تجدد معارك "زعامة" الغوطة بين المعارضة السورية.. والنظام يستفيد

تجدد معارك "زعامة" الغوطة بين المعارضة السورية.. والنظام يستفيد

07 مايو 2016
المعارك بين فصائل المعارضة تخدم النظام (Getty)
+ الخط -
تجددت المعارك اليوم، في الغوطة الشرقية بريف دمشق، بين "جيش الإسلام" من جهة و"فيلق الرحمن" و"جيش الفسطاط" من جهة ثانية، بحيث سيطر "جيش الإسلام" في عملية عسكرية واسعة بدأها فجر اليوم، على بلدتي مسراباً ومديراً، بينما تتواصل المعارك العنيفة في بقية المناطق، وذلك بعد انهيار المحادثات بشأن التوصل إلى هدنة بين الجانبين. 

وقال ناشطون إن "جيش الإسلام" استخدم الدبابات والعربات المصفحة في هجومه الواسع، وإن قتلى وجرحى سقطوا من الجانبين في بلدة مسرابا التي يسيطر عليها "جيش الفسطاط" والواقعة بين مدينتي دوما وحرستا.

وأكد الناشط المقرب من "جيش الإسلام" أبو الخير سلام لـ"العربي الجديد" أن "الجيش بدأ باقتحام مزارع بسطرة والخمس في حرستا، فيما توجهت وحدات أخرى نحو بلدة حمورية، وسط معارك عنيفة".

وأضاف أنه تمت "إعادة مقرات المؤسسات والهيئات والممتلكات إلى أصحابها في مسرابا ومديرا، كما تم إطلاق سراح المعتقلين من الجيش الموجودين عند جيش الفسطاط" مشيراً إلى أن "فيلق الرحمن" و"جيش الفسطاط" عمدوا أمس إلى اعتقال كل من يثبت انتمائه لـ"جيش الإسلام على حواجزهم في بلدة مسرابا، ومناطق أخرى.

وكان الجانبان قد توصلا قبل أيام إلى اتفاق لوقف الاقتتال والخضوع لمحكمة شرعية، وذلك بعد أسبوع من الاقتحامات المتبادلة للمقرات العسكرية والمعارك في عدة محاور بالغوطة، على خلفية اتهامات وجهها "فيلق الرحمن" إلى "جيش الإسلام"، بعدم التعاون مع اللجنة القضائية في ما يخص التحقيق بحادثة اغتيال الشيخ طيفور.


لكن "فيلق الرحمن" قال في بيان له أمس إنه لم يتم التوصل حتى الآن لاتفاق موقع مع قيادة "جيش الإسلام" أو أي مبادرة أو حتى مسودة من أي جهة ليتم مناقشتها بهدف وقف القتال بين الطرفين في الغوطة الشرقية، متهماً جيش الإسلام بحشد قواته.


وقال الناطق باسم "جيش الإسلام" حمزة بيرقدار في تغريدة له على موقع "توتير" إنه "رغم ادعاء الفصائل الباغية التزام وقف إطلاق النار، فقد هاجمت مقرات المجاهدين في بلدة أوتايا" واتهم "فيلق الرحمن" و"جيش الفسطاط" بعرقلة وصول المؤازرات لمقاتلي "جيش الإسلام" في مواجهة قوات النظام جنوبي الغوطة ونحو منطقة المرج.

كما اتهم حمزة "جيش الفسطاط" بسحب من جميع نقاطه في المرج ودفعها إلى بلدة بيت نايم والمحمدية ليحاصر جنوب الغوطة بشكل كامل ويستهدف المؤازرات القادمة إليها حسب تعبيره.

من جهته، اتهم المتحدث الرسمي باسم "فيلق الرحمن"، وائل علوان، "جيش الإسلام"، بأنه يقود الغوطة الشرقية إلى بحر من الدماء، وحمّل قائده تحديداً (أبوهمام البويضاني) وقياداته مسؤولية "مصير الغوطة وجميع القتلى المدنيين الذين سقطوا، والخوف والروع الذي بثه في صفوف جميع أهالي الغوطة".

وأوضح أنه سقط نتيجة المعارك عشرات القتلى معظمهم من المدنيين، "إذ لم تفرق قذائف الدبابات والمضادات بين نقطة عسكرية ومنزل ومسجد" بحسب تعبيره.

والخلاف الراهن بين الجانبين كانت ذريعته بناء إدارياً أصبح تابعاً لـ"فيلق الرحمن" في مدينة عربين، بعد اندماج الاتحاد الإسلامي داخل الفيلق، إلا أن "جيش الإسلام" رفض تولي الفيلق إدارة هذا المبنى وأراد السيطرة عليه، وتبع ذلك تحشيدات بين الجانبين في أكثر من بلدة ونصب حواجز عسكرية للتدقيق على عناصر الطرف الآخر.

كما تفاقم الخلاف بعد قيام القضاء الموحد برفع مذكرة لاعتقال أفراد الخلية المتهمة بتنفيذ محاولة اغتيال أبرز مشايخ "الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام"، فرفض جيش الإسلام تسليم المتهمين، الأمر الذي أدى إلى اندلاع اشتباكات بين مسلحي "جيش الإسلام" من جهة و"فيلق الرحمن" وفصائل ساندته من جهة أخرى.