بغداد تجاهلت استخدام سيارات كشف متفجرات تسلّمتها من واشنطن

بغداد تجاهلت استخدام سيارات كشف متفجرات تسلّمتها من واشنطن

08 يوليو 2016
السيارات وصلت هذا العام عبر ميناء أم قصر(العربي الجديد)
+ الخط -

 

سرّب ناشطون عراقيون، اليوم الجمعة، صوراً لسيارات كشف متفجرات سلّمتها واشنطن لبغداد مطلع العام الجاري، لكن الأخيرة لم تسخدمها وتركتها مركونة في مرآب تابع لقيادة عمليات بغداد، إلى جانب الكرخ من بغداد.

ووفقاً لما أكدته مصادر أمن عراقية، لـ"العربي الجديد"، فإن "السيارات من طراز "فورد" أميركية الصنع مخصصة للكشف عن المتفجرات والمواد الكيمياوية الخطرة التي تدخل في صناعة التفجيرات، ولها قدرة على الكشف عنها بمسافة تصل الى 50 متراً، وتوضع في نقاط التفتيش ومداخل المدن".

وبحسب المصادر، فإن "السيارات وصلت ضمن برنامج المساعدات العسكرية الأميركي لبغداد، وهي جاهزة للخدمة، وعددها 14 سيارة كشف متفجرات على عدد منافذ العاصمة من محاورها الأربعة والحواجز الرئيسة داخل العاصمة".

وفي السياق ذاته، أكد مصدر في مكتب وزير الداخلية العراقي المستقيل محمد الغبان لـ"العربي الجديد" أن "السيارات وصلت مطلع هذا العام عبر ميناء أم قصر في البصرة على الخليج العربي وتسلمتها وزارة الدفاع وركنت دون استخدام".

ولفت المصدر إلى أن "حجة عدم استخدام هذه السيارات أنها متطورة وتحتاج الى سقائف لحمايتها وهو ما يتطلب إنشاء حواجز تفتيش تحوي على مسقفات تدخل السيارات فيها وتُفحص عبر الجهاز ولم تكن هناك مخصصات كافية للقيام بذلك".

وقد وجهت قيادة عمليات بغداد بحفظ هذه السيارات إلى حين إرساء مشروع إنشاء نقاط تفتيش حديثة عند مداخل بغداد وإدخالها الخدمة بعد تدريب طواقم متخصصة لتشغيلها، وفق المصدر، والذي أوضح أن "الصور المسربة تظهر السيارات في حالة سيئة ومتروكة تحت أشعة الشمس والغبار بلا صيانة".

ويتوقع أن يؤدي الكشف عن هذا الملف إلى ضغوط إضافية على رئيس الوزراء حيدر العبادي المتهم أصلاً بضعف الأداء، وفشله في معالجة الفساد داخل المؤسسة العسكرية والأمنية في بغداد، واستشراء الرشوة التي اعتبرها سياسيون وبرلمانيون أنها مفتاح تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) للدخول إلى بغداد.


واشنطن سلمت بغداد عجلات كشف متفجرات والأخيرة لم تستخدمها 









وجاءت صور السيارات المسرّبة فيما لا يزال اعتداء الكرادة الدامي في بغداد، والذي أوقع أكثر من 500 قتيل وجريح بين المدنيين، أكثر من ثلثهم نساء وأطفال الأحد الماضي، متصدراً المشهد العراقي ككل، على الرغم من سخونة المعارك في المحور الشمالي والغربي من البلاد مع تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".