ضربات المعارضة تجبر النظام على نقل حلفائه من حماة

ضربات المعارضة تجبر النظام على نقل حلفائه من حماة

18 ابريل 2017
إخلاء لعناصر روسية وإيرانية بسبب ضربات المعارضة(عبد الغني عريان/الأناضول)
+ الخط -
كشفت معلومات حصل عليها "العربي الجديد"، من داخل أروقة النظام السوري، عن استراتيجية يتبعها الأخير، لحماية حلفائه الروس والإيرانيين من ضربات مقاتلي المعارضة السورية، التي أصابت قلب مطار حماة العسكري أخيراً، فضلاً عن تخوفات من ضربات أميركية محتملة على المطارات في سورية، ومن بينها مطار حماة.

وتفيد هذه المعلومات بعمل النظام على نقل المقاتلين من مطار حماة العسكري، ونقل أمكنة إقامة ضباط روس وإيرانيين ذوي رتب عالية إلى أبنية سكنية مواجهة لمحطة القطار، (تقع بين المطار والمدينة)، وكذلك استخدام نفق سري بين المطار ومحطة القطار، يستخدمه القادة الأمنيون في تنقلهم بين المطار والمحطة، عند شعورهم بأدنى خطر.

وفي التفاصيل، تقول المصادر التي اشترطت عدم ذكر اسمها، أن النظام يقوم بنقل مقاتلين روس وإيرانيين وأفغان من مطار حماة العسكري إلى محطة القطار الموجودة في حي البعث داخل مدينة حماة، حيث تم توزيع القيادات الأمنية بين مطار حماة العسكري ومحطة القطار، ولا سيما ليلاً، لتأمين مبيت ليلي، وإقامة أكثر أمناً لتلك العناصر".

 كما أكدت المصادر أنه تم نقل أمكنة لإقامة ضباط روس وإيرانيين ذوي رتب عالية إلى أبنية سكنيه مواجهة لمحطة القطار (تقع بين مطار حماة العسكري وبين أحياء سكنية (حي جنوب الثكنة وحي البعث)، وذلك لضمان عدم إمكانية استهدافهم، وحمايتهم داخل أبنية وبين منازل المدنيين.

250 عنصراً روسياً في مدينة حماة

وقدّرت المصادر عدد العناصر الروسية في مدينة حماة بـ 250 عنصراً، تم نقلهم من مطار حميميم العسكري إلى مطار حماة منذ بداية المعارك حديثاً في ريف حماة، ومن ثم تم نقل إقامتهم إلى محطة القطار منذ أيام، كما بينت أن هنالك ما يقارب 500 عنصر روسي في مدينة مصياف بريف حماة الغربي، بالإضافة لمقاتلات روسيات، فيما هنالك أعداد كبيرة من مليشيات الحرس الثوري الإيراني.

نفق سري

وأكّدت المصادر وجود نفق سرّي محصّن يصل مطار حماة العسكري بمحطة القطار، يستخدمه القادة الأمنيون في تنقلهم، عند شعورهم بأدنى خطر أو أثناء عملية الاستهداف، كما تم سحب جميع المخططات الهندسية لمطار حماة العسكري ولمدينة حماة وأحيائها من مجلس المدينة، ومن جميع المؤسسات الحكومية واعتقال من يقوم بالسؤال عنها.

 

وقال مدير المكتب الإعلامي لـ"جيش النصر"، محمد رشيد، لـ "العربي الجديد "، إنه "بحسب متابعتنا لاتصالات مطار حماة العسكري عبر مراصدنا، وبعد عودة عمل المطار بشكل جزئي، تمت إعادة المليشيات الإيرانية التي تشرف على عمل المطار، وكان الإخلاء للعناصر الروسية والإيرانية مؤقتاً، بعد تنفيذ جيش النصر الضربة، وحصلت حالة تخبط من هول الانفجارات، وبعد سقوط الصواريخ على أماكن حيوية داخل المطار، مما تسبب بانفجارات وتصاعد مكثف للدخان".

 

وقال هادي الياسين - ناشط ميداني في مدينة حماة - إنه شاهد خلال الساعات الماضية تجوّل عناصر روس وبشكل كبير في أحياء حي البعث وجنوب الثكنة المواجه لمحطة القطار، وبعتادهم وأسلحتهم ولباسهم العسكري، يتجولون في المحال التجارية هناك.

 

وأضاف الياسين لـ " العربي الجديد" أن أهالي مدينة حماة باتوا يلاحظون انتشاراً كبيراً للمقاتلين الروس والإيرانيين والأفغان بشكل كبير في شوارع مدينة حماة وأسواقها، بشكل غير اعتيادي وبأعداد كبيرة، حتى في أسواق المدينة وشوارعها، ويعملون على قيادة سيارات بين الأهالي والسكان بشكل طبيعي جداً، وكأنهم من أهالي المدينة.

 

وتحدث عن عمليات دهم للأبنية السكنية المطلة على المطار، واعتقال عدد من الشباب والرجال.

 

وعزا أبو محمد، أحد قادة المعارضة العسكريين بريف حماة، نقل المقاتلين الروس والإيرانيين، إلى خوف النظام من قيام مقاتلي المعارضة باستهدافات جديدة، مبينا لـ"العربي الجديد" أن "جيش النصر استطاع يوم أمس استهداف مراكز وأماكن داخل المطار العسكري بشكل دقيق وبأهداف محددة، ولم تكن تلك الاستهدافات عشوائية كسابقاتها، ومن خوف النظام الكبير من ضربة أميركية متوقعة لمطار الموت (مطار حماة العسكري)، لضمان شل حركة النظام في المنطقة الوسطى والمنطقة الشمالية لسورية.

 

وأكّد أن عملية الاستهداف التي تمت يوم أمس، أسفرت عن مقتل 15 عنصراً من قوات النظام وجرح عناصر آخرين، أثناء استهداف أحد الحواجز الموجودة داخل المطار، وقد أكّد ذلك "مركز حماة الإعلامي".

مليشيات إيرانية جديدة بريف حماة

كما حصلت "العربي الجديد" على معلومات تتحدث عن مليشيات إيرانية جديدة في قرية الشيحة في ريف حماة الشمالي الغربي، تحت مسمى "فجر آل هاشم"، والتي تتألف من ألفي عنصر من جنسيات إيـرانيـة وشيشانية وأفغانيّة، ومجموعات من مليشيا "فاطميون" بقيادة المدعـو (علي حـجي أغري)، وهو إيراني الجنسية يتكلم اللغة العربية بطلاقة، وهو المسؤول العسكري المباشر عن جميع جبهات المنطقة، بدءاً من معسكر قمحانة وباتجاه الغرب.

 

وتتمركز هذه الميلشيات، والتي تتواجد للمرة الأولى بريف حماة، في الأحياء الغربية ضمن ثلاث مدارس، كما أن حاجي الأصغري، قائد تلك المليشيات يسكن في منزل خاص في الأحياء الغربية كذلك، كما أن الدعم المالي لهذه المليشيا كبير جداً، ومن أهم المعلومات الواردة عنهم أنهم يرفضون القتال مع جيش النظام ومليشيات الدفاع الوطني، لكونهم بنظر تلك المليشيات خونة، ولا يقاتلون من أجل عقيدة دينية محددة.

 

وقد تم استخدامها حديثاً في المعارك الدائرة قرب حلفايا بريف حماة، حيث أنها قامت على إدارة معارك صوران وتل بزام، والتي انتهت بسيطرة النظام على تلك المنطقتين، عقب تغطية نارية كثيفة من قبل النظام، أدت إلى انسحاب مقاتلي المعارضة منها على الفور.

 

بالإضافة لمليشيات فجر آل هاشم، تم استقدام حركة النجباء العراقية، والتي تعرف بأنها تحتوي على مقاتلين موالين لطهران، وتم نقل أحد مراكزهم إلى ريف حماة الغربي، حيث تعرف مقراتهم بأنها متواجدة في دمشق في منطقة السيدة زينب، يبلغ عدد أفراد حركة النجباء العراقية في حماة ما يقارب مائتي مقاتل، أيضاً يعملون على القتال تحت الإدارة الإيرانية التي مقرها مركز البحوث العلمية الواقع قرب مدينة مصياف، بريف حماة الغربي.

 

 

المساهمون