السفارة السورية ببغداد... "دكانة" آل الدندح للتجارة وتسهيل المعاملات

السفارة السورية ببغداد... "دكانة" آل الدندح للتجارة وتسهيل المعاملات

03 مارس 2016
حي المنصور حيث مبنى السفارة السورية(وسام سامي/فرانس برس)
+ الخط -
سجّلت زوجة السفير السوري في بغداد صطام جدعان الدندح، المعروفة بـ"أم محمد"، سبقاً تاريخياً في كونها أوّل زوجة سفير تمتهن بيع الملابس والأطعمة والمشغولات السورية اليدوية في منزلها المجاور لمبنى السفارة السورية بحي المنصور في بغداد. فيما يتخصّص شقيقها، علي الدندح بتسهيل معاملات التعيين في الوزارات العراقية للخريجين الجامعيين وفقاً لما يكشفه عضو بارز في لجنة النزاهة العراقية في البرلمان العراقي. ويشير الأخير إلى أن معلومات قدّمها مواطنون ومصادر وزارية تؤكد تورُّط زوجة السفير "أم محمد" مع شقيقها بأعمال تجارية وتسهيل معاملات حكومية بشكل غير رسمي بالاعتماد على علاقة زوجها السفير الدندح مع المسؤولين العراقيين، وخصوصاً التابعين للتحالف الوطني الحاكم، على حدّ تعبيره.

ووفقاً لعضو اللجنة الذي تحدث لـ"العربي الجديد"، فإن زوجة السفير تقوم ببيع ملابس على مختلف أنواعها، ومشغولات يدوية، وحليّ، وعطور وصولاً إلى بعض المأكولات الشامية الجاهزة من منزلها، والتي تجلبها من دمشق باستمرار، مستغلة الخدمة الجوية الدبلوماسية بين الدول. ويوضح المصدر البرلماني ذاته، أنّه "من المفروض أن تكون الخدمة الدبلوماسية مقتصرة على عمل السفارة وأمورها الخاصة بنشاطها اليومي"، مبيّناً أن "تلك المواد تدخل من دون جمارك أو فحص من قبل السلطات العراقية، وتصل عبر الخطوط الجوية السورية وليس العراقية".

ويضيف أنّ "شقيق زوجة السفير وهو موظف في السفارة، يقوم باستغلال عمله في الترويج لطلبات التعيين لشبان عراقيين في وزارات مثل الداخلية، والتعليم العالي، والنفط، والخارجية مقابل مبالغ مالية تصل لغاية 8 آلاف دولار"، لافتاً إلى أنّه "تم التأكد من ذلك من خلال التواصل مع سكان محليين في الحي حيث يقع منزل السفير". وأكد السكان أنّ أم محمد تعمل على الطلب في كثير من الأحيان، بمعنى أن تقوم النساء بطلب بضاعة معينة من سورية كأن تكون ملابس أو حليّا أو عطورا، وأعشابا تعرف في العراق بالزهورات الشامية، وتجلبها بعد يومين أو ثلاثة لهم".

ويتابع عضو اللجنة البرلمانية أن "انهيار العملة السورية وتراجع قيمتها شجّع العراقيين على الإقبال على شراء البضائع بسبب رخص ثمنها. إلّا أن إغلاق الحدود بين البلدين بفعل سيطرة تنظيم داعش، حال دون ذلك، فكانت زوجة السفير أفضل من يوفر تلك البضائع وبأسعار جيدة على الرغم من الأرباح التي تحصل عليها"، بحسب المصدر ذاته.

وتواصلت "العربي الجديد" مع وزارة الخارجية للتأكد من قانونية نشاط زوجة السفير السوري وشقيقها في بغداد، فجاء الردّ من أحد مسؤولي دائرة العلاقات في الوزارة ببغداد، حسين المالكي أنّ هذا الأمر "جزء من حياة السفير الشخصية ويتعلق بأسرته".

ولأسباب أمنية تمنع قوات الأمن العراقية التصوير في محيط السفارة أو منزل السفير السوري في شارع الأميرات ببغداد. وتسمح فقط لسكان الشارع بالدخول إلى منازلهم من خلال نقطة تفتيش عند بداية الشارع تم وضعها منذ سنوات. إلّا أن أحد سكان الشارع قال لـ"العربي الجديد"، إن "منزل السفير تحوّل إلى دكانة تديرها زوجته أم محمد". ويضيف أنّ عدداً كبيراً من الجيران غادروا المنطقة بسبب الإجراءات الأمنية التي تحيط بالمنزل خوفاً من استهدافهم، فضلاً عن نشاط الزوجة التجاري وأصدقاء شقيق زوجة السفير وغالبيتهم عراقيون، إذ أفقدوا الشارع هدوءه وخصوصيته"، وفقاً لقوله.

اقرأ أيضاً: عودة الحرارة إلى خط دمشق ـ بغداد

دلالات