مباحثات أمير قطر والرئيس التونسي: قضايا سياسية ودعم اقتصادي

مباحثات أمير قطر والرئيس التونسي: قضايا سياسية ودعم اقتصادي

19 مايو 2016
أكد أمير قطر عمق العلاقات بين البلدين(فايز نورالدين/فرانس برس)
+ الخط -
تخطو العلاقات بين قطر وتونس خطوات كبيرة إلى الأمام، بالإعلان عن مبادرة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، خلال استقباله الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، في الدوحة أمس الأربعاء، لتنظيم مؤتمر دولي لدعم الاقتصاد التونسي، وهي المبادرة التي ثمّنها الرئيس التونسي، مشيداً بوقوف دولة قطر الدائم والمتجدد إلى جانب تونس، ومتطلعاً إلى مزيد من تدعيم التعاون الثنائي بين البلدين.
وعقد أمير قطر والرئيس التونسي، أمس مباحثات رسمية، جرى خلالها استعراض العلاقات بين البلدين، والسبل الكفيلة بدعمها وتطويرها في مختلف المجالات، ولا سيما الاقتصادية والاستثمارية منها. وذكرت وكالة الأنباء القطرية الرسمية "قنا"، أن أمير قطر والسبسي بحثا مجمل التطورات والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، وتبادلا وجهات النظر حيالها.
وأفاد الموقع الرسمي للرئاسة التونسية على موقع "فيسبوك"، بأنه جرى البحث في مجالات التعاون الثنائي على مختلف الأصعدة، كما تناولت المباحثات عدداً من القضايا ذات الاهتمام المشترك، لا سيما تطورات الأحداث في المنطقة، خصوصاً الوضع الليبي.
وبحسب موقع الرئاسة التونسية، فقد أكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، عمق العلاقات القطرية-التونسية، وأشاد بحكمة القيادة التونسية في إنجاح المسار الانتقالي الفريد من نوعه في الوطن العربي، مجدداً عزم قطر على مواصلة دعم التجربة التونسية في كل المجالات، ومعاضدة جهود الدولة التونسية في التنمية والتشغيل.


وتُعدّ زيارة الرئيس التونسي إلى قطر، والتي تأتي بدعوة رسمية من أمير قطر، وتستمر ثلاثة أيام، الأولى له منذ توليه السلطة في تونس. وسبق للسبسي أن قام منذ وصوله للرئاسة قبل سنة وخمسة أشهر، بجولتين في الخليج، شملت الأولى المملكة العربية السعودية، وخصصت الثانية لدولتي الكويت والبحرين.
وشهدت العلاقات القطرية-التونسية تطوراً ملحوظاً على المستويات كافة، عقب انطلاق الثورة التونسية، إذ تعدّ قطر من الدول الأكثر دعماً لتونس في فترتها الانتقالية على الصعيدين السياسي والاقتصادي، فقد حلّت في المرتبة الثانية دولياً والأولى عربياً في الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
وبلغ حجم الاستثمارات القطرية داخل تونس نحو 2.1 مليار دينار، ما يعادل مليار دولار في عام 2014، أي حوالى 13 في المائة من جملة الاستثمارات الأجنبية المباشرة، بينما بلغت المبادلات التجارية بين البلدين حوالي 40 مليون دينار تونسي، ما يعادل 20 مليون دولار خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي. وتشمل الاستثمارات القطرية في تونس القطاعات السياحية والعقارات والاتصالات، إذ يجرى تنفيذ مشروع سياحي قطري في مدينة توزر، إضافة إلى مساهمة قطر في بناء 30 ألف مسكن موجّهة إلى المناطق الأكثر احتياجاً، فضلاً عن ذلك تعدّ شركة "اتصالات قطر" (أوريدو) المشغل الأكبر للاتصالات في تونس.
وقدمت قطر وديعة للبنك المركزي التونسي بقيمة 500 مليون دولار، لدعم احتياطاته من العملة الأجنبية، كما جرى إطلاق صندوق الصداقة القطري للشعب التونسي في عام 2013، والذي قدّم هبة بقيمة 79 مليون دولار وساهم في خلق 4300 فرصة عمل في تونس. وفي مارس/آذار الماضي، أعلنت شركة "الديار" القطرية البدء في الأعمال الإنشائية لمشروعها السياحي الكبير في منطقة توزر في الجنوب التونسي، بحجم استثمارات يبلغ 100 مليون دولار، ويتضمن بناء منتجعات صحراوية عدة وفنادق فاخرة، ويتوقع الانتهاء منه خلال ثلاث سنوات.