أحزاب كردية تخطط لإقالة البارزاني ولـ"حكومة إنقاذ" تفاوض بغداد

أحزاب كردية تخطط لإقالة البارزاني ولـ"حكومة إنقاذ" تفاوض بغداد

17 أكتوبر 2017
البرنامج يطيح بمسعود البارزاني (Getty)
+ الخط -
يترقب الشارع الكردي بشكل خاص البيان المرتقب لرئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني المقرر بعد ساعات من الآن، للتحدث عن مجريات الأحداث العسكرية وخسارة الإقليم لما تعرف بـ"قدس الأكراد"، وهي مدينة كركوك وأكثر من 15 منطقة ومدينة أخرى سيطرت القوات العراقية عليها خلال الساعات الماضية.

يأتي ذلك وسط تصاعد بيانات الاتهام بالخيانة والتهور وتحميل الأطراف الكردية لبعضها البعض مسؤولية ما اعتبروه خسارة كبيرة للإقليم، وإهانة توجه لهم من بغداد.

ووفقا لمصادر سياسية كردية تحدثت مع "العربي الجديد"، فإن حزبي الاتحاد والتغيير يعدان برنامجا خاصا يتضمن المطالبة بإعلان حكومة إنقاذ في الإقليم، وإقالة الحكومة الحالية، وتسمية رئيس إقليم جديد بدلاً عن مسعود البارزاني للتفاوض مع بغداد، ريثما يتم تنظيم انتخابات جديدة.

وأكدوا أن الخطوة مدعومة من بغداد ومن إيران أيضا وبقوة، بينما لم يتضح الموقف الأميركي حتى الآن من حشر أربيل بزاوية ضيقة للغاية، يتوقع أن تؤدي بالنهاية إلى خسارة حليفها الأهم بالعراق أو على الأقل إضعافه.

ولم تكن الانقسامات الكردية وليدة الأحداث المتسارعة في الوقت الحالي، خاصة بعد سيطرة القوات العراقية على كركوك مؤخراً وانسحاب قوات البشمركة التابعة لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، جناح "طالباني"، وتسليم مواقعها للقوات العراقية.

الانقسامات يعود تاريخها لستينيات القرن الماضي وبلغت ذروتها في مطلع عام 1994، حيث بدأت مرحلة الصراع المسلح بين الطرفين واستعانة مسعود البارزاني بنظام الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، وجلال الطالباني بنظام الخميني في إيران، والتي استمرت عدة سنوات وخلفت آلاف القتلى والجرحى من الجانبين، وانتهت باتفاق سلام رعته فرنسا والولايات المتحدة والأمم المتحدة.

وبدأت الانقسامات الداخلية بين الحزبين الكرديين، الحزب الديمقراطي وحزب الاتحاد الكردستاني، بالعودة إلى السطح مجدداً قبيل إجراء الاستفتاء على الانفصال في 25 سبتمبر / أيلول الماضي، حينما ظهرت أصوات في الاتحاد الوطني الكردستاني " جناح الطالباني" ترفض الاستفتاء، وتتهم الاتحاد الوطني بزعامة بارزاني بالتسرع.

وكشف اقتحام مدينة كركوك من قبل القوات العراقية، أول أمس، هذه الخلافات السياسية بين الأحزاب الكردية إلى العلن، حينما انسحبت قوات البشمركة التابعة لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني من مواقعها لتسلمها للقوات العراقية و"الحشد الشعبي"، ما اعتبره أنصار الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الإقليم مسعود بارزاني خيانة كبرى.

المحلل السياسي، عبد القادر الزبيدي، يقول "عادت هذه الانقسامات مرة أخرى قبيل الاستفتاء الذي أجري في 25 سبتمبر/أيلول الماضي، فظهرت أصوات ترفض إجراء الاستفتاء وأخرى تدعو للتريث، لكن هذه الخلافات تكشفت خلال اقتحام القوات العراقية لكركوك أول أمس، "حينما انسحبت قوات البشمركة التابعة لحزب الاتحاد الوطني بزعامة الراحل، جلال طالباني، وسلمت مواقعها للقوات العراقية والحشد الشعبي، وهي طعنة في ظهر غريمهم مسعود البارزاني".

 واعتبر مراقبون ما وقع ثأراً طالبانياً من البارزاني لما فعله بهم عام 1996، حينما استنجد بالرئيس الراحل صدام حسين لإنقاذ أربيل من سيطرة الطالبانيين، ليبعث الأخير القوات العراقية التي طردت قوات الطالباني المدعومة إيرانياً آنذاك وأعادت السلطة للبارزاني.

ويرى الزبيدي أن" جناح البارزانيين في أربيل" يعتبر ما جرى في كركوك من تسليم مواقع عسكرية ومناطق دون قتال من قبل القوات التابعة لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني "جناح الطالبانيين في السليمانية" خيانة كبرى للحلم الكردي ومستقبل الأكراد في العراق والمنطقة، لذلك فإن هذه الخلافات قد تطيح بحلم الدولة الكردية ".

وظهر ضباط ومقاتلون في قوات البشمركة على فضائيات كردية محلية وهم يتهمون قوات البشمركة التابعة للحزب الوطني الكردستاني في السليمانية بـ"الخيانة"، بعد تسليم مواقعهم للقوات العراقية دون قتال، ما يؤشر على حجم الخلافات الكردية الداخلية.

ووجهت القيادة العامة لقوات البشمركة اتهاماً لفصيل مسلح تابع لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني بالخيانة، بعد تسليم مقاتليه مواقعهم للقوات العراقية في كركوك دون قتال فيما رفض الحزب هذه الاتهامات.

وعزز هذه الخلافات الحادة بين الحزبين الكرديين البارزين وصول قاسم سليماني إلى السليمانية قبل أيام من اقتحام مدينة كركوك، وإجراؤه محادثات سرية مع حزب الاتحاد الوطني بزعامة زوجة الرئيس الراحل جلال طالباني، هيرو، ونجلها بافال، الذي قيل إنه كان عراب صفقة تسليم كركوك للقوات العراقية والحشد الشعبي.

وجاء بيان القيادي المنشق عن حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، برهم صالح، يوم أمس، ليكشف أكثر عن حجم الخلافات السياسية بين الزعماء الكرد، داعياً إلى تشكيل حكومة انتقالية في إقليم كردستان لإدارة الحوار مع بغداد.

ودعا صالح إلى تشكيل حكومة انتقالية معتبراً أنه حل عاجل لإدارة الحوار بين ممثلي شعب كردستان وحكومة بغداد، وهو ما اعتبره محللون مؤشراً على انقسام سياسي كردي حاد.

وتتحدث أوساط شعبية كردية عن الخلافات بين الزعماء الكرد بعد سيطرة القوات العراقية على كركوك بالكامل دون قتال، وتبادل الاتهامات بالخيانة، بأنها تعيد الذاكرة إلى عام 1994 حين اندلعت حرب طاحنة بين الفصائل والأحزاب الكردية والتي أصبحت تثير مخاوف الشعب الكردي، خشية اندلاع صراعات مسلحة على خلفية الانقسامات الأخيرة.