قضية ريجيني... الأجهزة الإيطالية رصدت نقله لقسم شرطة الأزبكية

قضية ريجيني... الأجهزة الإيطالية رصدت نقله لقسم شرطة الأزبكية

17 فبراير 2016
سمعة جهاز الأمن المصري في أوروبا باتت بالغة السوء(Getty)
+ الخط -
تنفي مصادر مصرية شديدة القُرب من الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، الذي عثرت السلطات المصرية على جثمانه وعليه آثار تعذيب مطلع فبراير/ شباط الجاري بعد اختفائه يوم 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، أن يكون الطالب قد تورّط في بيع معلومات لأجهزة استخبارات بشأن موضوع رسالة الماجستير الخاصة به والمتعلقة بملف الحركات العمالية في مصر. وتؤكد المصادر، التي كانت تربطها علاقة وطيدة بريجيني، أن هذه المعلومات يتم تسريبها بعد افتضاح أمر الأجهزة الأمنية المصرية، مشيرة إلى أنه توجد معلومة مؤكدة لدى أجهزة البحث والتحقيق الإيطالية تفيد بأن ريجيني كان قد وصل إلى قسم شرطة الأزبكية، يوم 25 يناير/ كانون الثاني الماضي عقب إلقاء القبض عليه من منطقة وسط البلد، قبل أن تنقطع أخباره تماماً لتظهر جثته بعد ذلك.
بدورها، تنفي عضو هيئة التدريس في جامعة كامبريدج، المشرفة على رسالة ريجيني، مها عبد الرحمن، أن تكون الجامعة قد قامت بتسريب أي أجزاء أو معلومات من رسالته لأجهزة استخبارات كما روّجت تقارير إعلامية وصفتها بـ"المشبوهة".

اقرأ أيضاً: تداعيات مقتل ريجيني تهزّ مكانة مصر بتحالف حرب ليبيا 

ووفقاً للمصادر، فإن الرسالة البحثية التي كان يعمل ريجيني على الانتهاء منها لم تكن ترتبط بأمور سرية في ما يتعلق بالحركات العمالية ودورها في الحراك السياسي، مؤكدة أنّ كل نشاطه كان علنياً، وكان يحضر مؤتمرات معلنة وتنقلها وسائل الإعلام. كما أنه لم يكن يلتقي قيادات عمالية بشكل مباشر، وأن معظم المعلومات التي كان يوردها في تقريره كانت نقلاً عن صحافيين مصريين يقومون بتغطية ملف العمال بعدد من وسائل الإعلام المصرية.

في موازاة ذلك، تشدد المصادر، التي كانت على اتصال بريجيني قبل وقت قصير من اختفائه، على أن أجهزة البحث والتحقيق الإيطالية تأكدت بشكل تام أن جهازاً أمنياً مصرياً هو المسؤول عن مقتل الطالب، مشيرة إلى أنها في مرحلة توثيق الاتهام للوصول إلى السبب الذي دفع إلى تعذيبه بهذا الشكل البشع، على حد تعبير المصادر. وتلفت إلى أن هناك شاباً مصرياً يرغب في توظيف قضية ريجيني للحصول على لجوء سياسي لإيطاليا يتواصل مع صحف إيطالية أخيراً ويقوم بدسّ معلومات مغلوطة.
كذلك توضح المصادر، نقلاً عن أسرة ريجيني، أن "أجهزة التحقيق الإيطالية طالبت في البداية الجانبَ المصري بالكشف عن كافة ملابسات القضية بدعوى أن أجهزة الأمن المصرية بكافة تصنيفاتها هي التي كانت مسيطرة بشكل كامل على منطقة وسط البلد التي يسكن بها ريجيني، وأن الأجهزة الإيطالية توصلت لمعلومات مؤكدة أنه تم إلقاء القبض على الطالب الإيطالي من منطقة وسط البلد وذلك بسبب تحويل تلك المنطقة لثكنة عسكرية بمناسبة الذكرى الخامسة لثورة يناير". وتضيف المصادر "حتى الآن المحقق الإيطالي لا يستوعب كيف يتم تعذيب إنسان بهذه الطريقة وبدون دوافع انتقامية".
وكان مصدر في النيابة العامة قد أكد لـ"العربي الجديد"، أن تقرير الطب الشرعي الذي ورد عن مصلحة الطب الشرعي، مساء يوم السبت الماضي، يؤكد تعرّض ريجيني للتعذيب لفترة طويلة، وبصور متعددة، رافضاً الإفصاح عن تفاصيل أكثر، أو عن طبيعة الإصابات التي وجدت في الجثة، وتأكيد أو نفي ما ذكرته وكالة "رويترز" عن تعرّض ريجيني لكسور في 7 أضلاع وتعذيبه صعقاً بالكهرباء في أعضائه التناسلية.

وفيما تترقب مصر تداعيات مقتل الطالب الإيطالي على العلاقات بين القاهرة وروما، تكشف المصادر أن عدداً من الباحثين في إطار مشروعات تبادل بين جامعات مصرية وجامعات أجنبية اعتذروا عن قبول منح تعليمية في مصر عقب واقعة مقتل ريجيني تخوفاً من الوضع الأمني.
وفي السياق، يؤكد مصدر دبلوماسي مصري أن "سمعة جهاز الأمن المصري في أوروبا باتت بالغة السوء، وهو ما سيكلّف القاهرة الكثير، ولا سيما في القطاعات المتعلقة بالسياحة، واتفاقيات تبادل الطلاب".
يشار إلى أنّ الخارجية الأسترالية حذّرت رعاياها من السفر إلى مصر، وهو ما نقله الموقع الرسمي "سمارت ترافيلر" المختص بتحذيرات السفر والتابع للخارجية الأسترالية. ونشر الموقع خريطة جمهورية مصر العربية باللون البرتقالي، ومعها بيان جاء فيه "في مصر بشكل إجمالي، أعِد النظر في السفر إليها"، مضيفاً "فكر بجدية إذا ما كان من الضرورة بالنسبة لكَ السفر إلى مصر جراء مستوى الخطورة المرتفع". وتابع البيان "إذا اخترت السفر، ابحث جيداً، واتخذ مجموعة من احتياطات السلامة الإضافية، والتي تتضمن خطط طوارئ، والتيقن من تغطية شركة التأمين لك".

اقرأ أيضاً: قتل الأجانب في مصر