"شوق" ودعاية دراما النظام

"شوق" ودعاية دراما النظام

16 ابريل 2017
لاحق النظام كل من عارضه سلمياً (يوسف البستاني/الأناضول)
+ الخط -

بدأ تلفزيون النظام السوري أخيراً عرض مسلسل بعنوان "شوق"، يجسد حياة الناشطة المعارضة رزان زيتونة. ويبدي المسلسل الموجه إلى الجمهور السوري، تعاطفاً كبيراً مع ناشطة معارضة تتعرض للخطف على أيدي جماعات مسلحة، ليكرس فكرة لدى جمهوره أن النظام يتقبل المعارضة، وأن معركته هي مع الإرهاب فقط. ويظهر المسلسل أن النظام يصل لحد التعاطف مع المعارضة في حال تعرضها لاعتداء من الإرهاب، الذي هو عدو مشترك له وللمعارضة.

ويبدو من اختيار شخصية رزان زيتونة، واللعب عليها بهذه الطريقة، أن النظام يحاول أن يستخدم المعارضين الأشد خطراً عليه، أي المعارضين السلميين، خصوصاً الحقوقيين منهم، والمتاجرة بهم لتسويق نفسه كمحارب للإرهاب، والظهور بمظهر المتقبل لكل أنواع المعارضات الأخرى، في الوقت الذي يتعامل فيه، بأقسى أنواع العنف والتعذيب مع المعارضين السلميين، الذي وصل إلى موت الآلاف من المعتقلين بسبب نشاطاتهم السلمية، فيما كان يفرج عن مئات المعتقلين بتهم الانتماء إلى تنظيمات تكفيرية. ولا يزال، حتى اللحظة، الإفراج عن معارض مسلح، بغض النظر عن انتمائه، أسهل بكثير من الإفراج عن معارض سلمي. كما أن الإفراج عن معارض مسلح، من أي فصيل تكفيري، أسهل بكثير من الإفراج عن معارض مسلح من الجيش الحر.

فمنذ أيام التظاهرات السلمية، لاحق النظام واعتقل وقتل كل من عارضه سلمياً، في الوقت الذي أفرج فيه عن سلفيي سجن صيدنايا الذين أسسوا "حركة أحرار الشام" و"جبهة النصرة"، التي انشق عنها تنظيم "داعش"، وذلك بهدف التسويق دولياً أن ما يحصل في سورية ليس ثورة وانما هو إرهاب يمارس على الدولة، وأن كل ما يقوم به النظام هو حرب على الإرهاب. في هذا الوقت، أنتجت فروعه الأمنية بعض الأحزاب المؤيدة، وأوكلت إليها مهمات العمل تحت اسم "معارضة وطنية"، والتسويق لها على أنها المعارضة التي يجب التحاور معها، والنظر إلى ما تبقى من معارضة على أنها مجموعات إرهابية. إن اختيار رزان زيتونة، أشد المعارضين السلميين خطراً على النظام، يأتي من باب تشويه الحقائق أمام الجمهور، ورسم صورة حضارية لنظام احترف الإجرام في محاولة لن تنجح أمام هول ما يرتكبه من جرائم.