العراق: محاولة أخيرة لإنقاذ مشروع المصالحة ومخاوف من الفشل

العراق: محاولة أخيرة لإنقاذ مشروع المصالحة ومخاوف من الفشل

22 سبتمبر 2015
التظاهرات نبهت السياسيين لأهمية المصالحة (أرشيف/ فرانس برس)
+ الخط -

يسعى رئيس الجمهورية العراقيّة، فؤاد معصوم، لإنقاذ مشروع المصالحة الوطنيّة قبيل انهياره، لما له من مخاطر كبيرة على ‏التعايش السلمي بين العراقيين، فيما يؤكّد سياسيّون عدم الجدوى من محاولة انتشال المشروع، بسبب وقوف كتل سياسيّة وأحزاب ‏متنفّذة في وجهه.‏


وفي بيان صحافي صدر عن مكتب معصوم، كشف الرئيس العراقي عن "الانتهاء من مشروع المصالحة في البلاد، وأنّه سيطلق ‏بعد عيد الأضحى المبارك".‏

وقال معصوم إنّ "النقاش حول المصالحة الوطنية طوال السنوات العشر الماضية كان مجرد كلام لا طائل منه، وكان أشبه ‏بالجدل البيزنطي"، مشيراً إلى "وجود مشروع متكامل للمصالحة بين الأطراف العراقية تم الانتهاء منه، ومن المتوقع أن يتم ‏طرحه بعد العيد؛ ليكون هنالك مفهوم للمصالحة مع كل الفئات الداخلية".‏

وأوضح أنّ "المشروع يتضمن رؤية شاملة، خصوصاً بعد أن تم حصر موضوع المصالحة بيد الرئاسات الثلاث، بعد أن كان ‏مشتتاً بين عدة جهات".‏

وأشار معصوم إلى أنّ "التظاهرات الحالية في البلاد كانت ضرورية لإيقاظ السياسيين من سباتهم الطويل، نظراً للأوضاع ‏الاقتصادية والأمنية والسياسية التي تعانيها البلاد"، منتقداً "عدم تشاور رئيس الوزراء حيدر العبادي معنا، في ما أقدم عليه من ‏حزم إصلاحات، لكنها كانت ضرورية بهدف تحقيق مراجعة شاملة لكل شيء، لا سيما وأنّنا نمرّ بأوضاع بات من الصعب ‏التعامل معها، دون إحداث مراجعة جادة لكل شيء".‏

من جهتها، حثّت لجنة مؤسسات المجتمع المدني البرلمانيّة "إشراك مؤسسات المجتمع المدني والمواطنين في مشروع المصالحة ‏الوطنية وتعديل الدستور".‏

وقال مقرر اللجنة، مناضل الموسوي، في بيان صحافي، إنّ "لجنة مؤسسات المجتمع المدني النيابية استضافت الخبير الدولي ‏بشؤون المصالحة الجنوب أفريقي فاني دو تويت ضمن وفد البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة (‏UNDP‏) لمناقشة المصالحة الوطنية ‏في العراق وتعديل الدستور وزيادة عملية مشاركة المواطنين في المصالحة".‏

وأشار إلى أنّ "المصالحة ضرورية جدّاً في الظرف الراهن، نتيجة للظروف الصعبة والحرجة التي يمر بها البلد"، داعياً إلى ‏‏"ترك الآليات التقليدية والاعتماد بصورة أكبر على مؤسسات المجتمع المدني ودورها في تحقيق المصالحة والسلام".‏

من جهته، عدّ النائب عن التحالف الوطني، حسين الزبيدي، حديث معصوم عن إطلاق المشروع بعد العيد، محاولة أخيرة ‏لإنقاذ المشروع من الفشل.‏

وقال الزبيدي لـ"العربي الجديد"، إنّ "مشروع المصالحة أثبت فشلاً كبيراً طوال السنوات الماضية، بسبب الخلافات بين الكتل ‏السياسية والأزمات المستعرة بينها"، مشيراً إلى أنّ "هناك كتلاً سياسية لا تريد للمشروع أن يطبّق خوفاً من تأثيره على ‏مصالحها، كما أنّ قادة الأحزاب الطائفيّة تعدّ المشروع إفشالاً لأجنداتها".‏

وأشار إلى أنّ "كل تلك التحدّيات وقفت بوجه إمضاء المشروع وتعطيله، وأنّ التحديات لا زالت قائمة حتى اليوم"، مبيناً أنّ ‏‏"رئيس الجمهوريّة يحاول إنفاذ المشروع خوفاً من فشل العبادي بإصلاحاته، وما قد يتبع ذلك من تغيرات سياسيّة في البلاد، قد ‏يكون لها تأثير على التعايش السلمي بين المكونات العراقيّة".‏

ورجّح، "فشل جهود معصوم بإنقاذ المشروع".‏

وكان رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري، قد دعا الأمم المتحدة إلى لعب دور في إطار تعزيز المصالحة الوطنية؛ ودعم ‏الجهود التي تبذل في هذا المجال، مؤكّداً على أهمية دور المنظمة الدولية في دعم التشريعات النيابية التي من شأنها تعزيز البناء ‏الديمقراطي وتنفيذ التوافقات بين القوى الوطنية.‏

يشار إلى أنّ حكومة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، كانت قد تحدّثت طوال ثماني سنوات عن مشروع المصالحة الوطنيّة، ‏وخصصّت له لجاناً خاصّة، ووزيراً خاصّاً للمصالحة، فضلاً عن موازنة طائلة، دون أنّ تتقدم حتى خطوة واحدة بتنفيذ ‏المشروع، فيما يُتهم المالكي بتعطيل المشروع والتعامل بنهج طائفي عرقل تمريره.‏

اقرأ أيضاً: "الحشد الشعبي" تستعين برجال الدين للإفتاء بدعمها مالياً