درع الفرات: ردّ الاعتبار للجيش التركي وتعزيز لـ"السوري الحرّ"

درع الفرات: ردّ الاعتبار للجيش التركي وتعزيز لـ"السوري الحرّ"

إسطنبول

باسم دباغ

avata
باسم دباغ
24 اغسطس 2016
+ الخط -

نجحت، على ما يبدو، التحركات الدبلوماسية التركية الأخيرة، سواء على الصعيد الروسي أو الإيراني، أو زيادة التنسيق مع النظام السوري بفتح الطريق أمام القوات التركية للدخول إلى غرب الفرات، وبدء معركة تحرير جرابلس التابعة لمحافظة حلب، شمال سورية، من سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

وبدأت العمليات في الساعة الرابعة من فجر اليوم الأربعاء، بشنّ سلاح الجو التركي ضربات قوية على مواقع "داعش" في المدينة. وذلك بالتزامن مع القصف المدفعي العنيف، الذي قامت به الدبابات ومدافع "الهاوترز" التركية المرابطة على الحدود، بدعم من القوات الخاصة التركية ومجاميع "الجيش السوري الحر" التي تم نقلها من جيب أعزاز إلى منطقة كاركاميش التركية.

واستبقت العمليات الزيارة التي يقوم بها اليوم، نائب الرئيس الأميركي جو بايدن إلى أنقرة، وأيضاً بالتزامن مع وجود رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البرزاني، في العاصمة التركية، في رسالة واضحة إلى أن المعارك ليست ضد الأكراد بل ضد "داعش" ولوقف تمدد حزب "الاتحاد الديمقراطي" الجناح السوري "للعمال الكردستاني"، الذي يمثل العدو الأول للدولة التركية، وأيضاً للحزب "الديمقراطي الكردستاني" برئاسة البرزاني.

ويقود الجيش التركي العمليات بشكل مباشر، كما أن الأركان التركية أطلقت على المعارك اسم "درع الفرات"، إذ من المنتظر أن تقوم القوات الخاصة التركية بلعب الدور الأكبر في العمليات، بعد الخبرات التي اكتسبتها أثناء المعارك التي خاضتها ضد عناصر "العمال الكردستاني" في المدن والبلدات التركية ذات الغالبية الكردية، واستخدم خلالها "العمال الكردستاني" تكتيكات كتلك التي تعلّمها من "داعش".

كذلك تشرف قيادات الأركان التركية بشكل مباشر على سير المعركة، لأهميتها الكبيرة على عدد من المستويات، ويأتي على رأسها المستوى الداخلي، إذ يحتاج الجيش التركي لتحقيق انتصار سريع في المنطقة لاستعادة الثقة بالنفس بعد زعزعة الوضع الداخلي إثر المحاولة الانقلابية الفاشلة في منتصف يوليو/تموز الماضي.

أما على المستوى الخارجي، فإن النجاح في حسم المعركة بشكل سريع، سيهيئ الأرضية لمزيد من التدخل التركي وإعادة إحياء الخطط التركية القديمة في إقامة منطقة آمنة في سورية، قد تستخدم في وقت لاحق كقاعدة لإعادة بناء "الجيش السوري الحر" وتوسيع التدخل بالتعاون مع الدول العربية، والتوجّه نحو حوض الفرات وغرب جيب أعزاز والدفع بقوات "الاتحاد الديمقراطي" للتراجع نحو قواعدها في منطقة عفرين. ما يوسّع أيضاً الدور التركي في إعادة بناء الدولة السورية ما بعد الرئيس بشار الأسد.

وباستثناء بعض التوغلات التي قام بها الجيش التركي في شمال العراق لملاحقة عناصر "العمال الكردستاني"، تعتبر عملية تحرير جرابلس هي الأولى للجيش التركي خارج الحدود منذ بداية 2015 عندما قامت القوات المسلحة التركية بعملية سريعة لنقل ضريح سليمان شاه، جد مؤسس الدولة العثمانية، والذي كان محاصراً من قبل "داعش"، إذ نقل الضريح حينها إلى قرية أشمة على الحدود السورية.

ولا تبدو معركة جرابلس سهلة على الإطلاق، رغم وقوعها في منطقة سهلية، لأسباب عديدة أهمها أن "داعش" عمل خلال سنتين على تحصين المدينة من جميع الأطراف بشكل جيد للغاية سواء من ناحية زرع الألغام على الحدود التركية أو على ضفة الفرات الغربية، أم من ناحية حفر العديد من الأنفاق في المدينة لخوض معركة طويلة الأمد. كما يبدو انسحاب قوات التنظيم صعباً، في الوقت الذي تسيطر فيه قوات الاتحاد الديمقراطي على القرى الواقعة جنوب جرابلس.

وكشفت معركة جرابلس بدخول سلاح الجو التركي إلى الأجواء السورية، مدى التنسيق القائم بين موسكو وأنقرة، خاصة وأن سلاح الجو امتنع عن دخول الأجواء السورية منذ توتر العلاقات بين البلدين، إثر قيام سلاح الجو التركي بإسقاط مقاتلة روسية على الحدود التركية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.



ذات صلة

الصورة

سياسة

أثار اعتقال اللاعب الإسرئيلي ساغيف يحزقيل في تركيا أمس، ردود فعل غاضبة في إسرائيل، دفعت وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت لاتهام تركيا بأنها ذراع لحركة حماس.
الصورة

سياسة

كشفت وسائل إعلام تركية، اليوم الجمعة، تفاصيل إضافية حول خلية الموساد الموقوفة قبل أيام، مبينة أن هناك وحدة خاصة تابعة للموساد تشرف على "مكتب حماس في تل أبيب".
الصورة

سياسة

قال وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، اليوم الأحد، إن إرهابيين نفذا هجوما بقنبلة أمام مباني الوزارة في أنقرة، مضيفا أن أحدهما قتل في الانفجار بينما قامت السلطات هناك "بتحييد" الآخر.
الصورة

منوعات

أعلنت السلطات الأمنية التركية، الأربعاء، أنّها أوقفت 27 مديراً ومحرراً صحافياً لحسابات إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد "قيامهم بترويج خطابات تحريضية تحرّض على الحقد والكراهية في المجتمع".

المساهمون