ليبرمان: السلام مع الفلسطينيين فقط ضمن اتفاق إقليمي

ليبرمان: السلام مع الفلسطينيين فقط ضمن اتفاق إقليمي

04 أكتوبر 2017
ليبرمان:لا أعرف بوجود مبادرة أميركية جديدة (غالي تيبون/فرانس برس)
+ الخط -
كرر وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، مواقفه المعلنة بشأن الملف الإيراني والتسوية مع الفلسطينيين، مشددا على أن "السلام مع الفلسطينيين فقط ضمن اتفاق إقليمي"، مؤكدا "استمرار التنسيق الأمني، ولا حاجة لأخذ كل تصريح يصدر عن أبو مازن بجدية كبيرة".

وقال ليبرمان، في مقابلة أجراها معه موقع "والا" الإسرائيلي بمناسبة الأعياد اليهودية، ونشرها اليوم الأربعاء، إنه لا يعرف بوجود مبادرة أميركية جديدة حاليا، مشددا على أنه "لا توجد حاليا أي فرصة للتوصل إلى اتفاق تسوية دائم مع الفلسطينيين، وإن أقصى ما يمكن التوصل إليه حاليا هو اتفاق مرحلي طويل الأمد. الاتفاق مع الفلسطينيين ممكن فقط في إطار اتفاق إقليمي شامل".

وأوضح ليبرمان أنه سيعارض أي اتفاق ثنائي، زاعما أن "الاتفاق الثنائي مع الفلسطينيين لن ينجح، وهذا سيفشل مسبقا القضية. ليست تسوية مع الفلسطينيين، وإنما مع العالم العربي، وهذا يشمل ثلاثة مركبات: مع العالم العربي، ومع الفلسطينيين، ومع العرب في إسرائيل. فقط عبر صفقة شاملة يمكن الحديث عن اتفاق دائم".

واعتبر وزير الأمن الإسرائيلي أن تحسين الأوضاع الاقتصادية في الضفة الغربية المحتلة هو "مصلحة أمنية حيوية لإسرائيل".

وتطرق ليبرمان إلى المصالحة الفلسطينية، مبرزا أن "المصالحة ليست أول تجربة، وخاصة أن التجارب السابقة لم تنجح، وبالتالي لا حاجة للاستعجال، ويجب انتظار النتائج". 

وأكد استمرار التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية، مبرزا أنه "هناك تنسيق أمني بين الطرفين على مستويات مختلفة، ميدانيا وفي مستوى القيادات، ولا حاجة لأخذ كل تصريح يصدر عن (الرئيس الفلسطيني) أبو مازن بجدية كبيرة". 

ورفض ليبرمان انتقادات المستوطنين للحكومة بأنها لا تبني في المستوطنات، قائلا "نحن نبني ونخطط، وعلينا أن نتذكر أنه لا يمكننا التضحية بالعلاقات مع الولايات المتحدة مقابل عمل واحد، وعلى الجميع أن يدركوا أنه لن تكون في إسرائيل حكومة أفضل للاستيطان من الحكومة الحالية، ولا إدارة أميركية أفضل من الإدارة الحالية، لكن لكل من الإدارة الحالية والحكومة قيودا".


وشدد: "ما أنجزناه لم يسبق له مثيل: إقامة مستوطنة للمستوطنين من عمونا، وإقرار بناء في بيت إيل. لقد نفذنا كل الوعود التي أطلقتها حكومات سابقة ولم تنفذها، بما فيها مستوطنة ميجرون، وتشكيل لجنة تخطيط للبناء في الخليل، ووحدات سكنية في كتلة عتصيون، وإقرار بناء آلاف الوحدات السكنية للبناء الفعلي، نحو 10 آلاف وحدة سكنية باتت الآن في مراحل مختلفة من التخطيط وإصدار تصاريح البناء لإقامتها".

وعلى صعيد آخر، اعتبر أن "إيران في حال امتلاكها للقوة النووية فإنها ستشكل خطرا على السلم العالمي، وستكون مصدر رعب لم نشهد مثله حتى في أفلام هوليوود"، مضيفا أن "إسرائيل هي دولة قوية تعرف كيف تدافع عن نفسها، لكننا في بداية سباق تسلح مجنون، سباق نحو السلاح النووي، وكل المنطقة في حالة الاندفاع نحو هذا السباق، وإذا لم يحدث تغيير في المجتمع الدولي، سنتجه إلى كارثة".

وأوضح أنه يصدّق الرئيس الأميركي في كل ما يتعلق بالموقف من إيران، وقوله إنه سيسعى لإلغاء الاتفاق، مضيفا: "نحن نحاول إقناع المجتمع الدولي بأن الحديث هو عن أكبر تحد تواجهه الإنسانية، فالكل أدرك الرسالة الواضحة من أن القوة النووية تمنح المناعة لهذه الأنظمة"، مشيرا إلى أن "الخيار العسكري من وجهة نظر إسرائيل مطروح دائما على الطاولة".

وأشار المتحدث ذاته إلى أن "العلاقات الاستراتيجية والأمنية مع الولايات المتحدة لم تكن يوما أفضل مما هي عليه اليوم، حتى على المستوى الاستراتيجي والتقارب في وجهات النظر بين إدارة ترامب وإسرائيل".

وبخصوص الملف السوري، أكد أن "ما يحدث في سورية يؤكد أن الأطراف المختلفة تسعى دائما وراء الطرف المنتصر، وهو ما نراه في سورية، حتى بعد أن قتل النظام وحصدت الحرب هناك أكثر من ستمائة ألف مواطن سوري".  

وقال إن "إسرائيل تأمل بأن تعزز من نشاطها في الساحة السورية بشكل خاص، وفي الشرق الأسط عموما، فنحن نواجه في الجبهة الشمالية روسيا وإيران وتركيا وحزب الله أيضا. وهذه مواجهة ليست بسيطة، بل مواجهة يومية، والجمهور لا يعرف كل شيء، وهذا جيد، لكن الحديث عن استثمار ونشاط على مدار 24 ساعة يوميا سبعة أيام في الأسبوع". 

وذكر أن "الولايات المتحدة تواجه تحديات غير قليلة، واليوم لا تنقص في العالم بشكل عام التحديات المختلفة، لذلك فإننا ندرك أن قوة الدول العظمى محدودة أيضا، ونحاول تدبر أمورنا بمفردنا، ولكن عموما كلما نشطت الولايات المتحدة أكثر في المنطقة كان ذلك أفضل لإسرائيل".

وكرر ليبرمان القول إن "إسرائيل أوضحت للروس وللأميركيين أنها لن تسمح بتكريس الوجود الإيراني في سورية، ولن تسمح بسلاح متطور ودقيق في سورية أو لبنان"، مضيفا: "نحن نعمل وفقا لهذه الخطوط".