دبلوماسيون أميركيون يطالبون أوباما بضرب الأسد.. وروسيا تحذّر

دبلوماسيون أميركيون يطالبون أوباما بضرب الأسد.. وروسيا تحذّر

17 يونيو 2016
الدبلوماسيون من موظفي وزارة الخارجية (Getty)
+ الخط -

وقع أكثر من 50 دبلوماسياً في وزارة الخارجية الأميركية عريضة داخلية تنتقد بشدة سياسة إدارة بارك أوباما في سورية، وتدعو إلى تنفيذ ضربات عسكرية ضد نظام الرئيس بشار الأسد، فيما حذرت روسيا من هذه الخطوة مدعيةً بأن محاولة إسقاط الأسد عسكرياً قد تغرق منطقة الشرق الأوسط بأسرها في الفوضى.

وأعرب السكرتير الصحافي للرئيس الروسي، دميتري بيسكوف، عن قناعته بأن محاولة إسقاط الأسد، عسكرياً، قد تغرق منطقة الشرق الأوسط بأسرها في الفوضى، وذلك في إشارة إلى مذكرة الدبلوماسيين الأميركيين التي تدعو إلى شنّ ضربات على قوات النظام السوري.

وقال بيسكوف، في تصريحات صحافية، إن "القضاء على نظام أو آخر لن يسهم على الأرجح في مواصلة مكافحة الإرهاب بنجاح. قد يغرق ذلك المنطقة في الفوضى التامة".

وأضاف: "ليست لدينا معلومات موثوقة حول ذلك (أي المذكرة)، بل هناك فقط أنباء في وسائل إعلام".

وكشف عن وجود العريضة مسؤول في الخارجية الأميركية سرب نسخة منها إلى صحيفة "نيويورك تايمز"، حسبما أوردته الصحيفة، اليوم الجمعة.

وجاء في العريضة أن أعمال العنف تعيق نجاح السياسة الأميركية في سورية، وبأن الحاجة أصبحت ملحة إلى "استخدام حكيم للقوة بما فيها الضربات الجوية، بصورة تؤدي إلى دعم العملية السياسية وانخراط أكبر للولايات المتحدة فيها".

كيري يدعم المبادرة

من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، إن المذكرة الداخلية بشأن سورية "إعلان مهم" سيبحثه حين يعود إلى واشنطن.

وقال كيري لوكالة "رويترز"، خلال زيارة لكوبنهاغن، "إنه إعلان مهم، وأنا أحترم العملية جداً جداً. ستتاح لي... فرصة للاجتماع مع الناس حين أعود". وأضاف أنّه لم يطلع على المذكرة بنفسه.

من جهته، اعتبر مارك لاندر المحرر في "نيويورك تايمز" أن "هذه الخطوة من شأنها أن تمثل تحولاً جذرياً في نهج الولايات المتحدة تجاه النظام السوري، لكن لاندر أشار إلى عدم وجود ما يدل إلى أن ذلك يمكن أن يتم خلال الأشهر القليلة المتبقية من فترة (الرئيس باراك) أوباما"، لافتاً إلى أن الإدارة الحالية تفضل أن تقتصر جهود حملتها العسكرية على استهداف تنظيم الدولة الإسلامية وليس نظام الأسد.

واعترفت وزارة الخارجية الأميركية، مساء الخميس، بوجود "برقية (دبلوماسية) أعدتها مجموعة من موظفي الوزارة تتعلق بالوضع في سورية".

ورفض المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي، كشف المضمون الدقيق لهذه المذكرة الدبلوماسية. لكن صحيفتي "وول ستريت جورنال" و"نيويورك تايمز" أكدتا أن المذكرة تطلب صراحة شن ضربات عسكرية أميركية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

واكتفى كيربي بالقول "نحن ما زلنا ندرس هذه المذكرة التي صدرت قبل وقت قصير جداً".

وأضافت صحيفة "نيويورك تايمز" أن موقعي المذكرة يعتبرون أن "المنطق الأخلاقي للتحرك من أجل وقف المجازر ومقتل الآلاف في سورية بعد خمس سنوات من حرب رهيبة، واضح وغير قابل للجدل".

وتابعت أن المسؤولين الأميركيين ينتقدون في مذكرتهم "الوضع القائم في سورية الذي ما زال يؤدي إلى أوضاع كارثية أكثر فأكثر في المجال الإنساني وعلى الصعيد الدبلوماسي والإرهاب".

وأثارت استراتيجية أوباما حيال النزاع السوري جدلاً كبيراً في السياسة الخارجية لولايتيه الرئاسيتين.

وأوباما الذي انتخب في 2008 ومُنح جائزة نوبل للسلام في العام التالي، من القادة الديمقراطيين المشككين في النزعة التدخلية العسكرية. وقد حاول إخراج الولايات المتحدة من حربين بدأتا في عهد سلفه جورج بوش الابن في العراق وأفغانستان.

وأعلن أوباما المتحفظ جداً في خوض نزاع جديد في الشرق الأوسط، صيف 2013 في اللحظة الأخيرة تخليه عن قصف بنى تحتية للنظام السوري على الرغم من اتهامات للجيش السوري باستخدام أسلحة كيميائية ضد مدنيين في أغسطس/آب من تلك السنة.

المساهمون