مالي أو العراق.

وحسب مصادر في وزارة الدفاع الفرنسية، فإن عديد هذه القوات يبلغ حوالى 4 آلاف عنصر تم اختيارهم بعناية من كتيبة المظليين التابعة لسلاح البحرية وكتيبة سلاح الجو، تخصص هليكوبتر بالإضافة إلى عناصر من سلاح المشاة. وتخضع القوات الخاصة لمكتب قيادة يشتغل تحت الأوامر المباشرة لرئيس قيادة أركان الجيوش الفرنسية.