بان: بصيص الأمل بدولة فلسطينية بدأ يتلاشى

بان: بصيص الأمل بدولة فلسطينية بدأ يتلاشى

28 يونيو 2016
شدّد عباس على أهمية دعم المبادرة الفرنسية (Getty)
+ الخط -
قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أمس الثلاثاء، إن "بصيص الأمل لدى العديد بدولة فلسطينية مستقلة بدأ يضمحل ويتلاشى، خاصة ضمن شريحة الشباب وتتابع موجات الاضطراب والعنف وتوسع المشروع الاستيطاني الإسرائيلي غير القانوني، وتقريبا مع مرور عقد من الانقسام الداخلي ما بين غزة والضفة الغربية، جميع هذه جاءت بعواقب وخيمة".


وتابع "أنا أدرك بأن العديد من الفلسطينيين الآن يشككون في قابلية التوصل لسلام سائد شامل وعادل ودائم مع إسرائيل، هم فقط يسمعون حديثا عن السلام وما يرونه هو العنف".

ولفت بان، في كلمة له خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مقر الرئاسة الفلسطينية برام الله، إلى أن الفلسطينيين ما زالوا يعيشون حياة محاطة بنقاط التفتيش والتصاريح والإغلاقات وعمليات الهدم والعراقيل والمنغصات الاقتصادية الشديدة، وفي مواجهة الموجة المتزايدة من أشكال المعاملة المهينة والاحتلال المذل الذي سيدخل قريباً عامه الخمسين.

وقال "لقد قدمت إلى المنطقة عدة مرات عندما تفجرت الأوضاع المتوترة إلى أعمال عنف وتصعيد ومع ذلك فإننا ندرك تماما أنه حتى في الأوقات التي سادها الهدوء ظاهريا، ما زال الفلسطينيون والإسرائيليون عالقين في حلقة مفرغة".

وأضاف: "أنا أعي أن الرئيس محمود عباس ما زال ملتزما ومتمسكا بمسيرة ومنهج اللاعنف، وأشجّع القيادة الفلسطينية على التصرف بعملية وفاعلية على أرض الواقع، وتحديدا اتخاذ تدابير مناهضة للتحريض من أجل إعادة بناء الثقة".

ولفت إلى أنه خلال اجتماعاته ولقاءاته مع عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، سمع العديد من الالتزامات بالسلام القائم على المفاوضات، وأنه قام بتذكيرهما بأن وقت العمل والتصرف الجاد قد مضى على وقت تحقيقه مدة طويلة.

وشجع مون عباس ونتنياهو على أن يترجما الالتزامات هذه إلى أفعال ملموسة من أجل تهيئة الظروف للرجوع إلى المفاوضات الهادفة ذات المغزى، وأن حل الدولتين هو الخيار الوحيد القابل للتطبيق من أجل التوصل للسلام الدائم والمستدام في المنطقة.

وتطرق الأمين العام إلى مقابلته أسرة الشهيد الطفل محمود بدران، (15 عاماً)، والذي قتل، الأسبوع الماضي، وقال عن حادثة استشهاده "إنها حادثة تطرح أسئلة حول مدى ملاءمة استخدام القوة، حيث إن استمرار العنف والإرهاب والتحريض نقيض لجهود تعزيز حل الدولتين القائم على المفاوضات".

وأشار بان إلى زيارته في وقت سابق اليوم إلى قطاع غزة، وأنه تأثر بشدة و"على نحو عميق مرة أخرى إزاء صمود أهل غزة رغم الحروب والمصائب الجمة". في حين أكد أن جهود الإعمار مشجعة نوعا ما، لكن يجب تسريعها وتوسيع نطاقها، ودعا الجهات المانحة للإيفاء بالتزاماتها.

وأكد أن الاستقرار طويل الأمد في غزّة، لا يمكن تحقيقه دون تحقيق إنجازين أساسيين؛ أولهما إعادة توحيد غزة والضفة الغربية تحت مظلة سلطة واحدة ديمقراطية وشرعية فلسطينية بناء ووفقا لمبادئ منظمة التحرير الفلسطينية، والثاني الرفع الكامل للإغلاق والحصار عن قطاع غزة تماشيا مع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1860، مع مراعاة مخاوف إسرائيل الأمنية المشروعة.

من جهته قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، "أيدينا دوماً ستبقى ممدودة للسلام، على أساس حل الدولتين على حدود 1967، ولكن المشكلة هي في استمرار الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي، وهما نقيضان للسلام المنشود".

وشدد عباس خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع بان، على أن "تطلع الفلسطينيين لإنهاء عقود من الظلم التاريخي وممارسة حقهم في تقرير المصير، عبر تطبيق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ومبدأ الأرض مقابل السلام، ومبادرة السلام العربية دون تعديل".

وتابع: "من يريد حل الدولتين عليه أن يتوقف عن خلق وقائع على الأرض، تجعله غير قابل للحل، الأمر الذي سيفاقم الصراع، ويزيد درجة فقدان الأمل والإحباط لدى الشعب الفلسطيني، ويعطي ذريعة لدعاة التطرف والإرهاب في منطقتنا والعالم".

من جهة أخرى، شدد الرئيس الفلسطيني على "أهمية دعم المبادرة الفرنسية، والجهود العربية، والأوروبية، والدولية، وجهود الرباعية الدولية، بما يؤدي إلى عقد المؤتمر الدولي للسلام قبل نهاية هذا العام، وضرورة وضع آلية ذات أسقف زمنية واضحة، لمدة المفاوضات ولتنفيذ ما يتفق عليه، وصولاً لتحقيق الاستقلال لدولة فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وحل قضايا الوضع النهائي كافة، وعلى رأسها قضية اللاجئين والأسرى".

وأضاف: "قد آن الأوان لحرية أكثر من سبعة آلاف أسير فلسطيني يقبعون في السجون الإسرائيلية"، مبدياً رفضه "الحلول الانتقالية، وكذلك الدولة ذات الحدود المؤقتة".

وأكد عباس على "المضي في الجهود الفلسطينية للانضمام للمزيد من المعاهدات الدولية، بحيث تساعد على تعزيز قدرات المؤسسات الفلسطينية وإرساء سيادة وسلطة القانون واحترام حقوق الإنسان وفق المعايير الدولية، وتركيز دعائم الدولة الفلسطينية في المحافل الدولية".

وثمن الرئيس جهود الأمين العام وطواقم الأمانة العامة، لإعداد الدراسة القانونية بشأن توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وأكد على أهمية تنفيذ خطوات عملية متعلقة بمسؤولية مجلس الأمن والأمانة العامة للأمم المتحدة في هذا الشأن.

وحول المصالحة الفلسطينية، أكد على "الجهود لتوحيد الشعب الفلسطيني والأرض الفلسطينية"، وقال إننا "مصممون على تحقيق الوحدة الوطنية والذهاب لانتخابات رئاسية وتشريعية في أقرب الآجال، هذا وإننا مستمرون في سعينا من أجل رفع الحصار عن شعبنا في قطاع غزة واستكمال إعادة إعماره وتعزيز بنيته التحتية، بما في ذلك مشروعات الكهرباء وتحلية المياه".