"عشان تبنيها": حملة استخباراتية لدعم ترشيح السيسي

"عشان تبنيها": حملة استخباراتية لدعم ترشيح السيسي

16 أكتوبر 2017
حملات مبكرة لدعم السيسي (سيباستيان باكهاوس/ Getty)
+ الخط -


بدأت أجهزة استخبارات النظام المصري تنفيذ خطتها الخاصة بالحشد من أجل دعم ترشيح الرئيس عبد الفتاح السيسي لفترة رئاسة ثانية، بعنوان "عشان تبنيها". وعلم "العربي الجديد"، من مصادر خاصة، أن "الاستخبارات العامة في مصر، أصدرت تكليفات للمسؤولين عن وسائل الإعلام التابعة لها، للترويج لحملة تجديد الثقة بالسيسي المطالبة بترشحه لفترة رئاسية ثانية".

وأكد مصدر إعلامي، لـ"العربي الجديد"، أنه "تمّ التأكيد على جميع مراسلي الصحف والمواقع الإلكترونية والفضائيات بالتواصل المستمر مع منسقي الحملة المعتمدين لدى الاستخبارات، وأمناء حزب مستقبل وطن، من أجل تغطية جميع فعاليات الحملة". وتابعت المصادر قائلة أيضاً إنه "صدرت تكليفات من الاستخبارات العامة إلى المسؤولين عن وسائل الإعلام، لجمْع توقيعات من شخصيات عامة وفنانين، وأن هؤلاء المسؤولين نقلوها بدورهم إلى مراسليهم، وأمروهم بتغطية عملية توقيع الاستمارات وتغطية الندوات واللقاءات التي تنظمها الحملة وينظمها حزب مستقبل وطن". وأضافت أنه "تمّ التشديد على عدم نشر أية تصريحات خاصة بالحملة، غير الصادرة عن النائب البرلماني كريم سالم".

وكان أبو العباس، والذي قدم نفسه سابقاً على أنه منسق حملة "عشان تبنيها" فرع بورسعيد، الخاصة بدعم الرئيس عبد الفتاح السيسي، قد أعلن عن خطة وأهداف الحملة خلال الفترة المقبلة. وقال إن "الحملة هي حملة شعبية تهدف إلى توضيح ما قام به السيسي في الفترة الماضية للمواطنين بشكل مباشر، وبحث أثره من إيجابيات أو سلبيات، بجانب تجديد الثقة في الرئيس من خلال استمارات يتم توقيعها من المواطنين". وأضاف أنه "سيتم حصر المشكلات التي يعانيها المواطنون لإيصالها للحملة المركزية"، مشيراً إلى أن "الحملة غير مقتصرة على أي فصيل سياسي أو مجتمعي، كما أن باب التطوع في الحملة مفتوح لكل من يريد المشاركة". وتابع قائلاً إن "الحملة اتخذت مقراً لها سيكون جاهزاً لاستقبال المتطوعين والمواطنين الراغبين في توقيع الاستمارة أو الاستفسار عن الحملة".



وكان سياسيون مصريون قد تحدثوا لـ"العربي الجديد" مطلع شهر أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، عن أن "اهتمام أجهزة الدولة الرسمية، ووسائل الإعلام التابعة لها، بتغطية وقائع المؤتمر العام الأول لحزب (مستقبل وطن)، مؤشرٌ على استعداد النظام المصري للتمهيد لتدشين حملات شعبية وإعلامية لدعم الرئيس عبد الفتاح السيسي، إذا ما اضطر إلى إجراء وخوض انتخابات الرئاسة في يونيو/ حزيران من عام 2018".

وكان لافتاً حضور عدد كبير من النواب والشخصيات العامة والقوى السياسية هذا المؤتمر. وقالت مصادر من داخل الحزب لـ"العربي الجديد" إن "المؤتمر العام جاء في إطار التحضير لترشيح السيسي لفترة رئاسية ثانية". وخلال المؤتمر أكد رئيس الحزب أشرف رشاد، أن "الحزب سيقف خلف الرئيس السيسي خلال الانتخابات المقبلة بكل قوته، لصناعة المستقبل"، موجّهاً التحية للقوات المسلحة على "ما تقوم به من دور كبير في حماية الوطن". وأشار إلى أن "الحزب بصدد الإعداد لأكبر مؤتمر جماهيري، للإعلان عن دعم الرئيس لفترة رئاسة ثانية".

واتُهم الحزب بأنه تأسس على يد الاستخبارات الحربية حين كان السيسي وزيراً للدفاع. وكان الناشط السياسي وعضو حملة ترشيح السيسي السابق لرئاسة الجمهورية، حازم عبد العظيم، قد نشر شهادته حول الحزب، وأكد أنه تم تشكيله من قِبَل أجهزة الاستخبارات الحربية، قائلاً: "أحد مساعدي الرئيس في رئاسة الجمهورية قال لي بنفسه بالحرف إن حزب مستقبل وطن، والذي كان في الأصل جبهة مستقبل وطن، أسسته الاستخبارات الحربية ككيان شبابي لدعم الرئيس. ولا داعي للاندهاش من فوزه بهذا الكمّ من المقاعد في أول تجربة انتخابية". وبدا الأمر كأنه استعادة لما فعلته حركة "تمرد" من حراك شعبي مفتعل، لإطاحة الرئيس محمد مرسي، والتي تبعتها حملة أخرى تحت مسمى "كمّل جميلك" التي مهّدت لترشيح السيسي لانتخابات الرئاسة السابقة.