إسلاميو المغرب: الانقسام على حاله حيال الانتخابات

إسلاميو المغرب: الانقسام على حاله حيال الانتخابات

02 سبتمبر 2015
بنكيران في مؤتمر لحزبه الشهر الماضي (فرانس برس)
+ الخط -
لا يزال الإسلاميون المغاربة منقسمين حيال الانتخابات المحلية التشريعية المقبلة، إذ إنه في الوقت الذي اختار فيه حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، المشاركة في الاستحقاق المحلي، بعد غدٍ الجمعة، اختارت جماعة "العدل والإحسان"، سياسة الكرسي الفارغ، والدعوة إلى المقاطعة، وفقا لوكالة "الأناضول".

وبين الحزب والجماعة، يبقى السلفيون يشكلون فسيفساء غير واضحة المعالم بين مشارك ومقاطع ومتردد إزاء الانتخابات.

اقرأ أيضا: بنكيران يشهر الورقة الاقتصادية في انتخابات المغرب

وفي هذا الصدد، قال عضو الأمانة العامة لحزب "العدالة والتنمية" (الإسلامي) خالد الرحموني، إن مشاركة حزبه بالانتخابات "منطق واختيار، لا إجبار واضطرار".

وأضاف: "الإصلاح من داخل المؤسسات، وتطوير العملية الديمقراطية، هو خيار الإصلاح على مستوى الانتقال الديمقراطي على الصعيد الدولي، خصوصاً أن هذا الخيار غير خاص بالإسلاميين فقط، بل مرتبط بالتجارب الدولية التي تكرس إمكانية توسيع مشاركة الشعوب في الاختيار الحر والنزيه".

وأوضح الرحموني أن "موقف مقاطعة الانتخابات يكرس منطق الانتظارية، مما يفرز الانعزال والهامشية" ، معتبراً أن هذا الموقف بمثابة "إعطاء هدية رخيصة لقوى التحكم والاستبداد".

أما على مستوى الإسلاميين في بلاده، فأوضح أنهم "ليسوا كتلة واحدة من الناحية السياسية والتنظيمية والعملية والأيديولوجية، وهو ما يبين اختلافهم إزاء الانتخابات والمشهد السياسي بشكل عام".

من جهته، قال فتح الله أرسلان، الناطق الرسمي باسم جماعة "العدل والإحسان" إن الجماعة "لا تزال مصرة على موقفها القاضي بمقاطعة الانتخابات، لأن أسباب المقاطعة لا تزال موجودة، وتزداد تفاقماً".

وأضاف: "الجماعة تريد أن تشارك في انتخابات لها معنى، وتُفضي إلى نتائج وتخدم المواطنين، إلا أن ما يقع في الانتخابات، بحسب المتتبعين ووسائل الإعلام، يتسم بمظاهر فساد، واستعمال المال، وتدخل وزارة الداخلية، بالإضافة إلى السلطة المركزية".

وتابع: "لا جديد يدفع الجماعة للمشاركة، ولا يمكن أن تشارك وتَعد المواطنين بدون تحقيق الوعود".

وفيما يتعلق بدعم الحزب الحاكم، قال إنه إذا "كان الدعم سيُفضي إلى نتائج ايجابية، فستكون الجماعة أول المشاركين في الانتخابات".

وإذا ما تشتتت التيارات الإسلامية، أوضح أنه "سواء توحّدت القوى الإسلامية أو تفرّقت، فإن العمل في ظل الوضع الحالي لا يُفضي إلى نتائج تُذكر، والذين سبق أن شاركوا لم يحققوا نتائج".

واستطرد قائلاً: "أمام ضعف مشاركة المواطنين في الانتخابات، فإن هناك العديد من العوائق التي تعرقل تحسن مستوى الانتخابات".

وعن موقف جماعته من الانتخابات، لفت إلى أنها "ستبقى مُصّرة على المقاطعة، طالما أن الانتخابات لا تزال مُتَحَكماً فيها، وأن المستفيد الأول منها هو تكريس السلطة الحقيقية المتمثّلة في رجال السلطة التابعين لوزارة الداخلية، ومنْحهم قوة أكبر".

وبدأت الأحزاب السياسية المغربية استعداداتها للانتخابات البلدية المقبلة التي تعتبر أول انتخابات من نوعها بعد إقرار دستور 2011، فيما يُرتقب إجراء الانتخابات التشريعية المقبلة عام 2016، عند انتهاء ولاية الحكومة الحالية، التي يقودها عبد الإله بنكيران.

وتولى بنكيران، رئاسة الحكومة في 29 نوفمبر/تشرين الثاني2011، إثر تصدر حزبه الانتخابات التشريعية، التي أُجريت في الشهر ذاته، بحصوله على 107 مقاعد بمجلس النواب.

وجماعة "العدل والإحسان" أسسها عبد السلام ياسين، في الثمانينيات، وبقي مرشدها العام حتى وفاته عام 2012، ليخلفه محمد عبادي، في 24 ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه، بلقب الأمين العام.

اقرأ أيضا - الانتخابات المحلية في المغرب: مجموعة استحقاقات في موعد واحد

وشاركت الجماعة في الحراك الذي عرفه المغرب إبان الربيع العربي، 2011 إذ شارك أنصارها بقوة في مظاهرات "حركة 20 فبراير"، إلا أنها انسحبت في أواخر العام نفسه، بسبب بعض الاختلافات مع بعض التيارات الأخرى المشاركة في الحراك.

وفيما يتعلق بالتيارات السلفية بالمغرب، صوت بعضها لصالح حزب "العدالة والتنمية"، خلال الانتخابات التشريعية عام 2011، واليوم يعمل المنتمون منهم لبعض الأحزاب الأخرى، على الدعوة إلى التصويت لأحزابهم في الانتخابات المحلية.

ودعا بعض السلفيين إلى التصويت للأصلح من الفاعلين السياسيين، فيما دعا آخرون إلى المقاطعة.

وقبل أيام، دعا عبد الرحمان المغراوي (شيخ سلفي يقيم بمدينة مراكش، ويدير مجموعة من دور القرآن)، أنصاره إلى التصويت للأصلح من الفاعلين السياسيين، في الاستحقاق الانتخابي المقبل.

وقال المغراوي: "نؤكد دعمنا لكل الفاعلين السياسيين النزهاء والصادقين في خدمة الدين والوطن، وندعو للتصويت إلى الأصلح منهم تحقيقاً لما أمكن من المصالح، وتقليلاً للشر".

بدوره، انتقد حماد القباج، أحد رموز السلفية، بعض الشيوخ الذين يدعون إلى مقاطعة الانتخابات، وقال في مقال له نُشر على موقعه الالكتروني على شبكة الإنترنت: "من الظواهر التي تحزنني وتؤرقني حين أحاول فهمها واستجلاء أسبابها؛ ظاهرة بعض الشيوخ، وطلبة العلم الذين يتبنون رأي اعتزال السياسة المعاصرة وما يتمخض عنها من انتخابات وغيره".

وفي يونيو/حزيران 2013، قرر خمسة من رموز التيار السلفي الانضمام إلى حزب "النهضة والفضيلة"، كما التحق آخرون بحزب "الحركة الديمقراطية الاجتماعية" أبرزهم عبد الكريم الشاذلي، الذي سبق أن حُكم عليه بـ30 سنة سجناً، على خلفية أحداث 16 مايو/أيار 2003، حيث قضى منها 8 سنوات، قبل أن يحصل على عفو ملكي عام 2011.

اقرأ أيضا: إحالة صحافيين فرنسيين إلى القضاء بتهمة ابتزاز ملك المغرب

المساهمون