العراق: كتلة المالكي تصعّد هجومها ضد الكويت

العراق: كتلة المالكي تصعّد هجومها ضد الكويت

08 فبراير 2017
المالكي مستمر في اختلاق المشاكل مع دول الجوار(محند فلاح/Getty)
+ الخط -

صعّد نواب كتلة "دولة القانون"، التي تتبع لرئيس الوزراء العراقي السابق، نوري المالكي، اليوم الأربعاء، هجومهم على دولة الكويت على خلفية الأزمة الحالية في العراق بين الحكومة والبرلمان بشأن منح رئيس الوزراء، حيدر العبادي، قناة خور عبد الله العراقية للكويت، ضمن اتفاقية جديدة لترسيم الحدود، فيما اعتبر مراقبون الهجوم الجديد "دعاية انتخابية من المالكي لكسب الشارع وإضعاف رئيس الوزراء".

وقالت عضو البرلمان العراقي عواطف نعمة، الأربعاء، إن "الكويت عراقية، وتابعة إلى ولاية البصرة، وفقاً للخرائط المثبتة لدى الأتراك، والموجودة في بريطانيا"، مبديةً استغرابها مما وصفته بـ"ادعاءات أعضاء في مجلس الأمة الكويتي بأن قناة خور عبد الله كويتية".

وأضافت نعمة أن "ادعاءات بعض نواب مجلس الأمة الكويتي بأن قناة خور عبد الله كويتية تثير السخرية، والأجدر بهم أن يراجعوا الخرائط الموجودة لدى الأتراك، والتي توجد نسخ منها في بريطانيا، تثبت أن الكويت كانت جزءاً من ولاية البصرة، لكن الإنكليز قاموا باقتطاعها والسماح لآل صباح بإعلان إمارة أو مشيخة فيها، على غرار أية منطقة تتشكل فيها حكومة محلية على أساس عشائري"، على حد ما جاء في البيان الذي تضمن عبارات تجريح اتجاه الكويت.

وأشارت المتحدثة ذاتها إلى أن "العراق ليس مجبرا على الالتزام بالقرارات الدولية"، مطالبة وزارة الخارجية العراقية بـ"الخروج عن صمتها وتوجيه رد مناسب على التصريحات الكويتية".

في الشأن ذاته، قال عضو البرلمان العراقي عن "ائتلاف دولة القانون"، منصور البعيجي، أمس الثلاثاء، إن "حالة الضعف والاستسلام التي يعاني منها العراق منذ عام 2003 تسببت بنشوب أزمة خور عبد الله"، مؤكداً في تصريح صحافي، أن "البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة حمل العراق تعويضات مالية كبيرة، وفرض عليه ترسيم الحدود البرية والبحرية مع الكويت".

من جهتها، ذكرت مستشارة نوري المالكي، عالية نصيف، أن "الشعب العراقي لن يتهاون مع من يحاول الاستحواذ على أراضيه ومياهه"، موضحةً في بيان، أن "التظاهرات التي خرجت في البصرة أخيرا أرعبت بعض أعضاء مجلس الأمة الكويتي"، على حد قولها.

وأضافت "لو راجعنا التسلسل الزمني للزحف الكويتي المستمر منذ قيام قوات التحالف الدولي بتحريرها من الاحتلال العراقي، نجد أنها استفادت من قرارات مجلس الأمن غير العادلة في التوسع على حساب أراضي العراق ومياهه"، مشيرةً إلى أن "ميناء مبارك وخور عبد الله يمثلان جزءا ضئيلاً من التجاوزات الكويتية على العراق"، بحسب وصفها.

في المقابل، حذر عضو "تحالف القوى"، محمد المشهداني، من "محاولة بعض الأطراف جرّ العراق إلى مواجهة مع الكويت، بهدف تحقيق غايات انتخابية"، لافتاً خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى توظيف بعض النواب العراقيين قضية خور عبد الله لأغراض انتخابية.

وأضاف"الكويت دولة شقيقة وجارة، ولا يحق لأحد أن يهاجمها حتى وإن كان بالتصريحات"، مؤكداً أن "قتال تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وطرده من الأراضي العراقية التي يحتلها، أولى من اختلاق مشاكل مع الجيران".

ويقود "ائتلاف دولة القانون" منذ أيام حملة تحشيد واسعة للشارع العراقي، تخللتها عبارات وشعارات طائفية ضد الكويت، فضلاً عن تنظيم مظاهرات في البصرة والجنوب على خلفية قرار مجلس الوزراء العراقي التنازل عن قناة خور عبد الله للكويت، استجابةً لقرارات دولية سابقة. 

واعتبر مراقبون أن هجوم "ائتلاف دولة القانون" على الكويت والحكومة العراقية، يصبّ في خانة الدعاية الإعلامية الانتخابية للمالكي، ويهدف لإضعاف موقف رئيس الوزراء بالدرجة الأولى.