السعودية وإيران: استمرار جدل الحج والملفات الإقليمية

السعودية وإيران: استمرار جدل الحج والملفات الإقليمية

24 يوليو 2016
انتهت المفاوضات المتعلقة بحج الإيرانيين دون نتيجة(مروان نعماني/فرانس برس)
+ الخط -



عادت أزمة الحج لتطفو على مشهد العلاقات الدبلوماسية المتوترة بين الرياض وطهران، وذلك إلى جانب ملفات إقليمية أخرى لا تزال موضع جدل بين الطرفين.

وقال رئيس مؤسسة الحج الإيرانية، سعيد أوحدي، إنه لا يحق للمملكة العربية السعودية أن تعطي حصة الحجاج الإيرانيين لدول أخرى.

وتأتي هذه التصريحات بعدما انتهت المفاوضات بين الرياض وطهران والمتعلقة بحج الإيرانيين لهذا العام، دون التوصل لنتيجة تذكر، وكذلك بعد أن أعلنت مؤسسة الحج نفسها أنها لن ترسل حجاجها للمملكة هذا العام، عقب قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ أشهر.

وفي وقتٍ سابق، كانت وزارة الحج والعمرة السعودية، قد أكدت أنها "لم تمنع الحجاج الإيرانيين من أداء مناسك الحج هذا العام، وأن الحكومة الإيرانية هي من رفضت توقيع اتفاقية الحج السنوية، رغم كل التسهيلات التي قدمتها الرياض".

وبحسب الموقع الإلكتروني الإخباري التابع للمؤسسة الإيرانية، أضاف أوحدي أن "عدد الحجاج من كل بلد تعينه منظمة التعاون الإسلامي وعلى هذا الأساس، لا يحق للرياض أن تسمح لحجاج من دول أخرى بالقدوم بدلاً عن الإيرانيين"، واصفاً الأمر "بحق بلاده الشرعي، والذي ستطالب به إيران العام المقبل"، حسب قوله.

وفي العام الماضي، قتل نحو 2300 شخص، بينهم أكثر من 450 إيرانياً، في تدافع كبير في الحج، واتهمت طهران حينذاك الرياض بأنها "غير مؤهلة لتنظيم الحج".

وتوقع أوحدي ألا تمنح سفارات المملكة الموجودة في بلدان أخرى يقيم فيها إيرانيون الإذن لهم بالذهاب للحج أيضاً، قائلاً إنّ الرياض أصرّت على مواقفها ولم توافق على مطالب طهران، المتعلقة بمنح ضمانات لحفظ أمن الحجيج الإيرانيين.

وأوضح أنه في الحالات التي يكون فيها مشاكل بين دولة وأخرى، فإن كل بلد ينصح رعاياه بعدم السفر لذاك البلد، ومن هذا الباب وبسبب وجود مشكلات أمنية وأخرى تتعلق بتعقيدات الحصول على التأشيرات، علينا أن ننبه الإيرانيين المقيمين في الخارج، أنهم سيواجهون تحديات وصعوبات جمة، خاصة أنهم لا يستطيعون الحصول على تأشيرات إلكترونية.

من جهته، اعتبر رئيس مجلس الشورى الإسلامي، علي لاريجاني، خلال اجتماع مع أعضاء في لجان دينية من مدينة قم، أن "السعودية وبعض الدول الغربية تعمل على إثارة المشكلات لتقف بوجه تحقيق طهران لأهدافها بعد توصلها لاتفاقها النووي مع الغرب"، معتبراً أن تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، الأخيرة، التي ترمي للوقوف بوجه قدرة إيران الاقتصادية، تؤكّد على الأمر.

وفي سياقٍ متّصل، وبعد أن وجّه مسؤولون في الداخل الإيراني أصابع الاتهام للسعودية وذكروا أنّها "تدعم بالمال والسلاح مجموعات إرهابية وتحاول إدخالها إلى إيران لتنفيذ أعمال إرهابية وإثارة بلبلة"، قال نائب رئيس هيئة الأركان الإيرانية مسعود جزائري، إن "الإرهاب يهدد الجميع ويتجسد في تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وفي مجموعات تكفيرية سلفية، ومن جهة ثانية يتمثل في مجموعات معادية للثورة الإسلامية في إيران والمدعومة صهيونياً".

وقال إن المتهمين الرئيسين بالتخطيط لعمليات إرهابية في إيران والتي أعلنت الاستخبارات الإيرانية عن إحباطها، أخيراً، هما الرياض وباريس، وسبب اتهامه لفرنسا يعود لاستضافتها مؤتمراً لأعضاء منظمة "مجاهدي خلق" المعارضة للنظام الإيراني، قائلاً إنّ أخطاء فرنسا جسيمة حيث تتعرض لخطر الإرهاب بشكل مباشر، وتستضيف من يرتكبون أعمالاً إرهابية في مؤتمرات واجتماعات حضرها مسؤولون عرب وأجانب أيضاً، كما ذكر.



دلالات