زعيم الانفصاليين الكتالونيين يتحدّى القضاء الإسباني: استجوِبوني في بلجيكا

زعيم الانفصاليين الكتالونيين يتحدّى القضاء الإسباني: استجوِبوني في بلجيكا

01 نوفمبر 2017
مؤيّدون لانفصال كتالونيا يتظاهرون في بروكسل (أورور بيلو/فرانس برس)
+ الخط -
يبدو أن إعلان استقلال كتالونيا ينازع وإنعاشه أمر مستحيل، فرئيس الإقليم الانفصالي المُقال كارليس بوتشيمون ووزراؤه الذين يرافقونه إلى بروكسل مطلوبون للمثول أمام القضاء الإسباني، فيما باقي قيادات الإقليم وأحزابه تتبادل الاتهامات بالمسؤولية وتقرّ بشكل غير مباشر في ما بينها بأن مشروعهم الاستقلالي قد وُلد ميتاً. القضاء الإسباني استدعى بوتشيمون و13 من وزرائه للمثول أمامه غداً الخميس وبعد غد الجمعة لتوجيه تهمتي التمرد والانفصال إليهم. لكن محامي بوتشيمون أعلن لتلفزيون كتالونيا أن موكله لن يلبي دعوة قضاء مدريد ويطلب أن يُستجوب في بلجيكا. وقال المحامي البلجيكي بول بيكارت: "لن يذهب إلى مدريد واقترحت أن يتم استجوابه هنا في بلجيكا. هذا ممكن وكنت قد توليت حالات مماثلة في الماضي استجوب فيها مشتبه به في بلجيكا". وقد يحول القضاء الإسباني الاستدعاء إلى مذكرة توقيف، وإن بقي بوتشيمون ووزراؤه في بلجيكا، فبإمكان مدريد تحويلها إلى مذكرات توقيف دولية. 

اقــرأ أيضاً

وقالت القاضية كارمن لاميلا في قرار الاستدعاء إنه على الرغم من الحظر القضائي المتكرر، فإن حكومة كتالونيا "استمرت في الترويج للإجراءات اللازمة لإنشاء دولة كتالونية مستقلة"، وأضافت أن حجج المحققين "خطيرة وعقلانية ومنطقية". وتصل عقوبة الإدانة بالتمرد في إسبانيا إلى حد السجن 30 عاماً، فيما تصل عقوبة العصيان إلى السجن 15 عاماً. 


وقد بدا التعثر في مشروع الانفصال جلياً أيضاً، بعد إعلان بوتشيمون إبطاء التحرك بالاستقلال، بحجة تجنب حصول اضطرابات قبل الانتخابات التي حدد موعدها في 21 ديسمبر/ كانون الأول رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي. وكان بوتشيمون قد قال في مؤتمر صحافي، أمس الثلاثاء، إنه ينوي البقاء في بلجيكا مع بعض وزرائه ليكشف للعالم "عن وجوه الخلل الديمقراطي للدولة الاسبانية"، مؤكداً أنه لن يتهرب من القضاء، لكنه حذّر من أنه لن يعود إلى إسبانيا من دون الحصول على محاكمة نزيهة.

وتابع بوتشيمون: "إذا كان ثمن هذا الموقف إبطاء قيام الجمهورية، فمن الضروري أن نأخذ في الاعتبار أن ذلك هو الثمن المعقول الذي يتعيّن دفعه في أوروبا القرن الحادي والعشرين"، لكن مصدراً في الحكومة الإسبانية رد بالقول إن "العملية الانفصالية لم تتباطأ.. بل توقّفت".

أوجه التخبط لم تتوقف عند هذا الحد، بل ظهرت أيضاً في تصريحات سياسيين من الإقليم، إذ اتهم وزير شؤون الأعمال التجارية سانتي فيلا في حكومة بوتشيمون، زملاءه السابقين بـ"السذاجة"، أمس الثلاثاء، بعدما استقال الأسبوع الماضي بسبب تراجع الرئيس الكتالوني المقال عن الدعوة إلى انتخابات مبكرة.


وطلب حزب "ترشيح الوحدة الشعبية" اليساري الصغير المتشدد والمتحالف مع بوتشيمون بعض الوقت "للتفكير في ما حدث، كوننا رأينا مدى محدودية الآليات المؤسساتية". في المقابل، أعلن حزب يسار كتالونيا الجمهوري بعد تشجيعه بوتشيمون على اتخاذ الخطوة النهائية نحو إعلان منفرد للاستقلال، أنه سيشارك في انتخابات الإقليم. وصرح جونكيراس لقناة "تي في 3" التلفزيونية يوم الإثنين "نحن أبطال الديمقراطية، ولا يمكن لأي ديمقراطي منافستنا". 

وأشارت المحللة السياسية ساندرا ليون التي تُدرس في "جامعة يورك الإنكليزية"، إلى أنه بعيداً عن التركيز على جمهورية جديدة، يتطلع الانفصاليون في كتالونيا الآن إلى الانتخابات. وقالت "سيحاول الجميع التوسع في تفاصيل قصة تروي ما حصل بطريقة يرون أنها ستكون مفيدة بالنسبة إليهم". وأكدت ليون: "كان هناك إعلان استقلال بنى كثيرون آمالهم عليه وفجأة، بعد أيام من حدوثه، لا يوجد شيء واضح". كذلك اتهم رئيس كتالونيا الاشتراكي السابق خوسيه مونتيا، أمس الثلاثاء، القوميين بالكذب. وقال للتلفزيون الكتالوني "لقد خدعوا الناس وباعوهم شيئا كانوا يعلمون أنه كذبة وغير ممكن". وتساءل "لماذا لا يواجهون العواقب؟ أين هم ممثلو الجمهورية الكتالونية الآن؟".