الحكومة اليمنية تثبّت سلطتها جنوباً: ضبط نشاط "القاعدة" و"داعش"

الحكومة اليمنية تثبّت سلطتها جنوباً: ضبط نشاط "القاعدة" و"داعش"

29 اغسطس 2016
كانت عدن ساحة لهجمات إرهابية وعمليات اغتيال(صالح العبيدي/فرانس برس)
+ الخط -
لا يكاد يمر يومان في الفترة الأخيرة، من دون أن تعلن السلطات المحلية في مدينة عدن والمحافظات المحيطة بها جنوبي اليمن، عن نجاحات أمنية ضد مسلحي تنظيمي "القاعدة" و"الدولة الإسلامية" (داعش)، بعد أن كان الانفلات الأمني والهجمات الإرهابية عنواناً متكرراً للأحداث في هذه المحافظات، منذ أكثر من عام، في حين بدأ تنظيم "القاعدة" هجمات ضد القوات الحكومية في أبين، بعدما كان قد انسحب منها التنظيم طوعاً.
وأفادت مصادر محلية في مدينة عدن لـ"العربي الجديد"، بأن الأسبوع الماضي شهد عمليات أمنية نوعية لقوات الأمن في المدينة، تمكنت خلالها من ضبط خلايا وعناصر مسؤولة عن الاغتيالات والهجمات الإرهابية، ومن ذلك القبض على من قالت الأجهزة الأمنية في عدن إنه المسؤول الأول عن الاغتيالات في تنظيم "القاعدة". كما أعلنت شرطة عدن أمس الأحد، القبض على خلية مكوّنة من تسعة مسلحين "كانت تخطط لتنفيذ عمليات إرهابية" في المحافظة.
ومن أبرز التطورات التي شهدتها عدن أخيراً، إعلان السلطات الأمنية القبض على قائد "الخلية الإرهابية" المسؤولة عن اغتيال عدد من أئمة المساجد والدعاة في عدن. وحسب بيان للشرطة،  قادت تحقيقات مع أفراد متهمين بالضلوع في الاغتيالات إلى وصول الوحدة الخاصة بمكافحة الإرهاب إلى موقع قائد الخلية، وضُبطت معه كاميرات التصوير مسجل عليها التفاصيل الكاملة لعمليات القتل والاغتيال التي نفذتها الخلية الإرهابية وأجهزة اتصالات حديثة وأخرى خاصة بعمليات التفجير عن بعد.
بالتزامن، أعلنت مصادر في شرطة عدن، عن تنفيذها عمليات نوعية نجحت خلالها في ضبط أفراد مشتبهين بالانتماء إلى تنظيم "داعش"، بينهم من وصفته بالمسؤول العسكري للتنظيم. وتشير المعلومات إلى أن أغلب النجاحات جاءت عقب معلومات حصلت عليها الشرطة من الأفراد والعناصر المتهمة بالعمليات الإرهابية، والتي كانت محتجزة لديها خلال التحقيقات.
وتأتي التطورات الأمنية في عدن بعد أن كانت المدينة ساحة لهجمات إرهابية وعمليات اغتيال استهدفت العشرات من القيادات العسكرية والأمنية، وقيادات في "المقاومة"، وصولاً إلى دعاة ورجال دين، وذلك منذ تحرير عدن، من مسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) والموالين للرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، في يوليو/تموز من العام الماضي، إذ كان الانفلات الأمني منذ أكثر من عام، أحد أبرز التحديات في المدينة.


وتترافق التحركات الأمنية، في عدن، مع عمليات أمنية وعسكرية جرت أخيراً في محافظة لحج البوابة الشمالية لمدينة عدن، واستهدفت مجموعات مرتبطة بتنظيمي "القاعدة" و"داعش"، في حين شهدت أبين انتشاراً للقوات الحكومية في أغلب مدن المحافظة، بعد أن كانت خارجة عن سلطة الدولة، ويسيطر عليها مسلحون محليون إلى جانب تنظيم "القاعدة" الذي انسحب طوعاً بعد وساطات محلية.
وفيما كانت مديرية المحفد آخر مناطق أبين، التي دخلت القوات الحكومية إليها منذ أيام، أفادت مصادر محلية في المديرية لـ"العربي الجديد" بأن مسلحي "القاعدة" نفذوا هجوماً على مواقع للقوات الحكومية مساء السبت، واشتبكوا معها بمختلف الأسلحة، في حادث قد يتكرر بمواقع مختلفة في الفترة المقبلة، مع النفوذ الذي يتمتع به مسلحو التنظيم في مناطق أبين والمحفد على وجه التحديد.
وتثير التطورات الأمنية جنوباً وما تحققه القوات الحكومية من تقدّم، على أكثر من صعيد، ضد مسلحي "القاعدة" و"داعش"، ردود فعل متباينة، بين من ينظر إليها كنجاحات للسلطات المحلية، وبين من يضع علامات استفهام ويربطها بإرادة سياسية تسعى لتخفيف الضغوط الدولية عن الحكومة، بسبب التدهور الأمني في تلك المحافظات، في حين كان واضحاً أن أغلب النجاحات في جانب الانتشار الأمني بأبين، ومناطق أخرى، لم تقترن بمعركة حقيقية خسر فيها مسلحو "القاعدة"، بقدر ما فضلوا الانسحاب إلى مناطق مختلفة.