هزيمة انتخابات الولايات تختصر نكسات عام من رئاسة ترامب

هزيمة انتخابات الولايات تختصر نكسات عام من رئاسة ترامب

09 نوفمبر 2017
تتراجع شعبية ترامب باستمرار (Getty)
+ الخط -

طويت أمس، صفحة السنة الأولى من ولاية الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بحصيلة بائسة ومتاعب متزايدة. وانعكست هذه الصورة في نتائج الانتخابات المحلية التي شهدتها يوم الثلاثاء عدة ولايات، لاختيار حكامها الجدد ومجالسها النيابية والبلدية وهيئاتها التنفيذية، والتي كانت بمثابة أول استفتاء مصغّر حول رئاسة ترامب.

وأصيب مرشحو الحزب الجمهوري المحسوب على الرئيس، بهزيمة كاسحة لصالح خصومهم الديمقراطيين. خسروا تقريباً كافة المعارك والمواقع التمثيلية وبفوارق كبيرة عكست مدى الإحباط والخيبة في صفوف الناخبين، الذين صوّت قسم منهم للمرشح الديمقراطي بدافع تفشيل الجمهوري المقرب من ترامب. وفي ذلك رسالة بليغة برسم البيت الأبيض والحزب الجمهوري في الكونغرس، من شأنها أن تزيد من تعثر الأول وانقسام الثاني، مع ما يفرزه ذلك من انعكاسات سلبية على جميع الأصعدة ومنها السياسة الخارجية.

وتعاني شعبية الرئيس من الانكماش منذ فترة، فبحسب استطلاعات الرأي، استقر رصيده مؤخراً عند 35 إلى 38%، وهي أدنى نسبة وصلها رئيس في عامه الأول.

على هذه الخلفية جاءت نتائج انتخابات الولايات لتشير إلى المزيد من الهبوط المتوقع. قبلها، راهن البيت الأبيض مع الجمهوريين على تمرير بعض المشاريع الكبيرة في أجندة الرئيس وإقرارها في الكونغرس، لعلها تتكفل بالتعويم، غير أن المراهنة سقطت والغالبية الجمهورية لم تقو، ولعل بعضها لم يرغب، على تحقيق أي إنجاز من هذا النوع.

الآن، بات هذا الاحتمال أصعب، فالجمهوريون في الكونغرس لا بد من أن يتعاملوا مع الهزيمة الانتخابية كتحذير مسبق لهم، وكإفادة بأن الرئيس صار أقرب إلى العبء عليهم منه إلى الرصيد في انتخابات مجلسي الشيوخ والنواب العام القادم مثل هذه الأيام. الأمر الذي قد يزيد من المسافة الفاصلة بينهم وبينه.

وبذلك، بات ترامب يقاتل على ثلاث جبهات في آن معا، الداخلية والخارجية والتحقيقات الروسية. وكلها معارك تبدو فيها كفّته غير راجحة، إن لم تكن مهددة.

محلياً، تتقلص دائرة تحالفاته، فقد غادر عدد من أقطاب الجمهوريين قطاره، والباب مفتوح للمزيد. ومشاكل إدارته ما زالت تتوالى، وكذلك علاقاته مع بعض أقطابها. وعلى ما يبدو فإن وعده "بتجفيف المستنقع" في واشنطن، انقلب إلى مشروع مستنقع على يد بعض وزرائه.

ومؤخراً، انكشفت علاقة وزير التجارة ويلبر روس، مع شركة شحن روسية تعود ملكية قسم منها لأحد الممولين الروس المقربين من الرئيس فلاديمير بوتين، والمفروض عليهم عقوبات أميركية. وهي علاقة تكتم عنها الوزير يوم قدم بيان الكشف عن أشغاله قبل الموافقة على تعيينه. وفي ذلك، مخالفة صريحة للقانون قد تفرض استقالته أو إقالته. كما جرى إحباط فضيحة في آخر لحظة، حامت شبهاتها فوق وزير الداخلية الذي قيل إنه كان وراء تلزيم مشروع كهربائي بثلاثمائة مليون دولار لشركة من بلدته.

وجدد ترامب أيضا الغمز من زاوية حليفه السابق وزير العدل، جيف سيشينز، فضلاً عن العلاقة "غير المستقرة تحت السطح" بين الرئيس ووزير الخارجية ريك تيلرسون، والمجمدة إلى حين.

أما خارجياً، فيتواصل تسجيل المآخذ على سياسة الرئيس الإيرانية، كما على خطابه الكوري الشمالي ولو أن النبرة تراجعت نسبياً لوجوده في الخارج وزيارته للصين، التي تتطلب الابتعاد عن لغة التصعيد. وقد انعكس ذلك إلى حد ما، في كلمته أمس أمام مجلس النواب الكوري الجنوبي. كما توالت الانتقادات المبطنة والصريحة، لموقفه المؤيد لعملية التصفيات الجارية في السعودية، والتي أثارت الشكوك حول دوافعها الحقيقية المكتومة.

على صعيد التحقيقات، بدأت تتسرب تلميحات حول الدفعة الثانية من الاتهامات المتوقعة قريباً، والتي قد تشمل آخرين ممن يسمونهم "السمك الكبير"، مثل الجنرال المتقاعد مايكل فلين. وتتحدث توقعات عن انكشافات وازنة قبل نهاية العام قد تطاول مقربين جداً بتهم مالية وروسية معقدة ومتداخلة، قد تترتب عليها تبعات كبيرة.

وسط هذه التحديات، يدخل الرئيس ترامب عامه الثاني مثقلاً بالمتاعب التي يخشى تداعياتها الجمهوريون المقبلون على انتخابات كامل مجلس النواب وثلث مجلس الشيوخ في نوفمبر/تشرين الثاني 2018، بقدر ما يخشاها البيت الأبيض وبطانته القريبة منه.