عودة لقاءات مسقط على وقع اقتراب جديد من صنعاء

عودة لقاءات مسقط على وقع اقتراب جديد من صنعاء

03 فبراير 2016
يطالب ولد الشيخ بإبقاء النقاشات بين المعنيّين(محمد حويس/فرانس برس)
+ الخط -
تكشف مصادر سياسية يمنية لـ"العربي الجديد" عن جهود دبلوماسية ولقاءات غير معلنة تجري في العاصمة العُمانية مسقط، بهدف الدفع بتحضيرات محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة بين الحكومة اليمنية الشرعية والانقلابيين، إلى الأمام. ويتزامن ذلك، مع تقدّم ملحوظ للقوات الشرعية ميدانياً شرق العاصمة صنعاء، ومحافظة الجوف المحاذية لمعاقل الحوثيين في صعدة.

وتشير هذه المصادر إلى أنّ الجهود تأتي متزامنة أيضاً مع زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى مسقط، بحضور ممثلين عن الحوثيين غادروا العاصمة صنعاء من دون إعلان من "الجماعة"، في وقت لم يتسن التأكد فيه عما إذا كان موفدون من حزب "المؤتمر الوطني" الذي يترأسه الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح قد حضروا اللقاءات أم لا.

ووفقاً للمصادر نفسها شهدت مسقط لقاءات مع دبلوماسيين غربيين معنيّين، وسط أنباء عن لقاء ضمّ ممثلين عن الحوثيين بمسؤولين سعوديين، على غرار لقاءات سابقة عُقدت في مسقط بحضور ممثلين عن الولايات المتحدة وعُمان، كشفت عنها رسالة مسرّبة للمبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أوائل سبتمبر/أيلول العام الماضي.

ويشدد الجانب الأممي ممثلاً بالمبعوث الخاص، على مختلف الأطراف اليمنية أثناء اللقاءات التي يجريها، على ضرورة أن تبقى تفاصيل النقاشات بعيدة عن وسائل الإعلام، وفقاً لمصادر مقربة من الحكومة وأخرى من الحوثيين. وجاءت هذه التطورات بالتزامن مع زيارة الأمين العام للأمم إلى المتحدة إلى مسقط، أوّل من أمس الإثنين، إذ التقى وزير الخارجية العُماني، يوسف بن علوي، وناقش جهود السلام في المنطقة. ولا يُستبعد عقد لقاءات مع ممثلين عن الأطراف اليمنية المعنية بمحادثات السلام، أو مع الأطراف الإقليمية والدولية المعنية، بحسب المصادر الحكومية.

وفشلت الأمم المتحدة بعقد جولة من محادثات السلام بين الحكومة الشرعية والانقلابيين، كان من المقرر أن تُعقد في منتصف يناير/كانون الثاني الماضي، وتأجلت إلى موعد مجهول بعد الاشتراطات التي يضعها الطرفان، إذ يطالب الحوثيون بوقف شامل للحرب قبل أي محادثات، بينما تطالب الحكومة بتنفيذ إجراءات لبناء الثقة والالتزام بقرار مجلس الأمن 2216 كشرط للسلام.

على صعيد آخر، شهد اليمن تطورات ميدانية متسارعة في الفترة الأخيرة، من شأنها أن تدفع الحوثيين وحلفاءهم الموالين لصالح إلى تقديم المزيد من التنازلات، وخصوصاً بعد وصول قوات من "المقاومة الشعبية" والجيش الموالي للشرعية إلى الأطراف الشرقية لصنعاء وسيطرتها على منطقة استراتيجية، بالتزامن مع مواصلتها التقدم في محافظة الجوف، المحاذية لمعاقل الحوثيين في صعدة.

وأوضحت مصادر ميدانية من المقاومة، لـ"العربي الجديد"، أنّ قوات الجيش الموالي للشرعية إلى جانب "المقاومة"، سيطروا على المزيد من المواقع في منطقة فرضة نِهم، شرق العاصمة، على الحدود مع محافظة مأرب، بعد اشتباكات عنيفة مع الحوثيين. وسقط 7 قتلى في صفوف الجيش اليمني و"المقاومة"، و10 قتلى من الحوثيين وحلفائهم، وأسرت "المقاومة" 7 منهم في معارك السيطرة على قرية ملح في مديرية نهم. وتعتبر منطقة فرضة نِهم بمثابة أهم منطقة جبلية على طريق المدخل الشرقي للعاصمة، وتدور فيها معارك، منذ منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، غير أنها اشتدت في الأيام الأخيرة وحققت خلالها القوات الموالية للشرعية تقدّماً مهماً.

إلى ذلك، اندلعت اشتباكات مسلحة بين طواقم أمنية ومسلحين في المنصورة بعدن، استخدمت فيها أسلحة متوسطة وخفيفة. ويقول شهود عيان لـ"العربي الجديد"، إن الاشتباكات اندلعت عقب هجوم نفّذه مسلحون يعتقد أنهم من تنظيم "القاعدة"، على نقطة كالتكس التي نصبت فيها قوات الأمن إحدى نقاطها، في إطار خطة الانتشار الثانية في مديريات عدن. وبحسب هؤلاء الشهود، انتشر مسلحون ملثمون في الأزقة المؤدية إلى جولة كالتكس، الرابطة بين المنصورة وخور مكسر، عند مدخل الخط البحري. كما شنّ مسلحون، أمس الثلاثاء، هجوماً على بوابة ميناء عدن الشمالية، حيث دارت اشتباكات مع حراسة الميناء، والتي تمكّنت من صدّهم.

اقرأ أيضاً اليمن:المقاومة تتقدم شرق صنعاء و"القاعدة" يسيطر على بلدة بشبوة

المساهمون