"داعش" يتهاوى بدير الزور وخلاف جديد بين الروس والأميركيين

"داعش" يتهاوى في دير الزور وخلاف جديد بين الروس والأميركيين

02 نوفمبر 2017
النظام ينفذ عمليات انتقام واسعة بحق المدنيين(جورج أورفاليان/فرانس برس)
+ الخط -
بدأت قوات النظام ومليشيات تساندها في تضييق الخناق أكثر على مسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي داخل مدينة دير الزور، التي باتت أغلبها بيد هذه القوات، التي تؤكد أنها تنفذ عمليات من أجل "اجتثاث" التنظيم من المدينة، فيما تفجر خلاف جديد بين الروس والأميركيين بشأن مدنيي المحافظة.

ولا تزال قوات النظام ومليشيات محلية وطائفية تحاول السيطرة على مدينة دير الزور، حيث تواصل الضغط على مسلحي تنظيم "داعش" في أحياء يتحصن فيها، في تكرار لسيناريو مدينة الرقة، الذي أدى في النهاية إلى تدمير الأخيرة بشكل شبه كامل.

ونقلت وكالة "سانا" التابعة للنظام عن مصدر عسكري في قوات النظام أن الأخيرة نفذت عمليات وصفها بـ"المكثفة" لاجتثاث ما تبقى من مسلحي "داعش" في أحياء الحميدية والجبيلة والرشدية والحويقة والعرضي والشيخ ياسين، مشيرا إلى مقتل العديد منهم وتدمير تحصينات وأوكار لهم.

وذكرت مصادر محلية أن تنظيم "داعش" دخل المرحلة الأخيرة من وجوده في مدينة دير الزور، حيث بات محاصرا داخلها، ولم يعد يسيطر إلا على مساحات ضيقة لا تساعده على المناورة من جديد واستعادة زمام المبادرة العسكرية.

من جانبه، يؤكد النظام أن قواته باتت تفرض سيطرتها على أكثر من 95% من مساحة المدينة، مشيرا إلى أن التنظيم يبحث عن تأمين انسحاب له إلى خارج دير الزور، بعد تناقص قدرته على إعادة فرض سيطرته على ما خسره من مناطق داخلها.


 ولا تزال قوات النظام تحاول التوغل أكثر في ريف دير الزور الشرقي، من أجل الوصول إلى مدينة البوكمال على الحدود السورية العراقية، وهي آخر المعاقل الهامة للتنظيم في سورية، ومن المتوقع أن تدور فيها معركة كبرى يتلاشى من بعدها التنظيم في سورية.

وأكدت مصادر في قوات النظام أن سلاح المدفعية والطيران الحربي التابعين للأخيرة دمرا تحصينات وآليات ومقار للتنظيم في بلدة محكان جنوب مدينة الميادين، مشيرة إلى أن الطيران الحربي نفذ غارات جوية على مقار وتحصينات التنظيم في مدينة القورية الواقعة في منتصف المسافة ما بين مدينتي دير الزور والبوكمال، والبالغة أكثر من 100 كيلومتر.

وفي السياق ذاته، تفجر الأربعاء خلاف جديد بين الروس والأميركيين على خلفية تصريحات قائد قوات العمليات الخاصة في التحالف الدولي، جيمس جيرارد، أشار فيها إلى أن الآلاف من المدنيين فروا من دير الزور، بسبب تقدم قوات النظام، وليس بسبب وجود مسلحي تنظيم "داعش".

كما ذكر جيرارد أن المدنيين لا ينزحون إلى الجنوب، أي إلى الأراضي التي تقع تحت سيطرة قوات النظام، بل إلى الشمال، أي إلى الأراضي الواقعة تحت سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" التي تشكل الوحدات الكردية ثقلها الرئيسي.

وأبدى المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشنكوف، استغرابه من تصريحات جيرارد، معتبرا إياها "سخافة جغرافية"، مشيرا إلى أنه "ليس هناك من سوريين يرغبون في التوجه باتجاه الشمال نحو الرقة التي تحررت مؤخرا"، مضيفا: "لأنه بعد قصف التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لهذه المدينة على نحو عشوائي، لم يتبق من الرقة نفسها أي شيء".

وزعم الجنرال الروسي أن الآلاف من السوريين في محافظة دير الزور "يعودون إلى ديارهم مع المساعدات الإنسانية التي يقدمها لهم المركز الروسي للتوفيق بين الأطراف المتحاربة والمنظمات الإنسانية الدولية"، وفق المتحدث.

وتشير مصادر محلية إلى أن آلاف المدنيين نزحوا في محافظة دير الزور بسبب المعارك الدائرة هناك، وغالبيتهم اتجهوا إلى مناطق تقع تحت سيطرة "قوات سورية الديمقراطية"، وخاصة في منطقة عين عيسى، شمال الرقة، التي أقيمت فيها مخيمات على عجل، حيث يتحدث ناشطون عن أوضاع "مأساوية" داخل هذه المخيمات، وفي مخيمات أخرى في الرقة وجنوب محافظة الحسكة.

وأكدت هذه المصادر، التي تواصل معها "العربي الجديد"، أن المدنيين يخشون من عمليات انتقامية تقوم بها قوات النظام ومليشيات تتبعها، "لذا يفضلون مناطق لا تقع تحت سيطرة هذه القوات".

ويقول ناشطون إن قوات النظام نفذت عمليات انتقام واسعة في المناطق التي طردت تنظيم "داعش" منها بحق مدنيين لم تساعدهم ظروفهم على الخروج في عدة مناطق في ريف حلب الشرقي.






المساهمون