النهضة التونسية تعقد مؤتمرها العاشر:فصل الدعوي عن السياسي

النهضة التونسية تعقد مؤتمرها العاشر:فصل الدعوي عن السياسي

20 مايو 2016
الحركة تسعى لفصل الدعوي عن السياسي (الأناضول)
+ الخط -

يفتتح عصر اليوم الجمعة، المؤتمر العاشر لحركة النهضة التونسية، بالقاعة الأولمبية في المدينة الرياضية رادس، ضاحية العاصمة، لتتواصل أشغال المؤتمر بعد ذلك في مدينة الحمامات السياحية، وينتظر أن يشهد مشاركة عدد كبير من ضيوف النهضة من داخل تونس وخارجها، ومشاركة 1200 شخص، ومئات الصحافيين.


ويشكل المؤتمر العاشر تحديات بالجملة لحركة النهضة، على مستوى التنظيم والمضامين، إذ يعتبر الأضخم عددا بعد الثورة التونسية، بين المشاركين والمؤتمرين والضيوف، وسيتم اعتماد التصويت الإلكتروني في تجربة هي الأولى في تونس.

غير أن مضمون المؤتمر وقضاياه المطروحة للحسم، تشكل لحظة تاريخية فارقة في مسار الحركة، وفي انعكاسها على الصعيدين الوطني والإقليمي.

وسيبحث المؤتمر في عدة خيارات سياسية وهيكلية واستراتيجية، وسيكون على المؤتمرين تحديد موقفهم من قضايا الإسلام السياسي، وفصل العمل السياسي عن الدعوي، والتخلي نهائيا عنه لفائدة المجتمع المدني، بالإضافة إلى تنظيم الحزب هيكليا، وتحديد سلطات رئيس الحركة من خلال تمكينه من تعيين أعضاء مكتبه التنفيذي أو انتخابهم، وتغيير اسم مجلس الشورى والمكتب التنفيذي، بالإضافة إلى انتخاب الرئيس نفسه.

وبالرغم من أن الأمر محسوم لفائدة زعيم الحركة راشد الغنوشي، فإن النسبة التي سيتم انتخابه بها ستعكس بالتأكيد مدى رواج أفكاره الجديدة بين قواعد حزبه وقياداته الوسطى.

وسيكون متاحا أمام بعض التيارات التي لا تتوافق مع كل خيارات وقرارات الغنوشي، أن توجه انتقاداتها لأداء القيادة خلال السنوات الخمس الماضية التي شهدت اختبارات متعددة للحركة، من بينها تقييم أداء الحكم والتحالفات السياسية الماضية والآتية، وشكل المشاركة في الحكومة، وغيرها من القضايا التي تثير جدلا داخل النهضة.

وتنادي أصوات من النهضة بضرورة تجديد نخبتها وإبراز قيادات جديدة يمكنها أن تساهم في صياغة قرارات الحركة، وسط انتقادات بسيطرة القيادة المركزية، وبرغم أن هذه الأصوات تبقى أقلية داخل النهضة، بسبب قدرة الغنوشي على الإقناع بجدوى خياراته، إلا أنها تعكس تنوعا في الأصوات واختلافات حقيقية داخل هذا الحزب، تنبئ بأن المؤتمر سيكون ساخنا جدا.

وجاء تصريح الغنوشي أمس الخميس لصحيفة "لوموند" الفرنسية، ليمهد لنقاشات ساخنة جدا حول هوية الحزب، إذ أعلن خروج النهضة من الإسلام السياسي، إلى الديمقراطية المسلمة، مضيفا "لا نعرّف أنفسنا بأننا جزء من الإسلام السياسي".

وشدّد الغنوشي على أن النهضة حزب سياسي، ديمقراطي ومدني، له مرجعية قيم حضارية مُسْلمة وحداثية، وأعاد التأكيد على "أن يكون النشاط الديني مستقلا تماما عن النشاط السياسي... وهذا أمر جيد للسياسيين لأنهم لن يكونوا مستقبلا متهمين بتوظيف الدين لغايات سياسية. وهو جيد أيضا للدين حتى لا يكون رهين السياسة وموظفا من قبل السياسيين".

ورغم أن تصريح الغنوشي لم يقدّم جديدا على توجه النهضة، إلا أن استعماله مصطلح الخروج من الإسلام السياسي، قد يزيد من مخاوف محافظي الحركة حول فقدان الحركة لهويتها، وربما لجزء من قواعدها، وسط انتقادات بالرضوخ للضغوطات المحلية والدولية.

غير أن القناعة حاصلة في مراحل إعداد المؤتمر لدى جزء كبير من قواعد النهضة بضرورة توضيح موقفها من التّماس والضبابية الكبيرة بين الدين والعمل السياسي.