القوات العراقية تتقدّم والمعارك تصل إلى شوارع الموصل

القوات العراقية تتقدّم والمعارك تصل إلى شوارع الموصل

13 نوفمبر 2016
وصلت المعارك إلى أحياء السكان (سافين حامد/ فرانس برس)
+ الخط -
شهد اليوم الثامن والعشرون من معارك استعادة السيطرة على مدينة الموصل، من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، تقدّم القوات العراقية وتمكنّها من السيطرة على حيَّين في الساحل الأيسر للمدينة، في وقت وصلت العمليات العسكرية إلى الشوارع المأهولة بالسكان، وسط توقعات بزيادة عدد النازحين.

وأعلن قائد عمليات "قادمون يا نينوى" الفريق الركن عبد الأمير رشيد، في بيان، اليوم الأحد، أنّ "قطعات الفرقة التاسعة، واللواء الثالث دخلت حي السلام في الساحل الأيسر من الموصل"، مشيراً إلى أنّها "قتلت أكثر من 30 عنصراً من تنظيم داعش، ودمرت مركبات وعجلات مفخخة للتنظيم".

ويأتي تقدّم القوات العراقية في حي السلام، بعد ساعات من تمكن قطعات "جهاز مكافحة الإرهاب"، من السيطرة على منطقة الأربجية وحي القادسية الثانية، بمساندة من طيران القوة الجوية العراقية، وطيران التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

وتزامناً أكدت مصادر عسكرية، لـ"العربي الجديد"، أنّ قوات "جهاز مكافحة الإرهاب"، تقوم بمحاصرة حي عدن المجاور لحي القادسية.

وأعلنت "خلية الإعلام الحربي"، أنّ القوات العراقية تمكّنت من الدخول إلى الساحل الأيسر لمدنية الموصل، والتوغّل داخل حي الانتصار، وجديدة المفتي، وحي الشيماء والسلام، ويونس السبعاوي، وتواصل تطهير الطرق والمباني، وكافة القرى الكائنة شمال الزاب الكبير.

من جهة ثانية، أشارت مصادر عسكرية، لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ القوات الأمنية العراقية تخوض في الموصل حرب شوارع ضارية، بسبب مقاومة عناصر "داعش"، مستخدمين أسلوب الكمائن والعمليات الانتحارية، مما أدى إلى عرقلة تقدّم القوات العراقية التي يعاني أغلبها من عدم امتلاك الخبرة اللازمة في حرب المدن.

وقال ضابط في "جهاز مكافحة الإرهاب"، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المعارك بدأت تزداد صعوبة، ولم نعد قادرين على استخدام سلاح الدبابات، بسبب عدم قدرتها على التحرّك في أحياء الموصل الضيقة".

وأضاف أنّ "قوات مكافحة الإرهاب تخوض حرب شوارع عنيفة، منذ الصباح في حي عدن شرقي الموصل"، مشيراً إلى "أنّ داعش اعتمد بنسبة كبيرة على العربات المفخخة والانتحاريين".

وتبعد القوات العراقية حالياً 3 كيلومترات عن الضفة الشرقية لنهر دجلة الذي يقسم مدينة الموصل إلى جانبين، بحسب الضابط العراقي.



وفي الجانب الجنوبي، أكد قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر، لـ"العربي الجديد"، أنّ قوات الشرطة وقوات عمليات نينوى أصبحوا على مشارف منطقة البو سيف في انتظار أوامر الاقتحام"، لافتاً إلى أنّ "دفاعات داعش هناك قد دمرت تماماً، وأصبحت القوات على بعد حيين فقط من المباني الحكومية".

وأوضح شاكر أنّ "قوات الشرطة الاتحادية تقوم حالياً بعمليات تمشيط للمناطق التي سيطرت عليها، من أجل إزالة الألغام وإخلاء المدنيين من المناطق التي ما تزال خطرة في جنوب الموصل".

وقد شهد المحور الشمالي لمدينة الموصل، هدوءاً في اليومين الماضيين، بعد تمكّن قوات البشمركة الكردية من السيطرة على مدينة بعشيقة بالكامل.

وأفاد مصدر في قوات البشمركة، لـ"العربي الجديد"، "بتمشيط بعشيقة بحثاً عن عناصر داعش الذين يفترض أنّهم مازلوا مختبئين في البنايات والأنفاق التي أقامها التنظيم في المدينة، ومواصلة عملية إزالة الألغام التي تنتشر بكثرة في الطرقات".

وفي المحور الغربي الذي تقود فيها مليشيات "الحشد الشعبي" العمليات العسكرية ضد تنظيم "داعش"، أعلنت "خلية الإعلام الحربي"، أنّ "قطعات الحشد تواصل عمليات التفتيش والتطهير للقرى المحررة، والطريق الرابط بين تقاطع الحضر وتقاطع عداية، وإكمال التحصينات وضمان أمن الطريق".

كما أعلن مصدر مقرب من قيادة المليشيات، أنّ فصائل الحشد الشعبي تستعد لإطلاق المرحلة الثالثة من عملياتها العسكرية في مناطق غرب الموصل، كاشفاً أنّ العمليات العسكرية في هذه المرحلة تهدف للسيطرة على مطار تلعفر العسكري، والوصول إلى تخوم المدينة استعداداً لاقتحامها والسيطرة عليها.

وبخصوص الأوضاع الإنسانية للنازحين، أكدت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، أنّ أعداد النازحين من مناطق سكنهم منذ بدء العمليات العسكرية على مدينة الموصل، ارتفعت إلى 47 ألفاً، مع استمرار عمليات النزوح من مناطق شرق وجنوب المدينة.

وقال المدير العام في الوزارة ضياء صلال، إنّ "فرق وزارة الهجرة استقبلت، 3027 نازحاً من مناطق حي 90 والساحل الأيسر وقراج بمحافظة نينوى، وقضاء الحويجة بمحافظة كركوك"، مضيفاً أنّه "تمّ نقل النازحين إلى مخيم حسن شام شرق الموصل، ومخيم ديبكة جنوب شرق الموصل، ومخيم الجدعة بناحية القيارة".

وأكد صلال أنّه "وبنزوح أكثر من 3000 مدني ترتفع أعداد النازحين إلى 47 ألف مدني"، مرجّحاً زيادة أعداد النازحين من الموصل في الأيام القادمة، بسبب دخول العمليات العسكرية إلى داخل الأحياء المأهولة بالسكان في المدينة.