أحداث تظاهرة السبت تهدد بتفكك تحالف "العبادي – الصدر"

أحداث تظاهرة السبت تهدد بتفكك تحالف "العبادي – الصدر"

15 فبراير 2017
تبادل الاتهامات يهدد التحالفات المقبلة (مرتضى سوداني/ الأناضول)
+ الخط -

أدت الأحداث التي رافقت التظاهرات التي نظمها التيار الصدري، وجهات تابعة للتيار المدني، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، الى تبادل الاتهامات بين رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، والهيئة السياسية للتيار الصدري.

ويهدد التراشق بالتصريحات بين الجانبين مستقبل التحالف بين العبادي والصدريين، بحسب سياسيين أكدوا أن أزمة التظاهرات قد تحدد شكل التحالفات السياسية المقبلة.

وقال قيادي بـ "التحالف الوطني" الحاكم، اليوم الأربعاء، إن العلاقة بين العبادي، وزعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، توترت بشكل كبير، على خلفية إطلاق القوات العراقية الرصاص الحي، والغاز المسيل للدموع على متظاهري التيار، ومحتجين آخرين، عند محاولتهم الوصول الى مداخل المنطقة الخضراء الحكومية، السبت الماضي، مؤكداً خلال حديثه لـ "العربي الجديد" أن هذا التوتر يهدد بتفكك التحالف بين الجانبين.

وأضاف "كان التيار الصدري مسانداً قوياً لوصول العبادي إلى السلطة على حساب سلفه نوري المالكي، كما خرج بتظاهرات واسعة، العام الماضي، طالبت بتفويض شعبي وبرلماني للعبادي، لتشكيل حكومة تكنوقراط"، مشيراً الى وجود قطيعة بين الطرفين، منذ خمسة أيام، على الرغم من جميع المحاولات والجهود التي بذلت لتقريب وجهات النظر. ورجّح أن يحدد استمرار الخلاف الحالي شكل التحالفات السياسية المقبلة.

وأبدت الهيئة السياسية للتيار الصدري، اليوم الأربعاء، استغرابها من إصدار العبادي حكمه على المتظاهرين قبل الإعلان عن نتائج التحقيق في أحداث تظاهرة السبت، موضحة أنه كان أجدر بالعبادي أن يكون أباً للجميع دون ميل أو هوى، في إشارة الى انتماء الأخير الى "حزب الدعوة".

وأشار نائب رئيس الهيئة، جعفر الموسوي، إلى أنه فوجئ من تصريحات العبادي الذي أصدر أحكامه على المتظاهرين، متناسياً إعلانه، قبل يومين، عن تشكيل لجنة تحقيق لمعرفة ملابسات الحادث الأليم.

وأضاف "كان الأولى برئيس الوزراء الانتظار حتى إعلان نتائج التحقيق، وعدم إصدار الأحكام المسبقة التي نفى فيها المسؤولية عن مطلقي العيارات النارية والغازات السامة والخانقة والمحرمة دولياً، منذ ستينيات القرن الماضي، نحو المتظاهرين السلميين"، موضحاً في بيان أن العبادي حسم الأمر وأنهى ضرورة التحقيق.

وتابع "كل ذلك يدفعني للسؤال التالي، من الذي أعطى الأوامر بإطلاق النار والغازات السامة والخانقة والمحرمة؟"

واتهم رئيس الوزراء العراقي بعض أطراف تظاهرة السبت، بالوقوف وراء الفوضى التي حدثت، مؤكداً خلال مؤتمر صحافي، أن بعض المتظاهرين حاولوا عبور جسر الجمهورية المؤدي الى المنطقة الخضراء، ما أدى الى حدوث صدام مع القوات العراقية.

ولفت إلى أن "التظاهرة كانت سلمية، قبل أن تقوم مجموعة من المتظاهرين بمحاولة عبور الجسر، ما دفع القوات الأمنية الى منعهم بالقوة"، مؤكداً أن الأمن العراقي لا يتحمل مسؤولية ما حدث، بل تتحمله الجهة التي قامت به.

وكان قد قتل وأصيب أكثر من 300 عراقي من المتظاهرين والقوات الأمنية، السبت الماضي، بعد محاولة محتجين الوصول الى بوابات المنطقة الخضراء الحكومية وسط بغداد.